زمهرير البرد يقتل طفلة بعمر يومين في مضايا


جيرون

تسببت موجة برد قارس، تجتاح ريف دمشق الشمالي الغربي، وافتقار المنطقة إلى الخدمات الطبية من جرّاء الحصار الذي يفرضه النظام وميليشيا “حزب الله” على المنطقة، بوفاة الطفلة فاطمة عيسى المولودة في مضايا قبل يومين.

أكد ناشطون إعلاميون من مضايا أن النقطة الطبية الوحيدة في المدينة تعجز عن تقديم أي خدمات للأهالي، لانعدام الأدوات والمواد الطبية؛ ما أدى إلى توقفها توقفًا تامًا عن العمل منذ أسابيع.

أجبر الحصار المتواصل، الذي يفرضه “حزب الله” على البلدة، منذ أكثر من عام ونصف، إلى توقف جميع الخدمات العامة فيها.

وقال حسام محمود، مسؤول “الهيئة الإغاثية” في مضايا والزبداني لـ (جيرون):”سجلنا أول حالة وفاة اليوم (أمس) بسبب البرد الشديد وانعدام وقود التدفئة، إضافة إلى تدهور الأوضاع باتجاه الأسوأ نتيجة الحصار المتواصل”.

وأضاف محمود أن: “الطفلة التي توفيت اليوم لا يتجاوز عمرها اليومين، واسمها فاطمة عيسى، ولا أعتقد أن ضمير العالم سيتحرك، فهو لم يتحرك سابقًا ليتحرك الآن، ولكننا مازلنا نطرق على أبواب الإنسانية علّنا ننجح في حماية أرواح أطفالنا الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يولدون ويعيشون في الحصار”.

لا تتوقف فصول المأساة الإنسانية التي تواجهها مضايا المحاصرة على موجة البرد وانعدام مواد التدفئة والوقود، إذ مازال كثير من المصابين بمرض الفشل الكلوي يكابدون صنوف الألم دون أن يستطيع أحد تقديم المساعدة لهم، مع استمرار رفض النظام والميليشيات المساندة له إخراجهم من المنطقة باتجاه العاصمة لتلقي العلاج.

وأشار محمود إلى أن “عدد الأشخاص المصابين بالفشل الكلوي يبلغ25 مريضًا، تُوفي منهم اثنان، وبقي 23 بحاجة للخروج الفوري، إلا أن طهران وميليشياتها يرفضان ذلك، الوضع باختصار بين ثنائية البرد والقصف اللذان يفتكان بالسكان”. منوهًا إلى أن سكان مضايا قبل عام كانوا يموتون جوعًا، واليوم ينتظرهم القصف والبرد، وقد بلغ سعر كيلو الحطب (من أثاث المنازل) 900 ليرة سورية، إذ لم تعد هناك أشجار لقطعها واستخدامها حطبًا للتدفئة”.

يزيد أوضاع المدينة سوءً، عودة استهداف المدينة بالقصف العنيف، حيث تعرضت مضايا خلال الأسبوع الماضي لقصف بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة استهدف الأحياء السكنية؛ ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، بينهم أطفال، وجرح آخرين، دون وجود إمكانات طبية للعلاج، ما دفع لمعالجة عدة إصابات على الأرصفة وداخل بيوت المدنيين.

ويحاصر النظام السوري وميليشيات “حزب الله” اللبناني، منذ عام ونصف، مضايا التي يقطنها أكثر من 40 ألف إنسان، بينهم 11 ألف طفل، وأدّت موجة الجوع التي ضربت البلدة شتاء العام الماضي، ونقص الرعاية الطبية، إلى مقتل ما لا يقل عن 170 شخصًا.




المصدر