داعش في تدمر مجدداً .. مشهد سوريا مستقبلاً والسخرية من الأسد الصغير

11 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016

3 minutes

عماد أبو سعيد – ميكروسيريا

ما حدث في تدمر، على مدار  أقل من يومين في 10 – 11 كانون الأول 2016  جدير بالتأمل، لأنه مشهد سوريا الحالي والمستقبلي طالما بقي الأسد وبقايا جيشه، والميليشيات المذهبية التابعة لإيران.

مجموعة من مسلحي “داعش” المحاصر دولياً في سوريا والعراق، والفاقد للحاضنة الاجتماعية، والتأييد الشعبي في سوريا، أعمل قتلاً في جنود الأسد وشبيحته ومرتزقته متعددة الجنسيات، عدا إسقاطه طائرة ميغ بأسلحة عادية ليست من بينها صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف مثل “مانباد”.

لم يدخل داعش تدمر أصلاً ليبقى فيها، إنما  ليسخر من القيصر بوتين وتابعه بشار على ما يبدو، ثم ليحقق أهدافاً نفسية ومعنوية لمقاتليه، وأنصاره وليوجه رسالة مفادها بأن جيوش العالم وأساطيله وطائراته وتحالفاته من أقسى الدنيا إلى أقساها بيمينها ويسارها ووسطها عاجزة عن تدميره تماماً. حتى لو ألحقت به الهزائم هنا .. وحققت انتصارات هناك.

احتاج جيش الأسد الباسل المغوار الشهير  بجيش أبو شحاطة إلى إسناد جوي روسي من طائرات القيصر بوتين وصلت إلى 64 غارة شنتها خلال ساعات فقط  في محيط تدمر بحسب وزارة دفاع بوتين، لكي يستعيد توازنه المؤقت في تدمر ومحيطها، لكن ماذا لو توقف هذا الإسناد والدعم  الروسي العسكري المباشر واللوجستي .. وهو سيتوقف إن عاجلاَ أم آجلاَ ليس في تدمر فقط بل في كل سوريا، إذ ليس باستطاعة دولة أو نظام سياسي أن يدعم نظاماَ آخر إلى الأبد كما يتوهم “بشار الصغير”.

ما حدث في تدمر سيتذكره جنود الأسد والداعمون له كنزهة أمام ما سيحدث في حلب وإدلب وحمص وحماه وريف دمشق ودير الزور ومختلف مدن وبلدات سوريا حيث الثوار خارج عباءة داعش الإرهابية “المشبوهة” هم على أرضهم وبين أهلهم، وحيث الحراك المدني هو مثل النار تحت الرماد.

من حق الأسد الوريث ومريديه، أن يهللوا مؤقتاً لانتصارات وهمية طالما أن ماكينة الدعاية تمنحه الشعور بنشوة الانتصار مثل أي مخدرات بيد أنه إحساس وهمي مؤقت سينتهي بانتهاء مفعول الجرعة الروسية، ليستفيق بعدها على حرب عصابات مسلحة وعصيان مدني تنتهي به إلى خازوق القذافي .. وعندئذ اللهم ألف شماتة وشماتة.