الجوانب السلبية في وسائل التواصل ترخي بظلالها على المجتمع السوريّ

10 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
4 minutes

خالد عبد الرحمن: المصدر

منذ انطلاق الثورة السورية والاعتماد في تنسيقها وأخبارها على “الفيسبوك”، أصبح لمواقع وبرامج التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة، وكثر التعامل معها بين السوريين الذين أصبحوا يتواصلون عبر هذه المواقع للتعارف على بعضهم ومعرفة أخبار بعضهم البعض، وإرسال رسائل وتلقي الأخبار والموضوعات وكل ما هو جديد وخاصة مع حرمان سلطات النظام للمناطق الخارجة عن سلطتها من أدنى مقومات الاتصال والتواصل كالاتصالات الخلوية والانترنت والهواتف الأرضية.

ومع تزايد أعداد مستخدمي الانترنت في سوريا، أصبح رواد تلك المواقع والمنصات بمئات الآلاف يومياً، وأضحت منارة لنشر الآراء والأخبار والمشاكل الاجتماعية بالإضافة إلى التواصل، وخاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي أزالت كل حواجز الاتصال والتفاعل بين مستخدميها. ولكنّ اقتحام هذه المواقع لحياتنا الاجتماعية كان له آثارٌ سلبيةٌ أيضاً، وأدت في كثير من الأحيان لتفاقم المشاكل وتشعيبها.

في هذا السياق، يقول الناشط أبو عمر الدمشقي لـ”المصدر” إن الهدف الذي أنشئت من أجله مواقع ومنصات التواصل مختلف تماماً عن طرح المشكلات الاجتماعية وذلك لاتساع فضاء المشاركة في تأجيج المشكلة وخاصة أنه من السهل بمكان إنشاء حساب “فيسبوك” مثلاُ والتشهير بأشخاص آخرين وجماعات أخرى، “ما يزيد الطين بلة” والوضع سوءاً بسبب الطرح في المكان الخاطئ والغير مخصص لهكذا طرح أو هكذا أهداف.

وأضاف الدمشقي أن تدخل مستخدمي حسابات “الفيسبوك” في المشاحنات التي تحصل أحياناً ساهمت في مفاقمة حدة تلك المشاحنات فهذه المواقع والبرامج المجانية والتي لا ضوابط لاستخدامها، ولا توجد وسائل أو طرق محددة يتقي منها المستخدم ما قد تصل إليه، أو حتى لا يوجد منهج محدد لإفادة الغير في الاتقاء من هذه المخاطر، وما قد تؤول له ايقاد نار الفتنة وعدم الاحتكام للعقل والشرع والقانون ومن الممكن أن تنتقل من الفضاء الافتراضي إلى أرض الواقع.

وأردف أن المشاحنة من الممكن أن “تتحول إلى صدام مباشر مع أطراف المشاحنة التي بدأت وتفاقمت بسبب عدم وجود أهل الوعي والخبرة لإيقافه عند حده وعدم السماح له بالاتساع والتطور وبكل تأكيد فإن استخدام الاسماء الوهمية والغير معروفة للأسف تساهم لحد كبير في تفاقم المشاحنة”.

ومن جانبه قال الناشط محمود الدرويش إن مواقع التواصل الاجتماعي هذه تعطي فرصة مفتوحة للتخفيف من المشاحنات لكل الكتاب ومستخدمي الإنترنت الذين يملكون الوعي المناسب للاتصال بالنشطاء وأصحاب القرار لمشاركتهم خبراتهم وآرائهم، باستخدام أسماء صريحة أو معروفة ومشهورة في المجتمع الذي حصلت فيه تلك المشاحنة.

وأضاف الدرويش أن الوعي الذي يرافق تداول الخبر وطريقة صياغته تأثر بشكل كبير في على فهم المادة المنشورة بطريقة إيجابية أو سلبية ومما لا شك فيه فإن نسبة كبيرة من الأخبار التي يراد بها تأجيج صراع معين تتبع اسلوب المبالغة والشائعات لإضفاء مزيد من الاستعطاف على القضية التي يطرحها وكسب أكبر قدر ممكن من المؤيدين لها.

وختم الدرويش إنه إذا أردنا ان نتكلم بنسبة الأرقام فإن 70% من حالات المشاحنات يتم استخدام أسماء وهمية لتساهم في تعميق المشكلة، طبعاً بسبب عدم قدرة “الداعين إلى الفتنة” على الإفصاح عن هوياتهم، ولزيادة الاحتقان. وذلك باعتقاده لأن من يقوم باستخدام هذا الاسلوب يكون له أهدافاً بعيدة وراء تعميق المشكلة.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]