دبلوماسيون حلفاء يحذرون الإدارة الأمريكية الجديدة من التعاون مع نظام الأسد وروسيا

10 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
6 minutes

عبر حلفاء رئيسيون للولايات المتحدة في أوروبا عن قلقهم بشأن نهج الرئيس المنتخب “دونالد ترامب” بشأن سوريا وحذروا من أن تعهده بالعمل بشكل وثيق مع روسيا حليفة نظام الأسد الرئيسة لن يفعل شيئاً يذكر لتقليل التهديد الإرهابي القادم من سوريا.

وحظيت حملة الإقناع الدبلوماسية بأهمية جديدة في الأيام الأخيرة بعدما بدا جيش النظام المدعوم من روسيا وإيران وفصائل شيعية على وشك استعادة السيطرة على مدينة حلب.

ومن المتوقع أن تنظر موسكو ورأس النظام في سورية بشار الأسد إلى سقوط حلب كنهاية للثورة على الأسد التي بدأت في مارس/ آذار 2011 على الرغم من أن محللين غربيين يتوقعون أن تستمر الحرب ربما لسنوات.

وقال دبلوماسيون غربيون وصفوا المناقشات مع مستشاري “ترامب” وطلبوا عدم نشر أسمائهم إن رسالتهم كانت أن تحالفاً أمريكياً مع روسيا ومن ثم مع الأسد لسحق جماعات مثل تنظيم “الدولة الإسلامية” سيأتي بنتائج عكسية.

ويرى “ترامب” أن هزيمة “تنظيم الدولة” تمثل أولوية أكثر من إقناع الأسد بالتنحي.

وذكر دبلوماسي فرنسي كبير أنه “فيما يتعلق بالشأن السوري تقول الإدارة الجديدة إن أولويتها سحق الدولة الإسلامية لكننا شرحنا وجهة نظرنا وهي أنه بدون حل سياسي في سوريا ستكون هذه الجهود غير مثمرة بسبب إعادة تشكل جيوب جديدة للمتشددين.”

وكانت فرنسا هدفاً لهجمات منسقة أعلن “تنظيم الدولة” مسؤوليته عنها. وتخشى العواصم الغربية من أن استمرار الصراع سيؤدي إلى زيادة التدفق الجماعي للاجئين الذين ربما يتخفى بينهم متشددون.

ويشمل الحل السياسي في سوريا الذي تتصوره القوى الغربية عملية انتقالية على أن يترك الأسد السلطة في نهاية المطاف.

وتقول القوى الغربية إن الأسد المنتمي للأقلية العلوية لا يمكنه توحيد سوريا وسحق المتشددين بعد نحو ست سنوات من الحرب.

وفي كلمة علنية نادرة يوم الخميس قال “أليكس يانجر” رئيس جهاز المخابرات الخارجي البريطاني (إم.آي-6) “لا يمكن أن نكون في مأمن من التهديدات التي تنطلق من (سوريا) ما لم توضع نهاية للحرب.”

وطالما قال “ترامب” إنه يريد العمل مع روسيا لقتال “تنظيم الدولة” التي تسيطر على أراض في العراق وسوريا.

وخلال حملته الانتخابية في يوليو/ تموز قال “ترامب”: “عندما تفكر في ذلك أليس جيداً أن نقيم علاقات جيدة مع روسيا؟”.

وأضاف “أليس جيداً أن نتعاون مع روسيا ونهاجم داعش (تنظيم الدولة) بقوة.”

وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون مراراً إن أغلبية الضربات الروسية في سوريا ليست ضد “تنظيم الدولة”.

ولم يتضح بعد كيف ستسير سياسات “ترامب” في المستقبل. فلم يختار “ترامب” إلى الآن وزيراً للخارجية وعبر بعض الأعضاء الحاليين والمحتملين في فريق الأمن القومي للرئيس المنتخب عن آراء أكثر تشككاً في روسيا.

ولم يرد فريق “ترامب” الانتقالي على طلب للتعليق على مخاوف الحلفاء على الفور.

وقال الدبلوماسي الفرنسي الكبير: “ما نفهمه من محادثاتنا مع إدارة ترامب هو أنهم يهونون من احتمال اتفاق روسيا والولايات المتحدة بشأن قتال الدولة الإسلامية والتقارب الكامل مع موسكو.”

وعبر دبلوماسي عربي كبير عن حذره من سياسة “ترامب” في سوريا. وقال: “لا يمكننا حقا أن نتنبأ بها الآن.”

وأوضح دبلوماسي آخر من دولة حليفة أخرى للولايات المتحدة عن شكوكه بشأن جدوى تحالف غربي مع موسكو والأسد لكنه رفض مناقشة السياسة الانتقالية الأمريكية.

وأضاف: “لن يفعل أي تحالف مع الأسد بأي شكل من الأشكال أي شيء للحد من التهديد الإرهابي للغرب. بدلاً من ذلك فإنه سيزيده بشكل كبير… هذه هي الحقيقة المرة للصراع.”

وقال الدبلوماسي: “الروس حولوا حلب إلى جروزني” في إشارة إلى التدمير الكامل الذي ألحقه الجيش الروسي بالعاصمة الشيشانية.

وذكر السفير الأمريكي السابق لدى سوريا “روبرت فورد” أن حلب بمجرد أن تسقط فإن حكومة النظام المدعومة من روسيا لن تحول اهتمامها إلى “تنظيم الدولة” لكنها بدلاً من ذلك ستحاول تدمير ما تبقى من المعارضة المسلحة المناهضة للأسد.

وأضاف “فورد” وهو زميل في معهد الشرق الأوسط وهو مؤسسة بحثية أن الولايات المتحدة لديها ثلاثة خيارات.

وبيّن أن “الخيار الأول هو التحول والانضمام إلى الروس وضمنيا إلى حكومة النظام والإيرانيين ضد المتطرفين السنة. لكن المشكلة هي أن الحكومتين الروسية والسورية (..) لا تقاتلان حقاً المتطرفين السنة كثيراً جداً”.

وتابع فورد قائلاً: إن الخيار الثاني لواشنطن هو الانصراف عن الصراع الأمر الذي سيعني على الأرجح تقلص نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة واستمرار تدفق اللاجئين.

والخيار الثالث هو العمل مع تركيا والسعودية من أجل التوصل لوقف جزئي لإطلاق النار.

وقال فورد: “لا يوجد خيار منهم جيد فلا توجد إجابة سهلة (…) نفدت منا الإجابات السهلة في عامي 2012 و 2013”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]