بعد حلب … إدلب في عين العاصفة وهذه “التوقعات”


ميكروسيريا – متابعة

بعد حلب، تشير مجمل التوقعات إلى أن الهدف القادم على الأرجح هو إدلب، حيث تحولت إلى ما يُشبه الخزان لمقاتلي المعارضة، لكن كيف سيكون المشهد  هناك؟ .. فيما يلي يستعرض ميكروسيريا” وجهتي نظر واحدة أمريكية والثانية روسية.

من جهته، رأى السفير الأمريكي السابق  في دمشق روبرت فورد بأن على ثوار سوريا تغيير تكتيكاتهم، إذ لا يمكنهم الاستمرار بمحاولة السيطرة على أراض كجيش تقليدي لأنهم ليسوا كذلك. وليس في مقدورهم التصدّي للطيران الروسي، وعليهم إعادة التفكير باستراتيجيته، موضحاً  أن الثوار ليس لديهم القوة القتالية لاستعادة حلب، إذ ستواجههم مشكلتا سلاح الجو والمقاتلين الإيرانيين.

AFP

أضاف فورد في حديث لصحيفة الحياة نشرته “أمس، أنه إذا انسحب الثوار  من حلب وذهبوا الى إدلب، ستسيطر حكومة بشار الأسد عليها، ولن يكون في مقدورهم وقف ذلك،معرباً عن اعتقاده أن بشار الأسد سيسيطر على إدلب خلال عام. أما تركيا وعبر قوات «درع الفرات» فستسيطر على المناطق التي في حوزة الدرع اليوم، وقد تسيطر على منطقة الباب ومنبج، مضيفاً  لا أعرف من سيسيطر على الرقة، هل هي قوات «سورية الديموقراطية» أو غيرها. سيكون لـ «القاعدة» مناطق سيطرة في غرب سورية ولـ «داعش» في شرقها. وأعتقد بأن بشار الأسد سيسيطر على البقية. قد ننتقل إلى اتفاقات وقف إطلاق النار بين مختلف هذه الأطراف.

وفي حديث لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، يتفق رئيس قسم” دراسات النزاعات الشرق أوسطية في معهد التنمية المبتكرة” الباحث الروسي  أنطون مارداسوف، السفير فورد برأيه حول عدم قدرة مقاتلي المعارضة استعادة حلب ووفقا لوجهة نظر مارداسوف، أنه: “ليس واقعيا استعادة حلب، فقد اشتكت المعارضة المعتدلة خلال اتصالاتها معي، من أنها لن تتمكن من استعادة الأحياء، لأن هجماتها معروفة مسبقاً. وهذا يعود إما إلى أن استخباراتنا تعمل بصورة جيدة أو إلى تأثير العامل التركي، حيث كان بإمكان استخباراتها توصيل المعلومات عن اتجاه الهجمات إلى استخباراتنا، لذلك فشلت المحاولات الهجومية كافة للمعارضة. لذلك يدور الحديث حاليا عن اتخاذ وضعية الدفاع في إدلب”.

أضاف مارداسوفا بانه تبين بأن عدد الجهاديين في حلب كان قليلاً، وليس كما ضخمته الأمم المتحدة. ويبدو أن هؤلاء سينتقلون إلى إدلب، وبحسب مارداسوف، سيؤدي الهجوم على إدلب إلى “سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، لأن الكثافة السكانية فيها عالية. كما أن فيها عدداً كبيراً من السنة والمشردين. كذلك، فإن فيها 144 مجلساً محلياً تتعاون مع المعارضة المعتدلة وتنأى بنفسها عن المتطرفين. وقد شكلت المعارضة المعتدلة مؤسسات السلطة هناك”.

انطون مارداسوف