خسائر حلب بالأرقام .. 

15 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
3 minutes

مُنيتْ مدينة حلب بالخسارة الأكبر من الناحية الاقتصادية، مقارنة بغيرها من المدن الثائرة التي أبادتها طائرات نظام الأسد والطائرات الروسية، فبعد تصنيف المدينة كأكثر مدن العالم دمارًا بعد “هيروشيما” اليابانية، صدرت عدة أرقامٍ أخرى تبيّن حجم الكاثرة.

تبلغ مساحة المدينة 10% من مجمل مساحة سوريا، في حين يبغ عدد سكّانها 24% من مجمل السكان السوريين، وتُعتبر مدينة حلب العاصمة الاقتصادية والآلة الصناعية الضخمة بالنسبة إلى سوريا، ففيها مدينة الشيخ نجار الصناعية التي تُعتبر الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، يضاف إليها مدنًا أخرى أقل حجمًا كمناطق “الشقيّف والراموسة والصاخور والعرقوب وغيرها” التي كانت تنتشر فيها الآلة الصناعية بضخامة، وتصل منتجاتها إلى عددٍ كبيرٍ من الدول العربية والأوروبية.

وبحسب تقرير نشرته قناة “سي إن بي سي” الاقتصادية العالمية، فإن مدينة حلب كانت تساهم بـ 24% من مجمل الاقتصاد السوري.

التقرير الذي نتج عن دراسات متفرّقة لمنظمات “أسكوا والبنك الدولي وآي إف إم ودراسات محلّية داخلية” قال: “إن الخسائر الاقتصادية في مدينة حلب بلغت حوالي 40% من مجمل الخسائر التي تعرّضت لها سوريا خلال الحرب، في حين بلغت خسائر مدينة حلب من مجمل خسائر الناتج الإجمالي المحلي ما بين 32 – 68 مليار دولار أمريكي”.

أما خسائر رأس المال المادي فبلغت حوالي 36 مليار دولار أمريكي، تزامنًـا مع ارتفاع مستوى الفقر إلى 85%، ومستوى البطالة إلى 60% وارتفاع معدّلات التضخم وانخفاض القوة الشرائية للمواطن الحلبي، ومغادرة عدد كبير من المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال والمهنيين وأصحاب الكفاءات العلمية بحثًا  عن فرصٍ أفضل للحياة، وهو ما يُفاقم المشكلة.

تعرّضت جميع المشافي في القسم الشرقي لمدينة حلب للدمار بشكلٍ كلّي خلال الهجمة الشرسة لنظام الأسد وروسيا عليها، في حين فقدت المدينة معظم مواردها الأساسية، ودُمّرت بُناها التحتية من مبانٍ سكنية إلى مدارس ومراكز خدمة مدنية وأسواق بنسبةٍ كبيرة تجاوزت 70% وفق ما تشير الصور ومقاطع الفيديو عالية الدقة القادمة من هناك، وهو أمر يصعّب المهمّة على الأرقام في أن تشرح حجم الكارثة.

يُذكر أن نظام الأسد بدأ حملته العسكرية على المدينة في صيف عام 2012 بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على أجزاء واسعة من المدينة، واستمرّت الحملة لمدّة أربع سنوات ونصف حتى فجر اليوم الخميس، إثر التوصل لاتفاق يقضي بإخراج المدنيين والمقاتلين من أحيائها الشرقية.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]