20 آلف دولار مقابل الطفل… مفاوضات (ماراثونية) للإفراج عن مختطفٍ في إدلب

11 ديسمبر، 2016

غيث الخالد: المصدر

كثر الحديث في الأسابيع الماضية عن حوادث خطف للأطفال في مناطق مختلفة من محافظة إدلب، وتحدثت وسائل الإعلام ومواقع التواصل عن عمليات اختطافٍ لأطفال، ينفذها مجهولون يتجولون بسيارات مختلفة، أشهرها (فان) ذو لون فضي، وسيارة (بيك آب)، إلا أن تلك الأحداث لم تؤكد ولا تزال حديثاً متداولاً بين الناس.

وتعرض الطفل “محمد ياسر الابراهيم” (14 عاماً) النازح مع عائلته مدينة مورك بريف حماة الشمالي، للاختطاف في مدينة معرة النعمان من أمام باب منزله ليلاً وثم ابتزاز ذويه مقابل مبلغ مالي كبير قبل إطلاق سراحه.

والتفت “المصدر” الطفل الذي تعرض للخطف ووالده، وتحدثا عن تفاصيل الحادثة التي آلمت العائلة بعد أن تحول ابنهم لسلعة تجارية تم التفاوض على إطلاق سراحها مع عصابة تمتهن الاتجار بالبشر تحت سطوة السلاح.

وقال “ياسر الابراهيم” والد الطفل محمد لـ “المصدر” إنه “في مساء يوم الأربعاء التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر، تعرض ابني محمد للاختطاف من قبل عصابة مجهولة، وتم التفاوض مع العصابة على إطلاق سراح الطفل مقابل مبلغ 10 آلاف دولار، وذلك بعد سبعة عشر يوماً من الاختطاف”.

وتحدث الابراهيم عن تفاصيل الحادثة، وقال إنه بعد ساعات من فقدان الطفل “تأكدنا أنه مختطف وعممت اسمه على الحواجز الأمنية ومراكز الشرطة الحرة في المنطقة، وانتظرنا اتصالاً من الخاطفين طال لأربعة أيام تعرض فيها الطفل للضرب والإهانة في المكان المجهول المغيب فيه”.

وحصلت “المصدر” على نسخة من المفاوضات التي جرت بين والد الطفل المختطف والخاطفين، بالإضافة إلى تسجيل مصور أرسله الخاطفون يظهر إجبارهم للطفل “محمد” على القول بضرورة تنفيذ الوالد ما يطلب الخاطفون لو أراد رؤية ابنه مرة أخرى.

وتابع قائلاً “طلب مني الخاطفون مبلغاً وقدره 20 ألف دولار مقابل إعادة الطفل، وإلا فإنهم سيبيعون الطفل، وأن هناك زبون جاهز للشراء، إلا أنني اخبرتهم أن يفعلوا ما يحلوا لهم فلا قدرة لي على هذا المبلغ، فعادوا وطلبوا 15 ألفاً ثم تم الاتفاق على 10 آلاف دولار، قمت بتحصيلها بعد بيع السيارة وأغلب ما أملك”.

وأضاف أنه تم الاتفاق على نقطة معينة يتم فيها وضع الفدية دون الاتفاق على مكان لإطلاق سراح الطفل، وتم تنفيذ الاتفاق وإطلاق سراحه بعد ساعات في قرية حزارين التي تبعد حوالي 17 كيلو متراً غرب معرة النعمان، في فجر يوم السادس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال “محمد الابراهيم” الطفل المطلق سراحه لـ “المصدر”، إنه تم اختطافه وتقييده وتغطية عينيه طوال فترة اختطافه في المكان المجهول، منوهاً إلى أنه تعرض للضرب والإهانة، ونعته بصفات سيئة، واتهام عائلته بالتشبيح وموالاتها للنظام.

وأشار “محمد” إلى أن الخاطفين كانوا يضغطون عليه عن طريق حرمانه من الطعام لفترات طويلة، حيث كان يحصل على وجبة واحدة كل 48 ساعة، ناهيك عن وضعه في غرفة باردة في ظل الطقس البارد.

ولعل حالة اختطاف الطفل “محمد ياسر الإبراهيم” تعد الأولى الموثقة والمؤكدة التي ظهرت إلى الإعلام وأبصرت النور، فاتحة الباب أمام حالات اختطاف مماثلة في أماكن مختلفة لم تحل خيوطها بعد، ولم يتم التأكد من صحتها إلى اللحظة.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]