بانتظار تعميم تجربة الملاجىء على جميع المدارس .. مديرية تربية إدلب تقدم كل الحلول الممكنة لضمان سلامة الطلاب
16 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
تزايد عدد المدارس المستهدفة من قبل الطيران الحربي في محافظة إدلب ما جعل مديرية التربية والتعليم تعلّق الدوام في مدراس المحافظة مؤخراً حفاظاً على حياة الطلاب والمعلمين، فيما تبذل المديرية جهوداً إضافية لحماية الأطفال وضمان سلامتهم.
إجراءات احترازية
من بين الحلول التي قدمتها المديرية تأمين ملاجئ للحماية من القصف كما هو الحال في بلدة حاس، ولفت مدير التربية في محافطة إدلب “جمال شحود” في حديث خاص لصدى الشام إلى أن توفير هذه الملاجىء لا يمكن أن يتم على نطاق واسع، “لذا لجأنا إلى تقصير الدوام ليكون الطالب ضمن المدرسة أقل فترة ممكنة، وذلك بإلغاء حصص الموسيقى والرياضة والرسم واكتفينا بالمواد الرئيسة”.
وتابع شحود “كما اتخذنا إجراءات احترازية باستخدام الصفوف في الطوابق السفلية، وكانت هناك أيضاً خطة تقتضي اصطحاب مدرسي الصفوف الأولى طلابهم إلى منازلهم مدة ساعتين أو ثلاثة لإعطائهم المواد الأساسية بعد أن بات استهداف المدارس مرتين أو ثلاثة يومياً في كافة مناطق محافظة إدلب وريفها أمراً معتاداً”.
هدف دائم للطيران
من جهته قال رئيس دائرة التخطيط في مديرية التربية بإدلب “خالد زيدان” لـ صدى الشام “إن قصف النظام والطيران الروسي على المدارس زاد في الشهر الأخير، وتركزت عملية القصف على تجمعات الطلاب، فوصل عدد المدارس التي استُهدفت خلال هذا الشهر إلى حوالي 30 مدرسة، ونظراً لكثرة حالات وفيات الطلاب جراء القصف لم نتمكن من توثيق جميع الحالات حتى الآن، والتي كان آخرها منذ أسبوع حين تم استهدف مدرسة بقرية “كفر عين” من قبل الطيران ما أدى لبتر أطراف معلمتين في مدرسة أثناء تواجدهما في الباحة”.
وتابع زيدان، “قام النظام في الآونة الأخيرة باستهداف 4 مدارس بحاس ومدرسة بقرية عابدين ومدرسة بمعرة حرمة، وقصف 4 مدارس في خان شيخون بما فيها المجمع التربوي، كما تعرضت مدارس في معرة النعمان وسراقب للقصف، ونتيجة هذا الاستهداف اليومي للمدارس اضطررنا لإيقاف الدوام عدة مرات”.
نشاطات للرعاية النفسية
وفيما يتعلق بالعلاج والرعاية النفسية للطلاب، قال مدير تربية إدلب “نحاول إشغال الطلاب بنشاطات تُنسيهم القصف والحياة التي يعيشونها في ظل الحرب، ولدينا خطة “برنامج ميسر وميسرة” والذي ستألف من 40 معلم ومعلمة من المحافظة يقومون بزيارة الطلاب في المدارس، ليوجهوا نشاطاتهم لعدة أمور مثل تنظيف المدارس وتركيب زجاج النوافذ وزرع الأشجار كنوع من أنواع الترويح عن النفس”.
وأردف أن مديرية التربية تستقبل أي برنامج دعم نفسي للطلاب تقدمه المنظمات، وتابع “لكني قلت في إحدى مقابلاتي لمنسقة الشؤون البريطانية في الشرق الأوسط أنه إذا أردنا علاج المرض، ينبغي علينا أن نُطوق المرض ونستأصله أولاً، فإذا كانت المنظمات تريد مساعدتنا لعلاج طلابنا ودعمهم نفسياً فمِن الأجدى أن تساعدنا في إيقاف مسببات هذا الداء وإيقاف استهداف المدارس، ومن ثم نقوم بعلاج الطلاب نفسياً”.
تجربة حاس
تُعد مجزرة مدرسة حاس أكبر مأساة تعرض لها طلاب المدارس في سوريا، بعد أن قصف الطيران الحربي مدرستها خلال الدوام في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول الماضي، ما أودى بحياة 28 طفلًا وثلاث مدرسات ومُستخدَمًا، الأمر الذي دفع الأهالي لاتخاذ مبادرات فردية لحماية أبنائهم من القصف.
وتحدث الأستاذ “زيدان” أحد أبناء قرية حاس عن تجربتهم في البلدة بعد مجزرة المدرسة الأليمة، فقال “شكلنا ما يشبه خلية أزمة من مهامها توثيق أسماء الجرحى والشهداء، إضافة إلى لجنة طبية تولت تأمين الأدوية ورصد الإعاقات التي حدثت، إلى جانب خلية ثانية لمعالجة المتضررين نفسياً”.
ولم تكتفِ بلدة حاس بهذه الجهود فقد أسهم الدكتور “خالد ضعيف”، المتخصص بالصحة النفسية وعميد كلية التربية بمعرة النعمان، والذي فقد ابنته ذات الـ13 ربيعاً في مجزرة مدرسة حاس، بمساعدة أهالي البلدة بمبادرة لأجل سلامة الأطفال النفسية.
حُلول
لم يكن أمام مديرية التربية بإدلب والأهالي الذين بات أبناؤهم عرضة للقتل إلا أن يبحثوا عن حل يمكن تعميمه ليتلاءم والوضع الراهن. وبناءً على دراسات وأبحاث مهندسين تم اقتراح فكرة على المنظمات بأن تقوم بحفر ملجأ عمقه 5 أمتار مساحته 300 متر في كل مدرسة، بحيث يكون لكل طفل نصف متر مربع في الملجأ، وله بابان أو مدخلان؛ الأول من ساحة البهو على المدرسة والثاني عند المَخرج، ويمكن استخدام هذه الملاجئ للأنشطة المدرسية في الأيام العادية واللجوء إليها أثناء القصف، حسبما أوضح رئيس دائرة التخطيط في مديرية التربية بإدلب.
أما مدير تربية إدلب فقد أكد أن التعميم الأخير بإغلاق المدارس هو الثالث هذا العام، معتبراً أن الحل لعدم حرمان الطلاب من حقهم في الدراسة هو زيادة الدوام شهراً إضافياً لتعويض الطلاب عن الفترة التي تم إيقاف المدارس بها أثناء القصف، مشيراً الى أنه “لن يكون من الصعب زيادة 15 يوم في الفصل الأول وزيادة 15 يوم في الفصل الثاني لتعويض الطلاب عما فقدوه”.
[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]