‘وفد العار.. غضب أردني من زيارة نقابيين للأسد’
13 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
جاءت ردود الفعل على زيارة وفد من نقابة المحامين الأردنيين إلى دمشق، ولقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، “غاضبةً وساخطة”، في حين شنّت نخبة من الشخصيات الأردنية هجوماً عنيفاً على أعضاء الوفد النقابي.
وأكد عدد من الشخصيات في حديثهم لـ “الخليج أونلاين” أن “الزيارة تمثل جريمة وطنية بحق الأردن وشعبه الرافض لكافة أشكال القتل والدمار الذي يتعرّض له الشعب السوري”.
وكان الموقف من الثورة السورية قد أحدث انقساماً بين النقابات التي يسيطر على بعضها الإسلاميون المناصرون للثورة على نظام الأسد، وتلك التي يسيطر عليها قوميون ويساريون، الذين انحاز بعضهم علناً للنظام السوري، في حين تحاول نقابات أخرى النأي بنفسها عن الخلاف الذي عطّل الكثير من نشاطات النقابات، لا سيما السياسية منها.
-وفد العار
رئيس الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري، المهندس علي أبو السكر، أكد في حديثه لـ “الخليج أونلاين” أن “الشعب الأردني انحاز منذ اليوم الأول لثورة الشعب السوري ضد نظام الطاغية”، وقال: “غالبية الشعب الأردني، وغالبية المحامين أيضاً، يدينون ما يتعرّض له الشعب السوري من جرائم قتل وتنكيل، والمستغرب دائماً أن يقوم وفد من المحامين من المفترض أن يدافع عن حقوق الإنسان، بتنظيم زيارة إلى نظام يقتل شعبه صباح مساء”.
زيارة وفد من نقابة المحامين إلى دمشق لم تكن الأولى في ظل الأزمة التي تشهدها سوريا، إذ أحدث ذات الوفد في العام 2013 ضجةً كبيرة؛ حين قام أمين سر نقابة المحامين، سميح خريس، بإهداء بشار الأسد عباءةً أردنية باعتباره زعيماً للأمة العربية، ما أثار ردود فعل غاضبة في حينه، دفعت عدداً من المحامين للمطالبة بفصله وأعضاء الوفد المرافق له من عضوية نقابة المحامين.
واعتبر آخرون أن توجُّه الوفد الأردني إلى سوريا، ولقاء الأسد، وإهداءه العباءة الأردنية التقليدية؛ “هو موقف لا يمثل إلا من قام به، ولا يمثل الشعب الأردني”.
مواقع التواصل الاجتماعي حفلت هي الأخرى بالعديد من ردود الفعل المندّدة بزيارة الوفد الأردني إلى دمشق، من خلال وسم (هاتشاغ) “لا يمثلني”، في إشارة إلى نقيب المحامين سمير خرفان، الذي ترأس وفد المحامين الأردنيين، رافعين شعاراتٍ تقول: “لا مكان للشبيحة في الأردن”، ودعا عدد من المحامين على فيسبوك إلى تنظيم اعتصامٍ رافض لزيارة أعضاء مجلس نقابتهم أمام مجمع النقابات المهنية، وتبرؤوا منها، مؤكدين أن “الزيارة لا تمثل نقابة المحامين، ولا حتى تمثل الشعب الأردني الذي استقبل أشقاءه من الشعب السوري الجريح، وفتح لهم أبوابه”.
المحامي حامد الحوراني قال لـ “الخليج أونلاين”: نحن كأعضاء “نرفض الزيارة التي قام بها نقيب المحامين، ونطالبه بتوضيح الأسباب الحقيقية لهذه الزيارة، وأن يوضحوا لنا معنى حقوق الإنسان، والديمقراطية التي ينادون فيها داخل المملكة، وأغمضوا أعينهم عنها في سوريا”.
-لا تعليق
نقيب المحامين الأردنيين السابق، مازن ارشيدات، رفض في حديثه لـ “الخليج أونلاين” التعليق على زيارة وفد نقابة المحامين الحالي لدمشق، وقال: “نحن في نقابة المحامين نقف بجانب المطالب العادلة، وإرادة الشعوب، ونرفض التعامل الأمني للنظام السوري بحق شعبه”، منوهاً بـ “ضرورة العمل السياسي الدولي لحل الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن”.
وكان نقيب المحامين الأردنيين، سمير خرفان، قد التقى بشار الأسد، الاثنين 12 ديسمبر/ كانون الثاني، في العاصمة السورية دمشق، على هامش اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، تحت عنوان “حقوق الدول في مواجهة الإرهاب”، ويعتبر خرفان من الشخصيات المدافعة عن النظام السوري ورئيسه بشار الأسد.