‘حنين الزعبي : حلب الثمن الأقصى والأقسى للحرية والكرامة’
16 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
حلب.. لم تقل كلمتها الأخيرة بعد..
نحن جميعنا ضد القتل والتدمير والبطش والتنكيل..
لكننا لسنا جميعنا ضد القاتل والمدمر والباطش والمنكل.
نحن ضد الجريمة لكننا لسنا ضد المجرم.
نحن ضد الانتهازية والسفاهة، لكننا لسنا ضد الانتهازيين والسفهاء.
نحن ضد تدمير حلب، لكننا مع نظام دموي يدكها.
نحن ضد قتل الأبرياء، لكننا مع قوات أمن النظام التي تبطش بهم..
نحن مع الوطن، لكن ليس بالضرورة مع أبنائه. بل نستطيع أن نكون مع سارقه والعابث به.
نحن ضد الجريمة، لكننا نمنح المجرم العفو الكامل..
وبالاستبداد ننتج الإرهاب،وننتج تنظيماته وفصائله، وبحجة الإرهاب نحمي الاستبداد.
لا نحمي الضحايا، ضحايا البطش وضحايا الاستعمار، عبر الوقوف ضد الجريمة، بل نحميهم عبر الوقوف ضد المجرم.
لكن ثقافة النفاق والالتفاف والفهلوية والتبرير والمحاذير والخوف، تجعلك تسكت على أقوى عناصر الجريمة: مرتكبها.
أما البلادة والقومجية والصنمية والغوغائية فتجعلك تدافع عنه.
لا شيء سيحمي النظام السوري من محاكمة شعبه،
لا شيء سيحمينا من تبرير جرائم الأسد.
وهنيئاً لإسرائيل بأنظمة الفتك، وهنيئاً لها بوطنيين يبررونها.
حلب الثمن الأقصى والأقسى للحرية وللكرامة..
حلب لم تقل كلمتها الأخيرة بعد.