‘منسق فصائل الثورة السورية لـالشرق: وصول مليشيات مرتزقة من 49 دولة مهد للنظام التقدم في حلب’
15 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
أجرى الحوار- عبدالحميد قطبد. عبدالمنعم زين الدين…
النظام يسارع بإبادة حلب لتحسين شروط التفاوض قبل تولي ترامب
خلافات إيرانية روسية عطلت خروج المدنيين والمقاتلين من المدينة
تركيا كانت وما زالت تؤمّن وتوفر دعما لوجستياً للثوار وللثورة
نعمل على رص صفوف الثوار لقطع الطريق على النظام وحلفائه
الروس يراهنون على الحسم العسكري لتقليص سيطرة الثوار لصالح النظام و”داعش”
انشغال الثوار بتأمين المدنيين مكن النظام من كسر خط الدفاع في منطقة “هنانو”
نطالب الشعوب الحرة بمحاصرة سفارات روسيا وإيران لاجبارهما على الانسحاب
روسيا وإيران ومليشيات أجنبية تشارك في إبادة أهلنا في حلب
حركة النجباء وحزب الله والفاطميون والزينبيون والحرس الثوري أبرز المشاركين
تعودنا من النظام أن يفعل كل قذارة ومهانة بما في ذلك اغتصاب النساء
النظام اختطف الآلاف من السوريين وجند ما دون الأربعين إجبارياً
قال الدكتور عبدالمنعم زين الدين المنسق العام لفصائل الثورة السورية إن النظام السوري يسارع بإبادة مدينة حلب من أجل تحسين شروط التفاوض قبل تولي مجيء إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
وكشف زين الدين في حواره مع “الشرق” عن وصول عشرات المليشيات المرتزقة من 49 دولة الأمر الذي مهد للنظام التقدم في حلب، بعد محاصرتها طيلة الفترة السابقة.
وعن سبب تقدم النظام في حلب قال زين الدين أن الغطاء الجوي الروسي مهد لقوات النظام التقدم بهذا الشكل الهمجي، إضافة إلى وصول عشرات المليشيات والمرتزقة لدعم النظام، حيث قاموا بحصار المدينة وإحاطتها من جميع الزوايا، مما جعل الثوار محاصرين داخل المدينة.
وأوضح زين الدين أن الروس يراهنون على الحسم العسكري لتقليص رقعة المناطق المُسيطر عليها من قبل الثوار لصالح النظام و”داعش”.
ونفى زين الدين الاتهامات الموجهة لتركيا بالتواطؤ مع الروس في حلب قائلا، لا يمكن أبداً أن نصف الدور التركي بالمتواطئ، فتركيا كانت ومازالت تؤمَن دعما لوجستياً للثوار في سوريا.
وإلى نص الحوار..
* يشن النظام السوري بغطاء روسي ودعم إيراني حملة شرسة لم يسبق لها مثيل على مدينة حلب .. برأيك ما هدف هذه الحملة على حلب؟
– الهدف الرئيسي من حملة الإبادة الشرسة المجرمة الجبانة على مدينة حلب هو تحسين شروط التفاوض لدى النظام قبل مجيء إدارة ترامب، حتى يكون في موقف أقوى، من خلال السيطرة على مدينة كبيرة وهامة مثل حلب، التي كانت في وقت سابق تحت سيطرة الثوار، بالإضافة إلى أهداف أخرى تتعلق بمراهنة روسيا على الحسم العسكري، وتقليص رقعة المناطق المسيطر عليها من قبل الثوار لصالح النظام و”داعش”.
تقدم النظام
** ما الذي جعل قوات النظام تتقدم بهذا الشكل المتسارع بعدما كانت كسيحة لا تستطيع التقدم شبراً واحداً ؟
– الذي جعلها تتقدم بهذا الشكل هو الغطاء الجوي الروسي، الذي مهد لقوات النظام التقدم بهذا الشكل الهمجي، إضافة إلى وصول عشرات المليشيات والمرتزقة لدعم النظام، حيث قاموا بحصار المدينة وإحاطتها من جميع الزوايا، مما جعل الثوار محاصرين داخل المدينة، وهذا الحصار له تبعاته المادية والعسكرية والمعنوية، ومن خلاله تمكن النظام والروس بكسر خط الدفاع في منطقة “هنانو” ودخلوا باتجاه المدنيين، وهو ما أربك الثوار وجعلهم يتراجعون من حي إلى آخر، ومن مدينة لأخرى، لعدم إمكانية وجود خطوط دفاعية جديدة، ولانشغالهم بتأمين المدنيين الهاربين من ملاحقة قوات النظام والمليشيات الإيرانية.
** مَن المشاركون في قصف وإبادة مدينة حلب؟
– المشاركون.. روسيا بالدرجة الأولى، وإيران ومليشياتها، سواء حركة النجباء وحزب الله والفاطميون “من باكستان” والزينبيون “من أفغانستان” والحرس الثوري الإيراني ولواء القدس الفلسطيني، وجميع هؤلاء يعملون تحت إمرة إيران، كما أن هناك مليشيات أخرى متعددة من دول عربية.
الدول المشاركة في العدوان
* هل هناك تواجد رسمي من الدول العربية تقاتل إلى جانب النظام؟
** هناك تقرير نشر في مجلة دير شبيجل الألمانية أعده البريطاني تشارلز ليستر “الباحث في معهد الشرق الأوسط” تحدث عن ذلك، بأن هناك 66 مليشيا من 49 دولة منها دول عربية تقاتل مع النظام، تأتي في المرتبة الأولى العراق ثم إيران.
وقد تحدثت بعض المواقع عن وجود قوات مصرية تقاتل إلى جانب النظام، وقد تكون هناك قوات بالفعل مشاركة لكنها منخرطة بين المليشيات لا نستطيع تمييزها.
الدور التركي
** بعض الأصوات وجهت الاتهامات لتركيا بالتواطؤ مع الروس في حلب.. فما ردكم؟
– هذا غير صحيح.. فقد يكون هناك أمل من الناس بأن يكون دور تركيا أقوى من الدور الحالي، من خلال استنكار هذه الهجمات أو التصدي لها في المحافل الدولية، هذا ما تأملناه في الدور التركي، لكن لا يمكن أبداً أن نصفه بالمتواطئ، فتركيا كانت ومازالت تؤمَن دعما لوجستياً للثوار وللشعب السوري منذ بدء الثورة .
** بخلاف القصف والإبادة التي يمارسهما النظام في حلب.. هل يقوم باغتصاب النساء كما هو متداول في وسائل الإعلام الآن؟
– من المعروف أن النظام السوري منذ اندلاع الثورة وهو يحتجز آلاف النساء، وقد خرج بعضهن من السجون وتحدثن عن تعرضهن لكل أنواع الجرائم والتعذيب بما في ذلك الاغتصاب.
أما فيما يخص موضوع حلب الذي تحدث عنه الناشطون، فلا يستبعد أن يفعل النظام هذه الأفعال، وقد تعودنا منه أن يفعل كل قذارة ومهانة، لكن أنا شخصيا أعتقد أن حرائرنا لن يسلمن لهذا النظام المغتصب.
ويجب التركيز على أن النظام قد اختطف الآلاف من السوريين، وجند ما دون الأربعين من الشباب إجبارياً، وأقيمت لهم المعسكرات في منطقة جبرين وغيرها، كما احتجز النساء والأطفال رهائن، في ظروف مهينة وغير إنسانية حيث يتعرضون لكل أنواع الاهانات لاجبارهم على الاعتراف بمعلومات عن الثوار.
** لماذا رفض الثوار الانسحاب من حلب كما حدث في مناطق أخرى مثل داريا وغيرها؟
– لقد رفض الثوار الانسحاب من حلب لأنهم لم يكونوا في حالة هدنة كما كانت المناطق الأخرى، أما انسحاب المقاتلين من المناطق الأخرى، فكانت تخضع لعمليات هدن، أما حلب فهي تحت سيطرة الثوار، والنظام اعتدى عليها، فلماذا ينسحب منها الثوار؟!! ويتركونها للنظام والمليشيات الإيرانية.
** لكن هناك بعض التقارير تتحدث عن قبول سابق للثوار حول الخروج من حلب؟
– بالفعل هم قبلوا الخروج بعد أن أطبق النظام حصاره على المدنيين، وأراد الثوار خروج الجرحى والمرضى من المناطق المحاصرة، فرفضت روسيا خروج الجرحى والمصابين والمدنيين، إلا مع خروج المقاتلين، وهو ما جعل الثوار يوافقون على هذا الشرط.
أما ما علمنا به اليوم فهو وجود خلافات بين إيران روسيا، فإيران تريد ضم ملف كفريا- والفوعة “مدينتان شيعيتان محاصرتان من قبل الثوار” إلى المفاوضات، وإخراج المدنيين منهما والمقايضة عليهم بدل الذين سيخرجون من حلب، برغم أن ملف كفريا- والفوعة مرتبط بمضايا والزبداني، وهذا دليل على أن إيران تريد إفشال المفاوضات أو كسب أوراق لصالحها لكيلا تخرج صفر اليدين في هذا الاتفاق.
** ما الذي تفعلونه كثوار لحماية المدنيين؟
– أولا بالنسبة لنا كثوار فحماية المدنيين العزل مسؤوليتنا في المدينة، ونحن بقدر الإمكان ندافع عنهم، ونرد على نيران العدو التي يطلقونها من مدفعية وغيره، خصوصا من المليشيات الإيرانية التي لم توافق على الهدنة، وقامت بقصف المدنيين، كما أننا من جهتنا نرد عليهم في المواقع التي يسيطرون عليها.
لكن ما يمنع الثوار من الرد على القصف الروسي، هو عدم امتلاكهم لمضادات الطيران، وهذا هو السبب الرئيسي في كسر ظهر الثورة والثوار منذ البداية.
**هناك مطالبات كثيرة لتوحد الثوار وضم جميع الفصائل الثورية تحت لواء واحد من أجل مواجهة العدوان.. إلى أين وصلت عملية التوحد والاتفاق بين الفصائل الثورية؟
– بلا شك أن تفرق الثوار يفتح الباب لتمكين النظام وحلفائه من النيل من الثورة والثوار، ولكن نحن نعمل حاليا على رص الصفوف وإبعاد الخلافات، وهذا ما ينتج عنه توحد بعض الفصائل واندماجها، وأحيانا ينتج عن ذلك دمج فصيلين لكن عملية التوحد الكاملة، لا يزال أمامها عوائق تحول دون تحقق هذا الهدف، منها ما يتعلق بالدعم من الجهات المختلفة، ومنها ما يتعلق بالأيديولوجية الموجودة عند بعض الفصائل الإسلامية، وعملية الدمج بينها وبين فصائل الجيش الحر.
رسالة للشعوب
**رسالتكم للشعوب العربية والإسلامية في هذا التوقيت تحديداً؟
– نحن نطلب منهم أكثر مما يفعلونه الآن، لأننا إلى الآن لم نر تضامنا حقيقيا بحجم الكارثة والمأساة الحاصلة، فهناك عمليات حرق وإبادة حقيقة للإنسانية، حيث تقصف حلب بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، البراميل المتفجرة والأسلحة العنقودية، والكلور والصواريخ أرض – أرض والبارجات دون التمييز بين صغير أو كبير، أو مسلح ومدني، ويُقتل فيها النساء والأطفال والشيوخ، بذريعة محاربة الإرهاب.
فروسيا اعترفت بإطلاقها أكثر من 25 ألف غارة على حلب، وهذا العدد أضعاف أضعاف المقاتلين هناك، فمن الذين استهدفتهم روسيا بهذا العدد من الغارات؟!!
نحن نعلم أن الشعوب موقفها ضعيف، لكن على الأقل ينبغي أن تكون هناك اعتصامات أمام السفارات الروسية ومحاصرتها من أجل إجبارها على وقف القصف والانسحاب من سوريا، وكذلك السفارات الإيرانية، فهما قوتا احتلال لسوريا، أما على المستوى الرسمي فنطالب الدول العربية والإسلامية بقطع العلاقات وطرد السفراء لهاتين الدولتين المعتديتين.