أعدمت مدنيين وأجبرت آخرين على الاستلقاء.. بالتفصيل هذا ما فعلته الميليشيات الإيرانية قبل توقف إجلاء المحاصرين بحلب

16 ديسمبر، 2016

براء الحسن – خاص السورية نت

بعد أقلّ من 24 ساعة على بدء تنفيذ إجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة شرق  مدينة حلب، أعلنت روسيا بضغط إيرانيّ انتهاء عملية إخلاء المحاصرين ضمن الاتفاق الذي تمّ برعاية “روسية – تركيّة”، وكان اللافت احتجاز الدفعة الأخيرة التي خرجت، اليوم الجمعة، من قبل الميليشيات الأجنبية وقوات نظام الأسد قبيل خروجها إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية، وذلك أثناء مرورها بمناطق سيطرة هذه القوات.

وذكر مصدر خاص داخل حركة “أحرار الشام” الموكلة من قبل الفصائل الثورية المقاتلة في مدينة حلب بإدارة المفاوضات – فضل عدم الكشف عن اسمه – أنّ الاتفاق قد توقف، “حيث اتخذت الميليشيات الإيرانية المتواجدة في المدينة موقفها من خلال إيقاف القافلة الأخيرة، وسط عدم قدرة وربما رغبة روسيا الضغط على هذه الميليشيات التي وافقت الروس لساعات قبل أن تخالفهم”.

وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ”السورية نت” أنّ هدف الميليشيات الإيرانية من عرقلة تنفيذ الاتفاق، هو طلبها ضم ملف اتفاق حلب إلى ملف بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين بريف إدلب، لإكمال تنفيذ البنود المتفق عليها، حيث تطالب الميليشيات بإخراج 400 جريح من البلدتين – اللتين تطوقهما قوات المعارضة – إلى مناطق سيطرة قوات الأسد بدمشق.

وأشارت المصدر إلى أن  الميليشيات الإيرانية احتجزت القافلة التي ضمت 800 شخص، بعد إيقافها لدى مرورها بمناطق سيطرتها غربيّ حلب.

من جانبه، روى “أبو ذر” لـ”السورية نت”، وهو أحد المحاصرين في المدينة ما حصل مع القافلة قائلاً: “كنا نتواصل مع أهلنا المتواجدين أولاً بأول لدى مرورهم بمناطق سيطرة قوات الأسد والميليشيات الشيعية، حيث انقطع التواصل معهم لدى وصولهم منطقة الراموسة، وسمعنا صوت إطلاق رصاص”؟

إعدام وإهانات

وروى شخص آخر كان على متن القافلة ما حصل بالقول: “تم إيقاف القافلة من قبل الميليشيات الإيرانية صباحاً، قبل أن تتقدم الميليشيات نحوها مزودة بدبابة ورشاشات ثقيلة، حيث أقدمت القوات بداية على إنزال كل من كان على متن القافلة، ثم إهانتهم من خلال إجبار ما كان فيها من رجال على الاستلقاء على الأرض، ومصادرة ما لدى جميع أفراد القافلة من نساء ورجال من أموال وأجهزة موبايل وغيرها، ناهيك عن إهانة أفراد القافلة بأنواع مختلفة، وسط مرأى ومسمع أفراد الهلال الأحمر المرافقين للقافلة، قبل أن يغادر الهلال الأحمر المنطقة ويتركون مصير أفراد القافلة بيد الميليشيات الإيرانية”.

ويضيف: “أمام مرأى الجميع أقدمت الميليشيات على تصفية ثلاث أشخاص من القافلة ميدانياً، وجرح ستة على الأقلّ آخرين بينهم أحد عناصر الدفاع المدنيّ، حيث أجبر الباقي على العودة إلى المناطق المحاصرة بعد تجريدهم ما بحوذتهم، في مشهد أعاد للأهالي ممارسات قوات الأسد في بدايات الثورة السورية”.

ويضيف “أبو ذر” لـ”السورية نت” أنّ الميليشيات الإيرانية أطلقت النار العشوائي في الهواء على  آلاف المدنيين خلال تجمعهم في المنطقة المؤدية إلى مناطق سيطرة قوات الأسد غرب حلب، حيث كانوا ينتظرون عبورهم بعد القافلة المحتجزة، ما تسبب بحالة ذعر كبيرة في صفوفهم؛ وتشتت العوائل حتى أضاعوا بعضهم بعضاً، في ظل موجة برد قارس تتعرض له المنطقة.

ويؤكد بأنّه حتى اللحظة يوجد عشرات الأشخاص لايزال مصيرهم مجهولاً بسبب حالة التشتت والضياع التي أصابت القافلة عقب إطلاق النار ووقوع قتلى وجرحى، حيث من المحتمل أن يكونوا تعرضوا للاعتقال.

تأهب للمعارضة

وعقب الحادثة طالب قادة عسكريون داخل المدينة مقاتلي الفصائل العسكرية المقاتلة بالعودة إلى نقاط الرباط على جبهات حلب المحاصرة، وأن يكونوا على أتمّ الجاهزية، تأهباً لأي محاولة لقوات الأسد والميليشيات الموالية لها التقدم على أي محور.

وكان نحو 7 آلاف شخص معظمهم جرحى ومن رافقهم، تمكنوا مساء أمس وفجر اليوم من الوصول إلى المناطق المحررة عبر منطقة الراشدين الرابعة غرب مدينة حلب على عدة دفعات.

والثلاثاء الماضي، تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين قوات النظام المدعومة من قبل روسيا وإيران من جهة، والمعارضة من جهة ثانية، بوساطة تركية.

ويقضي الاتفاق بإجلاء جميع المحاصرين في المدينة، إلا أن النظام خرق الهدنة باستهدافه الأحياء المحاصرة، ليعاود استئناف وقف إطلاق النار.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ أمس الخميس، وبموجبه تم إجلاء عدد من المصابين والجرحى من حلب في حافلات إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب(شمال غرب سوريا).

وجاءت هذه الخطوة بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه من المنظمات الإرهابية الأجنبية على أحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر، وأسفر عن استشهاد وجرح المئات.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]