ماذا يحدث داخل أحرار الشام؟


أعلن عدد من الكتائب والألوية التابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية اندماجهم تحت اسم "جيش الأحرار" بقيادة القائد السابق للحركة "أبي جابر الشيخ" بحسب بيان تم نشره على حساب التشكيل الجديد في تويتر، مبينًا أن الخطوة هدفها زيادة الفاعلية العسكرية.

وقد أثار الإعلان جدلًا واسعًا وتساؤلات كبيرة حول الخطوات القادمة خاصة أن قائد التشكيل "أبا جابر الشيخ" من ضمن الشخصيات التي علقت عضويتها في مجلس شورى أحرار الشام بالإضافة إلى 7 شخصيات أخرى ولم تعلن بيعتها للقائد الجديد "أبي عمار العمر"، والسبب الآخر للغموض الذي اكتنف هذا الإعلان أن البيان ذكر اسم لواء المدفعية ولواء المدرعات المركزيين في حركة أحرار الشام الإسلامية، وهما بحسب الهيكلية التنظيمية لواءان تابعان للجناح العسكري العامّ بشكل مباشر.

أبو جابر الشيخ وفي تغريدة له على حسابه في تويتر نفى أن يكون التشكيل هو انشقاقًا عن أحرار الشام قائلًا: "جيش الأحرار نواة اعتصام ولن يكون مشروع انشقاق عن الحركة، فالحركة بيتنا فيها تعلمنا الاعتصام والتضحية والعطاء"، إلا أن قائد الحركة "أبا عمار العمر" قال في تعميم داخلي: "إن ما رأيناه قبل قليل على صفحات وسائل التواصل من إعلان عن تشكيل جيش للأحرار لم تأمر به قيادة الحركة ولا علمت عنه إلا من خلال الإعلام للأسف الشديد، وستعمل قيادة الحركة على علاج الأمر بإذن الله بضوابط الشرع ثم  بنظام الحركة وسياستها العامة المعروفة".

وفي تعقيب مقتضب لقائد جيش الإيمان " د. أبو حمزة" والذي يعتبر أكبر تشكيلات أحرار الشام قال: "لا يحق للواء أو مجموعة كتائب أن تندمج بألوية مشكلة من كل ألوية الحركة مثل لواء المدفعية أو المدرعات؛ لأنها ألوية تابعة للجناح العسكري العامّ، ونحن نعتبر البيان باطلًا، ومما يحزن أن بعض الإخوة يرى من وجهة نظره شق الصف بلباس الاعتصام والوحدة".

ودافع"أبو صالح طحان" القائد السابق للجناح العسكري في أحرار الشام وأحد الشخصيات التي علقت عضويتها في الشورى مؤخرًا، عن الخطوة قائلًا: "اللهم اجعل هذا الاندماج فاتحة خير لاندماج على مستوى الساحة جمعاء بورك سعيكم يا جنود الأحرار، اللهم اشف صدورنا بنصر قريب عاجل غير آجل".

وكان مجلس الشورى في حركة أحرار الشام الإسلامية اختار في 29 من شهر تشرين الثاني الفائت "أبا عمار العمر" قائدًا عامًّا للحركة، وسمى "أبا جابر الشيخ" رئيسًا لمجلس الشورى، إلا أن الأخير رفض في تعليق له نتائج الجلسة مؤكدًا أنه لا يزال ومن معه من أعضاء معلقين عضويتهم في مجلس الشورى.

وشهدت المرحلة التي سبقت انتخاب قائد جديد تجاذبات داخل مجلس الشورى انتهت بإعلان 8 أعضاء من أصل 22 عضوًا تعليق عضويتهم، حيث تمسك الأعضاء الثمانية بأبي جابر الشيخ كمرشح لهم لمنصب القائد العام إلا أن المجلس انتخب "العمر" بحسب قاعدة التصويت (50+1)، وبرر الأعضاء المعلقون للعضوية موقفهم بسبب المشاكل المتراكمة داخل الحركة دون تسميتها.

واندلعت في تويتر موجة غضب في أعقاب نشر البيان، حيث اعتبر المغردون أن ما حصل خطوة جديدة في طريق زيادة تفرقة الفصائل والجماعات.

وخاطب الداعية السوري "محمود الدالاتي" أبا جابر الشيخ على تويتر قائلًا: "سننت سُنّة سيئة وشققت الصف وصدعت بنيان الحركة اتق الله -عز وجل- أمامك وقفة شديدة بين يدي الله لقد فطرت قلوب المؤمنين".

 

وعلق الدكتور في أصول الفقه أيمن الهاروش على الحدث مخاطبًا أبا جابر: "خبرناك صادقًا وحكيمًا وننصحك علنًا كما نصحناك سرًّا لا تكن مفتاحًا لباب شر، أخشى إن فتح كسرًا أن لا يُغلَق أبدًا".

وغرد الناشط الميداني ماجد عبد النور على حسابه في تويتر متهكمًا: "عااااااجل اندماج الأحرار مع الأحرار هههه، ياريت تتركوا القرآن بعيد وتحكوا بلسانكم مو بلسان رب العالمين لأنه ربنا وكلام ربنا مولعبة يامشايخ آخر الزمن قولوا امتثالًا لحب السلطة نعلن كذا".

وصعد الشيخ أبو العباس الشامي أحد أبرز مؤسسي حركة أحرار الشام الإسلامية من لهجته في التعليق على الحدث قائلًا: "جيش الأحرار مشروع انشقاق ولكن على طريقة العسكر في الأنظمة الجاهلية برفع شعارات الشرعية، ولهذا أصروا على استعمال اسم الحركة فوق اسم الجيش، لسحب الشرعية وحصرها بهم، والحقيقة أن الشرعية مع قيادة الحركة الحالية التي التزمت بالنظام الداخلي كمرجعية متفق عليها لإدارة الحركة وحل ما يعترضها من مشاكل".

وتقدر مصادر في أحرار الشام أعداد الكتائب التي ورد اسمها في بيان التشكيل بما يقارب 1500 مقاتل، إلا أن المصادر ذاتها رجحت أن تعبر بعض الكتائب والألوية عن عدم انخراطها في التشكيل بعد رفض القيادة له، والحديث تحديدًا عن لواء التمكين أكبر التشكيلات الوارد اسمها في جيش الأحرار، حيث سيشهد مجلس شورى اللواء اجتماعًا ليعلن موقفه من ورود اسمه في البيان.

وبين تأكيد قائد جيش الأحرار أن الخطوة ليست انشقاقًا، ورفض قيادة حركة أحرار الشام للخطوة تترقب الأوساط الثورية الساعات القادمة التي ستكشف عن نتائج الاجتماعات المكثفة الداخلية الساعية لحل ما بات واضحًا أنه أزمة داخلية تم ترجمتها في بيان التشكيل الجديد.

 

بيان إعلان جيش الأحرار