بعد 4 أشهر في (حضن الوطن)… قيادي سابق في (جيش الثوار) يفاوض عن النظام في حلب

15 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
5 minutes

زيد المحمود: المصدر

نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورةً ضوئية لما قالوا إنه الاتفاق المبرم بين قوات النظام وكتائب الثوار حول آلية خروج الثوار من أحياء حلب المحاصرة، والذي أعلن عنه مساء الثلاثاء.

وتضمن الاتفاق آلية خروج الثوار من حلب وضمانات تكفل بها الروس وقوات النظام لضمان سلامة الخارجين من المدينة، حيث حمل بيان الاتفاق اسم ضابط روسي برتبة عماد بوصفه ممثلاً عن الحكومة الروسية.

وأبرز من وردت أسماؤهم في البيان هو الشيخ “عمر الرحمون” بصفته مفاوضاً عن (الدولة)، و(الدولة) في الاتفاق هي حكومة النظام، وذلك على الرغم من أنه لم يمضِ على عودة “الرحمون” ابن مدينة حلفايا في ريف حماة أقل من أربعة أشهر على عودته إلى “حضن الوطن” قادماً من ميليشيا (جيش الثوار) المنضوي في تحاف (قوات سوريا الديمقراطية).

“عمر الرحمون” كان من الشخصيات الأكثر إثارةً للجدل منذ انطلاقة الحراك الثوري عام 2011، حيث ادعى المشاركة في الحراك ضد النظام في مدينة حماة منذ انطلاقه، ثم كان ضمن وفدٍ التقى بشار الأسد في تلك الفترة، ليعود ويدعي الانخراط في صفوف الثورة بداعي أن مقابلته لبشار الأسد كانت لنقل مطالب الشعب.

وصرح حينها عبر وسائل إعلام النظام بأن “أجواء اللقاء بالرئيس الأسد طيبة جداً والرئيس كان مسروراً جداً بلقاء الوفد، وعبر عن ذلك بقوله إنه يهمه سماع صوت علماء مسلمين مدينة حماة”.

في عام 2012 برز اسم “عمر الرحمون”، بوصفه شقيق القيادي البارز آنذاك في الجيش الحر “سامي الرحمون” المعروف بلقب “أبو العلمين”، وحينها كان يقود لواء “أبو العلمين” الذي شارك في معارك السيطرة على مدينة حلب. وفي العام نفسه غادر الشيخ “عمر” إلى تركيا، ومنها كان يهاجم الحكومة التركية ومواقفها من الثورة السورية، وأشيع عام 2014 أنه بات مطلوباً للسلطات التركية، فغادرها عائدا إلى عفرين.

“ناطقٌ باسم جيش الثوار”

في عفرين الخاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمفراطي (ب ي د) استطاع “الرحمون” بشخصيته المتلونة الحصول على ثقة إدارة المنطقة، وحين تشكيل ميليشيا “جيش الثوار” المتحالف مع ميليشيات الحزب كان أحد أبرز قيادييه، لكنه عمل في الخفاء وحمل اسم “طارق أبو زيد” بوصفه ناطقاً باسم “جيش الثوار”.

وفي اتصالٍ سابقٍ لـ “المصدر” مطلع العام الجاري، مع المدعو “طارق أبو زيد” بوصفه ناطقاً باسم “جيش الثوار”، وحينها كان يقاتل ضدّ كتائب الثوار في ريف حلب الشمالي، قال إن عدوهم ليس الجيش الحر، وإنما جبهة النصرة وأحرار الشام، بوصفهم تنظيماتٍ متطرفة، واستشهد حينها بأن شقيقه الذي لم يسمه كان قيادياً بارزاً في الجيش الحر وشارك في معركة حلفايا وقاد شبابها ضد النظام، وفقد يده في المعارك، وانتهت به الحال سجيناً لدى جبهة النصرة.

ومن خلال تقاطع المعلومات، تمّ التأكّد من أن القيادي الذي لم يسمه “أبو زيد” هو “سامي الرحمون” الذي كان حينها سجيناً لدى “جبهة النصرة” وبالفعل ينحدر من مدينة حلفايا وفقد يده في المعارك ضد النظام، ولذا فإن من كان يدعي أنه “طارق أبو زيد” هو شقيق “سامي”، الشيخ “عمر الرحمون” ذاته.

“إلى حضن الوطن”

قبل أقل من أربعة أشهر، وتحديداً نهاية آب / أغسطس الماضي، أكد “سامي الرحمون” الذي كان خرج من سجون “جبهة النصرة (حاليا جبهة فتح الشام”، عودة شقيقه إلى “حضن الوطن”، وانتقاله إلى مناطق سيطرة النظام في مدينة حماة، بعد أن كان يقيم في مناطق سيطرة (قسد) في عفرين.

وأثار الخبر موجة من الانتقادات والتهجم على عائلة الرحمون ومدينة حلفايا بريف حماة التي ينحدر منها، وذلك بعد أن تبرأ شقيق الرحمون منه.

وكتب “سامي الرحمون” المعروف باسم “أبو العلمين”، قائد ألوية وكتائب أبو العلمين سابقاً وأحد عناصر جبهة فتح الشام حاليا، على صفحته على فيس بوك: “يؤسفني ويؤلمني جدا… أخي عمر الرحمون في حضن النظام، مرتداً عن دينه، وشارداً عن سربه وأهله، وهو الآن في أحضان النظام، ويؤلمني عندما ينشرون هذا الخبر تنهال عليه الشتائم وهذه الشتائم تطالني وتطال والدي ووالدتي وأهلي جميعا، لقد أخزيتنا يا عمر بهذه الفعلة”.

وأضاف أبو العلمين مخاطباً شقيقه: “لا تبرر لي وتقول طردتك الجبهة وهدرت دمك، ولا تبرر وتقول هاجمت الإخوان المسلمين وحكومة أردوغان وطردوك من تركيا… دخلت إلى عفرين ومن ثم النظام… لماذا لم تخرج إلى أوروبا كان أمامك خيارات كثيرة من الحلول… حد الله بيننا وبينك ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]