ندوة (جيرون) “حلب أشجار الزيتون” مراجعة وتصحيح مسار


جيرون

bx1a7897

أقامت شبكة (جيرون) الإعلامية، أمس (الإثنين)، فاعلية “حلب أشجار الزيتون”، في مدينة غازي عينتاب التركية، وتضمنت الفاعلية ثلاثة لقاءات مع باحثين وناشطين مختصين في مجالات سياسية وعسكرية ومدنية، ركزت على الواقع الميداني في المدينة المحاصرة والسيناريوهات المحتملة، إلى جانب رؤية القوى المدينة والعسكرية العاملة على الأرض من خلال شهادات حية عبر رسائل مصورة خاصة بـ (جيرون) من داخل الأحياء المحاصرة في حلب.

bx1a7960

والفاعلية التي أقيمت في مقر مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة في مدينة غازي عينتاب، افتتحت نشاطها بلقاءٍ مع الباحث، ماجد كيالي، تطرق فيه إلى المآلات أو الدروس المستفادة من معركة حلب، مشددًا على دحض نظريتين أساسيتين: الأولى تلك القائمة على إشاعة الإحباط أو الندب، ممن يرون أن “الهزيمة” في حلب -التي لم تقع حتى الآن- تعني نهاية الثورة، والثانية، تلك المرتكزة على الإنكار والمكابرة، للتهرب من المسؤولية، مشيرًا إلى أنه لا مفر من وقفة حقيقة لمراجعة ومحاكمة التجربة خلال السنوات الماضية، بما يقود إلى محاسبة المسؤولين عما وصلت إليه الأمور.

ورأى كيالي في مداخلته أنه من الضرورة بمكان إعلان القطيعة مع أدوات ومفردات الماضي التي اتسمت بها الثورة خلال السنوات الماضية؛ لأن الثورة في خطر حقيقي، وإنكار ذلك لن يفيد، بل سيزيد المسائل تعقيدًا، وسيّعمق عذابات وجراح السوريين.

أعقب مداخلة كيالي، لقاء مع العميد الركن أحمد رحال، قدم خلاله قراءةً عسكرية للواقع الميداني في الجبهات المختلفة، ولا سيما حلب، مستعرضًا طرق وأساليب العمل العسكري للفصائل الفاعلة على الأرض، إلى جانب مناقشة الأسباب السياسية والعسكرية التي وصلت “بالكفاح المسلح السوري” إلى أفق مسدود نتيجة الخسائر المتلاحقة على أكثر من جبهة.

bx1a7970

كما تطرّق في حديثه إلى الخطوات الواجب اتخاذها من جانب القوى الثورية؛ لإعادة ترتيب الأوراق العسكرية، والخروج من المأزق الحالي، بما يقود إلى إعادة توجيه البوصلة في الاتجاه الصحيح، ورسم المبادئ العامة التي تساعد الثورة في بلوغ أهدافها الأساسية.

وكان اللقاء الأخير، خلال الفاعلية، مع الناشط يونس شاشو، الناطق الإعلامي لـ “مجلس ثوار صلاح الدين” سابقاً، وقدم شاشو في مداخلته قراءة مكثفة لمجموعة من الأفكار الرئيسة، أبرزها “الاجتياح الشيعي” لحلب، ووجهة نظر القوى المدنية والثورية في المدينة تجاه ما يجري، وكذلك تخاذل المجتمع الدولي، وانعدام الثقة لدى السوريين بمجمل المؤسسات الأممية والدولية، إضافةً إلى استعراض أوجه المأساة التي يكابدها المدنيون في أحياء حلب المحاصرة، ولا سيما الأطفال.

bx1a7978

وعن أهمية مثل هذه الفاعليات والندوات، قال رحال على هامش الفاعلية لـ (جيرون): “تأتي الأهمية من أن هذه الفاعليات والندوات فسحةً لتعميم ومشاركة الأفكار، حيث يمكن الاستفادة من آراءٍ متنوعة لشريحة واسعة من المشاركين في مثل هذه الندوات؛ ما يساعد في الوصول إلى معطياتٍ تسهم في رسم صورةٍ حقيقية، وقراءةٍ علمية واقعية للمشهد السياسي والعسكري، بالتالي؛ فإن مثل هذا النشاط جزء أساسي من عملية تكوين فكر سياسي ثقافي في مجالات الحياة المختلفة، قد لا ترقى إلى مستوى مطبخ سياسي لصناعة القرار، لكنها حتمًا تسلط الضوء على كيفية اتخاذ القرار الصحيح، من خلال الاطلاع على تجارب مختلفة”.

بدوره قال شاشو “بالتأكيد لها أهمية، وأعتقد أن الجانب الأهم في مثل هذه الأنشطة هو القدرة على تسويقها من خلال شبكات ووسائل الإعلام المختلفة؛ لضمان وصول رسالتها إلى أكبر شريحة ممكنة؛ ما يساعد في حشد الرأي العام العالمي، كخطوة باتجاه الضغط على مراكز صناعة القرار؛ لإنهاء المأساة الإنسانية المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات في سورية”.

وتخلل الندوة نقاش مفتوح مع الحضور، عبر مجموعة من الأسئلة تصدى للإجابة عنها أصحاب المداخلات، كل بحسب اختصاصه.

ويُذكر أن هذه الفاعلية تأتي في سياق النشاط المنظم الذي تجريه “شبكة جيرون الإعلامية” لتسليط الضوء على مكامن الخلل في الثورة السورية، ووسائل تنشيطها، وتجاوز العقبات التي تعترضها، إلى جانب فتح نقاش واسع في مجتمع اللاجئين السوريين حول القضايا المُلحّة التي تتعلق بمصيرهم؛ ما يسهم في وضع رؤى وتصورات، تساعد -بوجه أو بآخر- في وضع القيادة السياسية والعسكرية أمام مسؤولياتها، ومن جهةٍ أخرى، تفتح الآفاق لإجراء ما يلزم من مراجعات نقدية عميقة، تقود إلى تصحيح المسار، وعدم الانجرار وراء الآراء المتطرفة، أيًا كانت توجهاتها ومشاربها.

bx1a8064




المصدر