عمّان تغضب لحلب في مظاهرة حاشدة
11 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
عاصم الزعبي
من عمان هتف الأردنيون “إحنا بنهتف من عمان، لا حزب الله ولا إيران”. كان هذا الهتاف الرئيس للمظاهرة التي خرجت بعد صلاة الجمعة، العاشر من كانون الأول/ ديسمبر الحالي، وسط العاصمة الأردنية عمان، نصرة لحلب وسورية.
دعت الحركة الإسلامية في الأردن، ممثلة بـ “جبهة العمل الإسلامي”، وفاعليات شبابية، وشعبية، إلى مظاهرة حاشدة بعد صلاة يوم الجمعة، بعنوان “دفاعًا عن أهلنا وإخواننا في حلب الشهباء، وانتصارًا للدماء والأشلاء”.
انطلقت المظاهرة الحاشدة من أمام المسجد الحسيني، وسط عمان؛ انتصارًا لمدينة حلب وتضامنًا مع أهلها الذين يتعرضون لحرب إبادة من طيران الأسد وروسيا.
وقال أبو إبراهيم، ناشط أردني: “ما إن انتهت صلاة الجمعة؛ حتى بدأ المواطنون وغالبيتهم من الأردنيين بالتجمع أمام المسجد الحسيني في وسط البلد، ولم يكن المشاركون من الإسلاميين فحسب، فقد شارك الناس من كل التوجهات”.
مثّلت المظاهرة الرأي العام للشارع الأردني الغاضب، والمستنكر للجرائم التي يرتكبها النظام السوري، وحلفاؤه من الروس والإيرانيين، في حلب خاصةً، وفي سورية عامةً.
شاركت في المظاهرة شخصيات من جميع الطيف الأردني، أبرزها النائب في البرلمان الأردني، صالح العرموطي، ممثلًا عن “جبهة العمل الإسلامي”، والنائب السابق، علي أبو السكر، إضافة إلى شخصيات فكرية، وثقافية مختلفة.
وشن النائب السابق علي أبو السكر، هجومًا لاذعًا على روسيا، وإيران، والولايات المتحدة الأميركية، واصفًا ما يجري في سورية، بأنه “تبادل للأدوار بين هذه الدول”، ونبه إلى “الخطر من استمرار الدول العربية في صمتها، ووقوفها متفرجة على ما تقوم به إيران من ممارسات في المنطقة”، محذرًا من أن “يأتي الدور عليهم بعد سورية”.
فيما استنكر العرموطي، موقف جامعة الدول العربية، ومجلس الأمن الدولي، والمنظمات الإنسانية، وعجزهم عن “وقف ما يجري في حلب التي تباد أمام العالم بأسره بكل أنواع القنابل المحرمة دوليًا”.
وندد المتظاهرون بالعدوان الروسي والإيراني على الشعب السوري، وخاصة خلال الأشهر الأخيرة في حلب، وطالبوا بوقف الميليشيات الإيرانية والعراقية وغيرها، التي تفتك بالسوريين.
كما طالب المتظاهرون الحكام العرب، والمجتمع الدولي باتخاذ مواقف أكثر جدية، من أجل تجاوز المذبحة المستمرة في سورية منذ خمسة أعوام، والانتقال إلى حالة سياسية حقيقية يتمكن الشعب السوري خلالها من الحصول على حقوقه كافة.
شعارات كثيرة هتف بها المتظاهرون الأردنيون، في المظاهرة الكبيرة التي امتدت من الجامع الحسيني إلى ساحة النخيل في قلب عمّان.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، قد أكد قبل يومين أن ما يجري في حلب وسورية “جريمة على جبين الإنسانية”، وطالب بأن “يكون هناك موقف حازم على مستوى المجتمع الدولي، لوقف هذه الجرائم بحق الشعب السوري”.
عمان، هي العاصمة العربية الوحيدة، التي خرج أهلها نصرة لسورية وحلب، وما تتعرض له هذه المدينة من تدمير، وإبادة جماعية من روسيا.
لقد كسر الأردنيون الصمت العربي المطبق تجاه ما يتعرض له أشقاؤهم في سورية، مؤكدين بكلماتهم البسيطة أن ما يجري عار على الأمة العربية.
[sociallocker] [/sociallocker]