مراسلون بلا حدود تدعو لحماية الصحفيين السوريين في حلب الشرقية

تعرب مراسلون بلا حدود عن قلقها العميق إزاء الوضع المتدهور في حلب، مطالبة في الوقت ذاته جميع أطراف النزاع بالحرص على تمكين الصحفيين الموجودين بالإضافة إلى السكان المدنيين، سواء كانوا محترفين أو غير محترفين، من إخلاء المدينة إن رغبوا في ذلك أو تسهيل بقائهم بداخلها من دون تعرضهم للاضطهاد بسبب عملهم الإعلامي. بينما تم التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار مساء الأربعاء ١٤ ديسمبر/كانون الأول للسماح بإجلاء المدنيين والمقاتلين إلى إدلب، تود مراسلون بلا حدود لفت انتباه المجتمع الدولي إلى المصير المجهول الذي ينتظر الصحفيين الموجودين على الميدان، المحترفين منهم وغير المحترفين. فحسب ما أفادت به مصادرنا، لا يزال عشرات الصحفيين والصحفيين-المواطنين والمعاونين الإعلاميين عالقين في حلب الشرقية. وفي هذا الصدد، قالت ألكسندرا الخازن، مديرة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، “إننا ندعو الحكومة السورية وجميع أطراف النزاع إلى بذل قصارى الجهود لحماية الصحفيين والمعاونين الإعلاميين في سوريا، ولاسيما أولئك الذين مازالوا في حلب الشرقية أو الراغبين في مغادرتها“، مذَّكرة بأن “سوريا هي البلد الأكثر خطورة على الصحفيين، المحترفين منهم وغير المحترفين، حيث قُتل ما لا يقل عن 62 صحفياً و152 مواطناً صحفياً ومعاوناً إعلامياً منذ عام 2011“، مذكرة في الوقت ذاته “بمسؤولية جميع أطراف النزاع في حماية الصحفيين المدنيين، بمن فيهم الصحفيين، وذلك بموجب اتفاقية جنيف وبروتوكولها الإضافي الأول“. هذا وقد انضمت مراسلون بلا حدود في 13 ديسمبر/كانون الأول إلى 18 من المنظمات الأخرى المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة ودعم وسائل الإعلام لإطلاق نداء مشترك يحث جميع أطراف الصراع على ضمان سلامة المدنيين، وخاصة الصحفيين (المحترفين منهم وغير المحترفين)، سواء أولئك الذين مازالوا في حلب الشرقية أو أولئك الراغبين في مغادرتها. وفي حديث خص به منظمة مراسلون بلا حدود، قال صلاح الأشقر المواطن-الصحفي المستقل المنحدر من مدينة حلب والناشط على الشبكات الاجتماعية: “نحن نعيش وضعاً مأساوياً. ومن هذا المنبر أطلب من منظمات حقوق الإنسان إلى التدخل في أقرب وقت ممكن لحماية أولئك الذين مازالوا عالقين بالمناطق المحاصرة في حلب الشرقية“. وفي سياق متصل، علَّق عدد من الصحفيين والصحفيين-المواطنين على الوضع الذي تشهده المدينة في الآونة الأخيرة، مستعينين بالشبكات الاجتماعية لتوجيه رسالتهم إلى العالم، حيث قدَّم عمر العرب، المواطن-الصحفي الذي يكتب لصحيفة الحبر الأسبوعية المحلية، شهادات على ما تعيشه حلب الشرقية من خلال مقاطع فيديو نشرها على فيسبوك. وبدوره، يحاول المواطن-الصحفي المستقل زهير الشمالة تغطية الوضع في المدينة من خلال نشر تقارير على الشبكات الاجتماعية، ولكن أيضاً من خلال مقابلات مع وسائل الإعلام. ففي اتصال أجرته معه مراسلون بلا حدود بتاريخ 14 ديسمبر/كانون الأول، أكد زهير أنه يجد صعوبة في العيش وتغطية ما يحدث في المناطق المحاصرة من مدينة حلب. وبينما أبدى خيبة أمله جراء عدم احترام وقف إطلاق النار في اليوم السابق حيث استُؤنف القصف منذ الصباح، فقد أعرب عن أمله في إتاحة الفرصة لإجلاء المدنيين في أقرب وقت ممكن مع ضمان عدم تعرضهم لأي اعتداء. ومن جهته، نال كرم المصري، مراسل وكالة فرانس برس في حلب الشرقية، جائزة فارين الكبرى لفئة “صحافة الفيديو” في 14 ديسمبر/كانون الأول، وذلك عن تقريره المعنون “أبو عمر، جامع السيارات القديمة في حلب تحت الحرب”. هذا وتقبع سوريا في المرتبة 177 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2016، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.