هل ستوقف دول عربية دعمها للمعارضة السورية؟.. خبراء خليجيون يجيبون
10 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
لا تبدو دول الخليج العربية التي مولت وسلحت المعارضة السورية التي تقاتل نظام بشار الأسد مستعدة بعد للتوقف عن دعم المعارضين على الرغم من التراجع الميداني الحاصل لهم لحساب النظام وحلفائه في سوريا.
وخلال الأسبوعين الماضيين طرد قوات نظام الأسد والميليشيات الأجنبية المساندة له بدم روسي، قوات المعارضة من معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها في شرق حلب الذي خضع لسيطرتها منذ 2012.
وخسرت قوات المعارضة أيضاً أراضي مهمة في ضواحي دمشق ومناطق أخرى خلال الشهور الماضية، وأدخل دولاً عربية في حالة من الشك والتفكير الداخلي بعد سنوات من دعوتها للإطاحة بالأسد ودعمها لمعارضيه في حرب أودت بحياة مئات الآلاف، وفقاً لتحليل لوكالة رويترز نشرته، اليوم الجمعة.
وعلى مدى فترة طويلة من المواجهات في سوريا، زودت دول خليجية قوات من المعارضة بالسلاح، من خلال مركز للتنسيق في تركيا، وقدمت تلك الدول أيضاً دعماً دبلوماسياً أيضاً للمعارضة.
وفي ظل الوضع الحالي للمعارضة وتراجعها في بعض الجبهات، يقول محللون في المنطقة إن “دول الخليج العربية الثرية غير مستعدة للتخلي عنهم. وقد تواصل تلك الدول تمويل وتسليح حرب عصابات تتمركز بالمناطق الريفية حتى في غياب سيطرة المعارضين على بلدات ومدن رئيسية”.
وقال خالد الدخيل الكاتب والباحث السعودي في علم الاجتماع السياسي: “أنا أعتقد أن دول الخليج سيستمرون في دعم المعارضة. لن يتوقفوا الآن.”
وتعتبر الدول الخليجية إيران- الداعمة للأسد – عدوها اللدود وتخوض حرباً أيضا في اليمن ضد حركة “الحوثيين” الشيعية التي يقولون إن طهران تساندها.
ويرى الدخيل أن “حكام الخليج يأملون في دعم من واشنطن مع اقتراب التغيير في الإدارة الرئاسية الأمريكية. وتعتقد تلك الدول أن الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما تردد أكثر من اللازم في الالتزام باستخدام القوة العسكرية للتصدي للأسد وكان متساهلاً للغاية بشأن إيران بوجه عام ويأملون في أن يتبنى دونالد ترامب نهجا أشد صرامة”.
وحتى الآن قدم ترامب إشارات متباينة بشأن خططه بخصوص الشرق الأوسط إذ تعهد من ناحية باتخاذ نهج أشد ضد إيران لكن على الجانب الآخر لمح إلى أنه يؤيد دعم روسيا للأسد حليف إيران.
وقال الدخيل إن دول الخليج ستنتظر “موقف الإدارة الأمريكية الجديدة، إدارة ترامب. لا يزال هناك غموض في موقفها. الصورة ملتبسة. كيف تكون متشدداً مع إيران ولا تمانع في بقاء الأسد؟”.
في انتظار ترامب
وفي حديث لرويترز قال سعود حميد السبيعي رئيس لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى السعودي- وهو مجلس استشاري معين- إنه يتوقع أيضا أن ينتظر المسؤولون الخليجيون معرفة موقف ترامب بشأن سوريا.
وأضاف أن دول الخليج تعتقد أن تبني أوباما موقفاً أقوى كان سيؤدي إلى نتيجة مختلفة.
وكان أوباما قد هدد بعمل عسكري ضد الأسد عقابا له على استخدام أسلحة كيماوية في 2013 قتلت ما لا يقل عن 1400 مدني في ريف دمشق، وأدت لإصابة المئات، لكنه ألغى توجيه ضربات في اللحظات الأخيرة بعدما توسطت روسيا في اتفاق وافق بموجبه الأسد على التخلي عن ترسانته من الغاز السام.
وقال السبيعي متحدثا بصفته الشخصية: “الولايات المتحدة لها ثقلها (…) أمريكا طرف مهم”، مضيفاً: “بالطبع لو كان أوباما تمسك بوعوده لتغيرت الأمور وتطورت بشكل مختلف.”
وقال دبلوماسي خليجي مقيم في قطر طلب عدم الكشف عن اسمه إن الدول العربية تضع سياساتها أولا وقبل كل شيء رداً على طهران.
وأضاف “سلوك إيران يملي أفعال وخطط الخليج. إذا تعاونت إيران بدرجة أكبر فسيهدئ هذا المخاوف ويبطئ التصعيد العسكري في الخليج. لكن إذا واصلت إيران التدخل فسوف تسرع الدول العربية جهودها العسكرية لصد إيران.”
واحتمال الهزيمة سيدفع الحكومات العربية للبحث عمن يتحمل اللوم. ويقول بعض المحللين إن الانقسامات بين الدول العربية ساهمت في تقليص فاعلية مقاتلي المعارضة.
ويبدو لافتاً الآن أن مصر- أكبر الدول العربية سكانا- غيرت سياستها في الشهور الأخيرة لتقدم دعماً علنيا للأسد مما أغضب الرياض التي أمدت مصر بمساعدات بمليارات الدولارات.
وقالت ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات: “لم يكن هناك موقف دولي موحد. كل دولة لها مصالح مختلفة والأطراف التي تدعمها مختلفة”. وأضافت “عدم وجود رؤية موحدة أضعف الدور الخليجي. بالإضافة إلى تقاعس الأمريكان وتقاعس إدارة أوباما.”
[sociallocker] [/sociallocker]