اقتصاد الحواجز على طريق إدلب- حماة

13 ديسمبر، 2016

آلاء عوض

لا يزال كثيرون من المواطنين يعتمدون في تأمين لقمة عيشهم على الرواتب التي يتقاضونها من النظام، والتي لا تكفيهم بضعة أيام، ولكنها تسد رمقًا، لذلك؛ فإنهم يضطرون للذهاب إلى مناطق سيطرة النظام في مدينة حماة؛ بهدف الحصول على مرتّباتهم.

لم يعد هناك طريق مباشر بين ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي، بعد أن أوصدت قوات النظام الطريق الواصل بين بلدتي قلعة المضيق والسقيلبية، وأمسى على السكان استخدام طريق طويلة، يقطعون فيها أضعاف المسافة؛ فيتوجهون من ريف إدلب الجنوبي إلى ريف حماة الشرقي، ثم إلى مدينة حماة، ومنها إلى الريف الغربي، لتصبح رحلتهم أطول بأضعاف.

وقال غسان. ع، وهو موظف، لـ (جيرون): “وصلت تكلفة السفر من إدلب إلى حماة 6500 ليرة سورية، بعد أن كانت تكلّف سابقًا حوالي 500 ليرة سورية، بينما بقيت كلفة السفر من اللاذقية إلى حماة ثابتة، ولم تتجاوز الـ 750 ليرة سورية، ووصلت أجرة السيارة من إدلب إلى حماة في بعض الأيام إلى 16 ألفًا، فضلًا عن الحواجز المُنتشرة على الطريق، التي يبلغ عددها الـ 34 حاجزًا، وعناصرها يبتزّون المسافرين، ويتقاضون منهم مالًا أيضًا، فحاجز المليون للنمر أو الجوية، وحاجز الفرقة الرابعة، يأخذون على الأقل ألف ليرة سورية من كل مسافر، وعدد من الحواجز الأخرى التي تختلف تسعيرة أحدها عن الآخر، بحسب المكانة والأهمية”.

وأضاف: “إن ضعف نفوس العناصر على الحواجز، ورغبتهم في إكراه الناس على عدم التوجّه إلى حماة، تدفعهم إلى إذلال المواطنين، وكسر نفوسهم وتخويفهم بالاعتقال”.

في سياق متصل، أوضح المُدرّس طارق أبو العلا لـ (جيرون) أن: “ارتفاع أسعار المحروقات والزيوت المعدنية، وتزايد أجور وكلفة صيانة الحافلات، وكثرة الحواجز على الطريق، واضطرار السائقين إلى دفع الرشى؛ لتسهيل وتسريع مرورهم، زاد من جشع السائقين وأصحاب المركبات، الذين استثمروا هذه الأسباب وضخّموها، للحصول على أسعار أعلى، إضافة إلى زيادة مسافة الطريق عن السابق، وبالتالي؛ زيادة المدة الزمنية التي يستغرقها السفر بحوالي خمسة أضعاف”.

أدّت حركة النقل المرتفعة -هذه- إلى رفع أسعار المواد الغذائية المنقولة عامة، نتيجة أخذ عناصر الحواجز مبالغ مالية ضخمة للسماح بمرورها، وبهذا المعنى لفت أبو العلا إلى أنه “في بعض الأحيان تؤدي المسافة الطويلة، والانتظار على الحواجز، إلى فساد بعض أنواع الخضروات والفواكه، كما يؤثر ذلك سلبًا على الأسعار، إذ ترتفع أسعار جميع المواد بسبب صعوبة السفر وتعثّره، وارتفاع أجور نقل البضائع”.

يواجه المسافرون من إدلب إلى حماة، إضافة إلى العوائق المادية، مخاطر عدة، وبحسب أبو العلا؛ فإن “التعرض للاعتقال وارد جدًا، وكثرة الإهانات والإساءات من عناصر الحواجز، يضاف إلى ذلك المعاناة والتعب من طول الطريق ووعورته، وطول الانتظار والخوف والترقّب”.

يعتقد الأهالي أن النظام يسعى تدريجًا لإغلاق الطريق، ومنع المدنيين من الذهاب إلى ريف حماة الغربي؛ لأنه متاخم للقرى الموالية للنظام، كما يرغب في عدم تسديد المرتّبات لأصحابها؛ ليغطي العجز الذي يعاني منه في قطاعات أخرى. ويدفع هؤلاء على الطريق نحو 30 بالمئة من مرتباتهم، أي: ما يعادل 8 آلاف ليرة من أصل 30 ألفًا؛ ما يجعل مخاطرتهم هذه ليست مُستحقّة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]