دمشق تختنق بـ (اللطم)… هل بدأ (بشار الأسد) بتجنيس الايرانيين والعراقيين الشيعة؟


gftre

رزق العبي: المصدر

باتت مدينة دمشق، وفقاً للشهادات التي تأتي تباعاً من هناك، مرتعاً لميليشيات إيرانية وأخرى عراقية، وصارت تلك الميليشيات صاحبة الفصل في كلّ تفاصيل الحياة.

استغلت إيران وميليشياتها تطور الأحداث المتسارع في سوريا منذ بداية الثورة السورية لتنفيذ أجندات طائفية استكمالاً للمخطط الشيعي في المنطقة، إذ تعتبرْ إيران دمشق بوصفها عاصمة الدولة الأموية، من ألد أعداء مشروعهم الطائفي، وباتت الآن تعتبر وجودها في الشام بتلك الكثافة والسطوة انتصاراً لهم.

تظهرُ الصبغة الشيعية بشكل واضح وجليّ في دمشق القديمة، التي أصبحت مرتعاً لعناصر من جنسيات متعدّدة تجمعهم طائفة المذهب الشيعي، متذرعين بحمايتهم للمقامات في الشام.

السطوة الأمنية للشيعة في دمشق

يتحدث أحد أهالي العاصمة لـ (المصدر) والذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، بأن السطوة الأمنية للعناصر الشيعية بات خطيراً في الوقت الذي يغادر دمشق شهرياً مئات المدنيين من أهلها، بسبب ضيق الحال وازدياد تلك السطوة.

ويضيف الشاهد الذي اختار اسم “أبو محمد”: “قبل نحو أشهر اشترى أحد أقربائي سيارة بـ 55 ميلون ليرة سورية، وبعد أيام اختفت السيارة، وعندما سألته عنها أخبرني أنه باعها بـ 10 ميلون ليرة، لأن مجموعة من ميليشيا حيّ الجورة أعجبتهم السيارة الفاخرة، ودفعوا لي هذا المبلغ فقط، فبعتها لأنهم سيسرقوها أو يحرقوها أو يقتلوني ويأخذوها، فاقتنع تماماً أن يرضى بالمبلغ القليل، على ألا تذهب السيارة أو يموت”.

ويتابع بالقول: “ربما هم يفعلون مثل هذه التصرفات من أجل أن نكره الحياة في الشام ونسافر، لقد أصبح محيط مقام السيدة رقية منطقة عسكرية تحكمها ميليشيات شيعية أشكالهم مخيفة، ويرددون هتافات طائفية تهين دمشق والأمويين، لكن ماذا يفعل أهالي تلك الأحياء؟”.

يبدو الوجه الدمشقي شاحباً، على عكس ما هو معروف عن الشام، وتأتي بعض الشهادات متقطعة عن أحوال دمشق، التي يقبض عليها النظام وحلفاؤه بقبضة حديدية صارمة.

تقول “وئام” التي تعمل في إحدى مدارس دمشق: “وجوههم في الشام تؤكد أنهم ينتقمون منها، ويتقصدون إهانتها، لدرجة أن بعض الشباب أصبحوا مضطرين لأخذ هوية أمنية لميليشيات شيعية إيرانية أو لحزب الله، من أجل تسهيل عبورهم على الحواجز، فتخيل أن أهالي المدينة يحتاجون لصكّ أمان من غرباء يحتولنها”.

تجنيس الشيعة في سوريا

يقول الكاتب “أحمد الظرافي”: “تم تجنيس الكثير من الإيرانيين والعراقيين (الشيعة)، بالجنسية السورية، والذين تجاوزت المليون حتى الآن، ويقيم معظمهم في منطقة السيدة زينب وما حولها من دمشق، إلا أن الأنشطة الشيعية في دمشق باتت تحظى بأهمية خاصة ليس فقط لكونها عاصمة سوريا، ولكن للأسباب والعوامل التاريخية والرمزية، ولهذا أصبحت دمشق تعاني من عمليات اختراق منظم لأحيائها ومن زحف تدريجي عليها من جهاتها الأربع، سواء من ناحية ضاحية السيدة زينب أو من غيرها من الضواحي. فضاحية السيدة زينب كانت بالأصل قرية سنية ولكنها تحولت بالتدريج إلى أكبر مركز للشيعة ولحفلات العزاء والنياحة والجزع، وأصبحت بمثابة مستعمرة يقطنها عشرات الآلاف من الإيرانيين، وفيها أكبر حوزة في العالم بعد النجف وقم، وأصبحت سوقا رائجة للمخدرات وللبغاء وامتهان كرامة المرأة باسم ما يطلق عليه الشيعة زواج المتعة، وهناك مستعمرة السيدة رقية جنوب الجامع الأموي – حي العمارة ـ والذي تمّ استملاكه من قبل الحرس الثوري الإيراني في مربع سكني كامل بنفس الطريقة، وهناك مسجد (صفية) في نفس هذا الحي أيضاً ـ حيّ العمارة منطقة السادات- وهناك مسجد في مدينة عدرا حول دمشق”.

ويتابع بالقول: “تتضاعف أعداد الشيعة الوافدين إلى دمشق، والتي تضيق بأهلها، حتى صارت الأبصار الشيعية تتجه نحو المسجد الأموي، يتطلعون إليه وقلوبهم تغلي بالحقد والكراهية ويتمنون أن يقوضوه من قواعده في يوم من الأيام لكونهم يعرفون الدور التاريخي والعلمي والثقافي الذي لعبه هذا المسجد الجامع، هذا المعلم البارز، الذي يعتبر من الأوابد الخالدة التي خلفها الأمويون، وأصبحت دمشق عاصمة الأمويين”.





المصدر