الغارديان تكشف عن محادثات سرية سابقة بين تركيا وإيران حول سوريا
13 ديسمبر، 2016
كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن اجتماعات سرية جرت في وقت سابق بين مسؤولين أتراك وإيرانيين حول خطة لحل سياسي في سوريا، تعثّرت عند نقطة الخلاف حول مصير اﻷسد.
وقالت الصحيفة في تقريرها: إنه بعد انتخاب الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني بثلاثة أشهر، فإن طهران قدمت في أيلول/ سبتمبر لأنقرة خطة سلام، تم إعدادها بالتشاور مع قائد فيلق القدس للعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وبحسب التقرير، فإن الخطة تحدثت عن وقف لإطلاق النار، يتبعه تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومن ثَمَّ إصلاحات دستورية، تهدف إلى تخفيض صلاحيات الرئيس، بالإضافة إلى أن الخطة تضمنت انتخابات رئاسية وتشريعية بإشراف الأمم المتحدة.
وتفيد الصحيفة بأن الخطة كانت نتاجًا لدبلوماسية مكوكية، قام بها كل من وزير الخارجية التركي السابق أحمد داود أوغلو ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، لافتة إلى أن الخطة انهارت في النهاية؛ بسبب الخلاف حول دور بشار الأسد.
وينقل التقرير عن ظريف، قوله: “لقد اتفقنا على التفاصيل كلها، باستثناء بند واحد يتعلق بالمرحلة النهائية للخطة، التي تدعو إلى عقد انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، وطلب المسؤولون الأتراك منع الأسد من المشاركة”، وأضاف: “لقد كان رأيي أن هذا يجب ألا يكون مصدر قلق في انتخابات تعقد بإشراف دولي، خاصة في ظل اعتقاد الأتراك أن الأسد لديه سجل مريع وقاعدة دعم صغيرة، لكن داود أوغلو رفض، وذهبت جهودنا هباء”.
وتكشف الصحيفة نقلًا عن تقرير لمنظمة الأزمات الدولية في بروكسل بُني على مقابلات مع مسؤولين بارزين وعنوانه “تركيا وإيران: أصدقاء مريرون ومتنافسون بالأحضان” فإن المسؤولين الأتراك لم يكونوا يثقون بمصداقية الأسد، وبأنه سيقبل بأية عملية لنقل السلطة تضعف من سيطرته على الحكم، مشيرة إلى أن تركيا كانت تعتقد أن هزيمته محتومة.
وتورد الصحيفة نقلًا عن الرئيس التركي السابق عبدالله غول، قوله: “لم تواصل حكومتنا الجهود مع إيران؛ لاعتقادها أن الأسد سيطاح به في غضون أشهر”، ويعلق معدو التقرير بالقول: “من وجهة نظر أنقرة، فإنه لم تكن هناك حاجة للتنازلات في ضوء هزيمة الأسد، أو حتى تعديل شروط الصفقة”.
وجاء في التقرير أن فرصة أخرى ظهرت لعقد صفقة تركية إيرانية بشأن سوريا، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز/ يوليو هذا العام، عندما عبَّرت إيران، وبشكل سريع، عن دعمها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما أدى إلى ترطيب العلاقات بين البلدين، وإن بشكل مؤقت.
وتنوه الصحيفة بأن تقدم قوات حماية الشعب YPG في سوريا أدى إلى عودة العلاقات بين أنقرة وموسكو، مستدركة بأنه رغم استمرار الخلاف بين الإيرانيين والأتراك حول مصير الأسد، فإنهم ركزوا نقاشاتهم على قضايا أخرى، بما في ذلك الحديث عن نظام برلماني أم رئاسي، وكيفية التشارك في السلطة.
وتستدرك الصحيفة بأن المحادثات غرقت في مُناخ من عدم الثقة المتبادلة، خاصة بعد قرار أنقرة التدخل مباشرة في سوريا، ومنع قوات حماية الشعب التقدم نحو غرب الفرات، في عملية أطلقت عليها “درع الفرات”.
ويعلق التقرير قائلًا: إن “المسؤولين الإيرانيين عبَّروا عن عن دهشتهم؛ لأن تركيا لم تبلغهم عن العملية، رغم وجود مسؤول إيراني بارز في أنقرة قبل يوم من العملية، وربما خافت تركيا من قيام إيران بتحذير قوات حماية الشعب”.
وتبقى نقطة بقاء اﻷسد في الحكم تثير خلافًا جوهريًّا بين الدول الداعمة للمقاومة السوريّة وكل من روسيا وإيران اللتين تتمسكان ببقائه في أيّ حل سياسي للملف السوري.