الأوتقراطية

10 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016

جيرون

يعود أصل مصطلح “أوتقراطية” إلى اللغة اليونانية، وتعني “الحاكم الفرد”، ما يدل على أن هذا المصطلح سياسي جوهرًا، ويشير إلى نوع من الحكم يتميز بالفردانية والسلطوية، بطريقة أو بأخرى.
ويقول عبد الوهاب الكيالي في موسوعته السياسية، المجلد الأول، صفحة 382-383، إن هذا الاصطلاح (الأوتوقراطية) يطلق على “الحكومات الفردية؛ حيث يتمثل الاستبداد في إطلاق سلطات الحاكم الفرد، وفي استعماله إياها بعض الأحيان؛ تحقيقًا لمآربه الشخصية”.
ويضيف أن حكم الأباطرة الرومان وأجهزتهم في العهد البيزنطي “اتصف بالحكم الأوتوقراطي، ونجد تطبيقًا للنزعة الأوتوقراطية في المعتقدات القديمة المتعلقة بالطبيعة الإلهية للحكام، أي: لنظرية الملوك-الآلهة، وتطبيقًا عصريًا في النظرية التي ترى صفة الإلهية والحق الإلهي والإرادة الربانية في وضع الحكام على رأس البلاد”.
كما أن البروفيسور الفرنسي، موريس دوفرجيه، الملقب بـ “بابا” العلوم السياسية، ميّز بين نوعين من الأوتقراطية، هما الأوتقراطية المعلنة، وتوجد في الأحزاب السياسية الفاشية أو الشبيهة بها، وفيها تحلّ رغبة الحاكم محل أصل الشرعية. أما النوع الثاني للأوتقراطية، فهو الأوتقراطية المقنعة، وضمنها تندرج عمليات تعيين الأوتقراطي تحت مظاهر مختلفة الدرجة من الديمقراطية.
ويرى أن الدولة الأوتقراطية تدّعي أو تتظاهر بأنها مستقلة عن جميع الفئات الاجتماعية، في حين أن الأمر الواقع يشير إلى أنها بين أيدي طبقة أو جماعة منظمة.
ويعرف قاموس “مريام ويبستر” الأوتقراطية أيضًا بأنها سلطة، أو حكم الأوتقراط، والذي -بدوره- هو الحاكم الذي يتمتع بسلطة مطلقة.
أيضًا، يشير موقع ويكيبيديا في تعريفه للأوتقراطية إلى أن الأوتقراطي يحتاج “إلى نوع من مساعدة أفراد نافذين ومؤسسات في المجتمع؛ من أجل أن يستطيع أن يُحكم سيطرته على الشعب. قلة هم الحكام الذين تمكّنوا من أن يبسطوا نفوذهم عن طريق الحضور أو الكاريزما أو المهارات وحدها، من غير مساعدة الآخرين. أغلبية الأوتقراطيين اعتمدوا على طبقة النبلاء، والعسكر، أو الزعماء الدينيين أو آخرون”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]