‘من داخل فريق التفاوض.. مسؤول لـالسورية نت: هذه تفاصيل اتفاق خروج أهالي حلب المحاصرة’

14 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016

5 minutes

براء الحسن – خاص السورية نت

بعد أيام عصيبة من عشرات المجازر بحق المدنيين والمفاوضات الماراتونية لإنقاذ ما تبقى من سكان محاصرين بحلب من قبل قوات الأسد وميليشياته، توصل المفاوضون من المعارضة مع الجانب الروسي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية تركية، وخروج آمن لعشرات الآلاف من المحاصرين في مدينة حلب، في وقت متأخر من مساء، الثلاثاء 13 ديسمبر/ كانون الأول 2016.

ويذكر الدكتور أبو تيم، ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمرICRC في المفاوضات بأنه “تم الاتفاق على وقف إطلاق النار مساء اليوم، وخروج المدنيين والمسلحين من الأحياء المحاصرة نحو المناطق المحررة في ريف حلب الغربيّ وإدلب، حيث ستكونICRC هي الضامنة للاتفاق”.

وأضاف في تصريح خاص لـ”السورية نت” بأنّ “الاتفاق قضى أيضاً بخروج الجرحى والمرضى إلى المناطق المحررة وتركيا، وخروج المقاتلين بسلاحهم الفرديّ الخفيف”.

وأكد أنّ وقف إطلاق بدأ تطبيقه، والخروج سيبدأ في الساعة الخامسة من فجر اليوم الأربعاء، حيث يبلغ عدد من سيخرج نحو 100 ألف بين مقاتل ومدنيّ، حيث سيكون الخروج عبر حي الراموسة مروراً بمشروع “1070 شقة” الخاضعين لسيطرة قوات الأسد وصولاً إلى منطقة الراشدين الرابعة الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ويضيف: “الخروج سيكون على دفعات وسيستمرّ أكثر من يوم بسبب الأعداد الكبيرة التي ستخرج، مؤكداً بأنّ خروجهم هو بمثابة نصر نظراً لضيق المساحة المتواجدين فيها”.

ضرورة الحذر

فيما بيّن “الفاروق أبو بكر” القائد العسكري في حلب المحاصرة بأنّه رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في كافة جبهات الأحياء المحاصرة، إلا أنه على المقاتلين كافة أن يكونوا مستعدين لأي خرق قد يحصل، وبالتالي احتمال فشل الاتفاق.

ويذكر مصدر خاصّ في المفاوضات لـ”السورية نت” أنّ مدينة أعزاز والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب الشماليّ ستكون وجهة غالبية من سيخرج من الأحياء المحاصرة، مبيناً بأنّ ميليشيا “وحدات الحماية الكردية” رفضت خروج المحاصرين عبر مدينة عفرين الخاضعة لسيطرتها، لذلك ستكون إدلب وريف حلب الغربي المحطة الأولى لهم قبيل انتقالهم إلى ريف حلب الشماليّ.

ومن جانبه يشرح “أبو الفتح” الناشط الإعلاميّ داخل مدينة حلب لـ “السورية نت” وضعه قبيل ساعات قليلة من خروجه من المدينة التي عاش فيها قائلاً: “وقت سمعت الخبر بكيت ويلي على حلب ويلي، الله نجّانا ونجّا أعراضنا، فقد وُضعنا بين خيارين أحلاهما مرّ، فإن بقينا فإنّ المدخرات ستنفذ خلال الأيام القادمة، وبالتالي أمل الصمود سيكون صعباً أمام الثوار، خاصة في ظل انهيار المعنويات لدى المدنيين والمقاتلين على حدّ سواء بسبب التراجع العسكري الكبير وخسارة الثوار عدة أحياء خلال وقت قصير”.

ويضيف: “خسرنا أرضنا، ولكننا حفظنا أرواح نحو مئة ألف مدنيّ، ولكننا على يقين بأننا سنعود إليها، فالغزاة سيرحلون مهما طال احتلالهم، والمهم أن نستفيد من درس حلب في الأيام القادمة”.

وتزامناً مع اتفاق خروج العوائل والمسلحين من الأحياء المحاصرة، سارع أهالي المناطق المحررة في إدلب وريف حلب الغربيّ إلى تأمين منازل للعوائل القادمة رغم الضغط السكاني الذي تعاني منه المناطق المحررة، حيث تم تأمين عشرات المنازل، وأطلق البعض حملات لمساعدة الخارجين من الحصار من النواحي المعيشية”.

وكانت فصائل المعارضة تمكنت من دخول أحياء حلب عقب تحول الثورة السورية إلى ثورة مسلحة سيطرت خلالها على مساحات واسعة من المدينة بقيادة الشهيد “عبد القادر الصالح”، قبل أن يبدأ تراجعها منذ تموز 2013 في منطقة خناصر، ومن ثم المدينة الصناعية واللواء 80، وتلة الشيخ يوسف، والسجن المركزيّ، وباشكوي، وصولاً إلى حصار المدينة، قبل أن تكثف الميليشيات الأجنبية وقوات الأسد هجومها على الأحياء المحاصرة بدعم جوي روسي؛ ما مكنها من السيطرة على معظم الأحياء خلال الفترة الماضية.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]