سيارات الأجرة في القامشلي عيّنة من مشكلات الجزيرة السورية
17 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
جيرون
مع اشتداد الأزمة الاقتصادية في سورية، بات المواطن يبحث عن فرص عمل إضافية؛ كي يستطيع مجابهة غلاء الأسعار، لذلك؛ فإنّ أغلب المواطنين في مدن الجزيرة السورية يعملون في مهن إضافية.
وقال محمد خضر، المعلم في مدينة القامشلي، لــ (جيرون): “اُدرّس منذ أكثر من 15 سنة، غير أن المرتب الشهري حاليًا لا يكفيني؛ لذا اشتريت، عن طريق اقتراض المال، سيارة أجرة، وبدأت العمل ضمن مدينة القامشلي”، لكن الصعوبات: “كثيرة؛ فما نجنيه ندفعه إتاوات أو مخالفات لجهتين: لشرطة المرور التابعة للنظام السوري، ولتلك التابعة لـما يسمى (الإدارة الذاتيَّة)”.
أصدرت “هيئة النقل والمواصلات” التابعة لـما يسمى “الإدارة الذاتية” في مناطق الجزيرة عدة ما تسميها “قوانين”، حدّدت تعرفة النقل ضمن المدينة، ومن مدينة إلى أخرى ضمن الجزيرة السورية، غير أن التعرفة لاقت امتعاضًا وغضبًا من السائقين؛ كونها لا تلحظ ارتفاع التكاليف التي يتكبدها أصحاب السيارات، وهم ينفقون على عمليات إصلاح المركبات وشراء قطع التبديل لها، علاوة على ارتفاع أسعار البنزين.
وقال أحد السائقين، رافضًا الكشف عن اسمه، لـ (جيرون): إن “نوعية البنزين المستخدم يؤثر سلبيًا في محركات السيارات”، لافتًا إلى أن المشكلة تعود إلى (الإدارة الذاتية) التي لم تعرف -حتّى الآن- أن تفعل شيئًا بخصوص الوقود الجيَّد”، والمشكلة “الكبرى هي أنّنا نعمل، وفي الوقت نفسه ندفع مبالغ طائلة لقاء تصليح السيارة في حال تعطلت؛ لأننا نضطر إلى دفع مبالغ طائلة لإحضار قطع الغيار”، فضلًا عن ارتفاع أسعار زيت المحرك الذي يصل سعر “علبة متوسطة منه 8 آلاف ليرة سورية”، ويترافق ذلك مع ارتفاع ملحوظ في أجور الميكانيكيين؛ ما زاد الطين بلة، وبعد كل ذلك تأتي ما يُسمى بـ”هيئة النقل والمواصلات” التابعة لـ(الإدارة الذاتية) لتضع تعرفة بالأجور، لا تتناسب والتكاليف التي ندفعها”
وكانت “الهيئة” قد أعلنت -في وقت سابق- جدولًا كاملًا يضمّ أسعار التعرفة بالنسبة للأجور داخل المدينة، ولكن أغلب المواطنين يشتكون من عدم تقيّد السائقين بهذه التعرفة مطلقًا، بذريعة أنها قليلة قياسًا على ما يدفعونه من تكاليف لتشغيل سياراتهم.
يشتكي سائقو الأجرة في حيّ الوسطى، الذي يُعدّ أكبر تجمّع سكني في المدينة، من مسألة تغيير الخطوط، وعدم استقرار بعض السائقين على الخطوط المقرّرة لهم من “الهيئة”.
في الطرف الآخر، يشتكي الركّاب -على الدوام- من اختلاف أسعار التعرفة على كامل خطوط النقل في المدينة، فقد جرت العادة أن تكون تعرفة الركوب 35 ليرة سورية وفق الخطوط المقرّرة ضمن المدينة، لكن في أغلب الأحيان يتقاضى السائق 40 ليرة، كما أنّ السائق يتذرع بعدم وجود فئات نقدية صغيرة، ليتهرب من إعادة ما تبقى من فئة الخمسين ليرة”.
[sociallocker] [/sociallocker]