‘تنظيم الدولة يسيطر على تدمر مجدداً.. تقهقر النظام بالمدينة يعزز أزمته بتعويض النقص البشري لقواته’
11 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
عاود مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية”، اليوم الأحد، هجومهم على مواقع قوات نظام بشار الأسد في مدينة تدمر بريف حمص وسيطروا عليها بالكامل مجدداً بما في ذلك قلعتها الأثرية، بعد ساعات من غارات روسية عنيفة أجبرت عناصر التنظيم على الانسحاب من عمق المدينة إلى مشارفها في وقت سابق من اليوم.
وقالت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم إن مقاتلي الأخير بسطوا سيطرتهم على كامل مدينة تدمر، متحدثة عن انهيار في صفوف قوات النظام والميليشيات الشيعية المساندة لها.
وقال المتحدث باسم مركز حمص الإعلامي، محمد السباعي، في تصريح خاص لـ”السورية نت”، إن “الاشتباكات عادت مجدداً، اليوم الأحد، بين مقاتلي التنظيم من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى عند محور مدينة تدمر، وسيطر مقاتلو التنظيم على المدينة”.
وأضاف في وقت سابق، اليوم الأحد، أن مقاتلي التنظيم كانوا قد سيطروا على “مساكن الضباط في المدخل الشرقي، وقلعة تدمر الأثرية، بالإضافة إلى حي العامرية، وتلة العامرية الاستراتيجية، ومنطقة الوادي الأحمر شمال وشرق مدينة تدمر”
وتركزت المواجهات اليوم على مشارف المدينة، وفرض مقاتلو التنظيم حصاراً عليها من الجبهة الشمالية والشمالية الشرقية، في وقت كثفت فيه الطائرات الروسية من غاراتها على الأطراف الشمالية والجنوبية الغربية للمدينة، مع محاولات للمدنيين الخروج من تدمر، لكن “قوات النظام تمنع المدنيين من الخروج وتنفذ حملات اعتقال واسعة بصفوفهم”، وفقاً لـ السباعي.
ويبدو أن مقاتلي التنظيم يعتمدون في هجومهم الحالي على المدينة الأثرية على أسلوب الكفر والفر السريع، وتوجيه ضربات خاطفة أدت لمقتل ما لا يقل عن 100 جندي من قوات النظام، وفقاً لما أفادت به وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويشير السباعي في تصريحه لـ”السورية نت”، أن أبرز أسباب التقهقر السريع في صفوف قوات النظام بتدمر، الهجوم المباغت الذي شنه عناصر التنظيم، لكون هذه الجبهة هادئة لفترات طويلة، بعد خروج التنظيم من المدينة قبل أشهر.
وتشير المواجهات الحالية إلى نقص حقيقي يعاني منه نظام الأسد في أعداد المقاتلين، واعتبر محللون عسكريون أن المعارك بتدمر أكدت عدم قدرة النظام على الاحتفاظ جيداً بالمناطق التي يسيطر عليها، سيما وأن قواته تتركز حالياً في مواجهات حلب، وغوطة دمشق الشرقية.
وكانت قوات النظام قد أرسلت، أمس السبت، تعزيزات عسكرية إلى تدمر، وبحسب المعلومات فإن النظام سحب عدداً من جنوده من جبهات حلب، وأرسلها إلى تدمر.
ويخشى نظام الأسد من اقتراب مقاتلي “تنظيم الدولة” أكثر باتجاه حمص، لكونه سيكون مرغماً على الزج بمزيد من مقاتليه في هذه الجبهة، ما سيضعه أمام مشكلة تأمين العناصر البشرية القادرة على صد الهجوم من جهة على حمص، ومن جهة أخرى مواصلة القتال بريفي حلب ودمشق.
وقالت وكالة “أعماق” إن مقاتلي التنظيم حققوا في الساعات الماضية تقدماً كبيراً على جبهات تدمر، لا سيما في محيط المدينة، وشمال مطار “تي فور” شرق حمص.
وأضافت الوكالة أن التنظيم سيطر على صوامع تدمر، التي كانت تتخذها القوات الروسية ثكنة لها، وعلى 8 حواجز في محيطها، شرق المدينة، وذلك عقب هجوم انغماسي، مضيفةً أن مقاتلي التنظيم سيطروا على مفرق محمية “التليلة” في ذات الاتجاه.
وفي شمال مدينة تدمر، سيطر التنظيم على جبل “الطار” الاستراتيجي، وعلى جبل “عنترة” ومستودعات تدمر العسكرية، وتقول “أعماق” إن هذا التقدم الميداني “يضيّق الخناق على قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية داخل المدينة، وذلك بعد أن كان مقاتلو الدولة قد سيطروا في أول أيام العملية العسكرية على جبل “هيان” الاستراتيجي من الجهة الجنوبية”.
أما في غرب تدمر، فسيطر مقاتلو التنظيم على “الكتيبة المهجورة” شمال مطار “تي فور” العسكري.
[sociallocker] [/sociallocker]