لأنهم يعرفون وحشية نظام الأسد..خسارة حلب تضرب آمال سوريين بالعودة للوطن

17 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
6 minutes

فروا من حلب من أحياء مختلفة وفي مراحل مختلفة من الحرب في سورية ولجأوا لدول أخرى. والآن بالنسبة للاجئين الذين أيدوا المعارضة فقد بدد ما حدث في المدينة آمالهم في العودة للوطن.

وحتى بعد أن تحولت الانتفاضة في حلب ومدن أخرى في أنحاء سوريا إلى صراع مسلح قال عدد من السكان السابقين إنهم لا يزالون يأملون في التغيير والتوصل لتسوية عبر التفاوض وفرصة للعودة.

لكن مع تعزيز قوات الأسد لسيطرتها بعدما هزيمة المعارضة في حلب يخشى هؤلاء السوريون الذين يعيشون في الخارج من حملة قمع جديدة تشمل اعتقالات وإعدامات وأنها ستكون أسوأ من أي حملة شهدوها قبل الحرب.

وقال عبد الحميد زغبي (30 عاماً) الذي فر في وقت سابق هذا العام من شرق حلب الذي كان خاضعاً لسيطرة المعارضة وذهب لتركيا سعياً لعلاج زوجته وطفله الرضيع “إذا عدت (..) سيعدمونني”.

وأضاف “لا يمكنني مجرد التفكير في العودة ما دام نظام الأسد في السلطة. هذا مستحيل لأي واحد في المعارضة.”

وفر نحو خمسة ملايين سوري من البلاد بسبب الحرب. والتشريد الدائم لملايين السوريين هو وسيلة تسبب من خلالها الحرب السورية وصراعات أخرى في المنطقة تغييرات لا يمكن محوها. ولاذ أغلب اللاجئين بدول مجاورة بينها تركيا ولبنان بينما توجه مئات الآلاف إلى أوروبا.

وشارك زغبي ثم عمل لسنوات في الإغاثة الطبية وأعمال الإنقاذ في شرق حلب الذي خضع لسيطرة المعارضة.

وقال: “أصيبت زوجتي بإصابات طفيفة في قصف وكان طفلي مريضاً. فكرت في أن أصطحبهم إلى تركيا ثم أعود.”

وتابع: “في ذلك اليوم أغلقوا الطريق ولم أتمكن من العودة” في إشارة لإحكام قوات النظام حصارها للجزء الشرقي في أغسطس/ آب.

وحاصرت قوات النظام شرق حلب لأشهر ثم حققت مكاسب سريعة لتطرد مقاتلي المعارضة من أغلب المناطق التي سيطروا عليها في غضون أسابيع.

وقال زغبي إن جيش النظام بدأ في تنفيذ اعتقالات مع تدفق السكان خارج الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة وتوجه بعضهم لمناطق خاضعة لسيطرته.

وأضاف: “لقد بدأت الاعتقالات فحسب. يعتقلون الأشخاص البارزين (النشطاء) على الفور (…) لكن بالنسبة لآخرين فلديهم الوقت (..) سيحققون ويعتقلونهم في مرحلة لاحقة. ذهب صديق لي لمنطقة يسيطر عليها النظام وبعد ثلاثة أيام اعتقلوه.”

وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها العميق حيال تقارير قالت إن جنوداً تابعين للأسد ومقاتلين عراقيين موالين لهم قتلوا 82 شخصاً رمياً بالرصاص في أحياء بشرق حلب هذا الأسبوع. واتهم معارضون للأسد النظام بتنفيذ حملات اعتقال جماعية وبالتجنيد القسري.

ورغم نفى مصدر عسكري تابع للنظام حدوث اعتقالات لكنه قال إن هويات من يغادرون المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة يتم فحصها وإن أي شخص غير معروف يوضع في “أماكن خاصة” في مناطق يتجمع فيها المدنيون. كما أن السوريين المؤهلين للخدمة العسكرية عليهم الالتزام بها.

وبالنسبة لأبو ركان (51 عاماً) وهو لاجئ يعيش في لبنان فإن مقتل زوج شقيقته الذي كان مقاتلاً في المعارضة واختفاء شقيقته قبل أيام قلائل يوضح المخاطر التي يتعرض لها أي شخص مرتبط بالمعارضة.

وقال: “إذا عدنا سيكون الأمر أخطر من ذي قبل. أي شخص مع المعارضة في خطر (…) عشنا مع هذا النظام على مدى 40 عاماً. نعرف كيف يتصرف وماذا يفعل.

وأضاف أنه لن يعود لسوريا إلا وفقاً “لمصالحة وطنية شاملة” وفي ظل حكومة منتخبة بشكل حر ودستور جديد وهي أمور تبدو الآن أبعد من أي وقت مضى.

وقالت هالة (37 عاماً) وهي ناشطة تركت الشطر الذي يسيطر عليه النظام من حلب في 2014 إنها لن تثق في أي تسوية بين النظام والمعارضة وإنه يجب أن يرحل الأسد.

وأضافت هالة التي تعيش حاليا في بيروت وتعمل لصالح منظمة سورية “من المستحيل أن أعود ونظام الأسد موجود.”

وتابعت هالة قائلة: “حتى إذا كانت هناك مصالحة بطريقة ما لن نتمكن من العيش هناك. القمع الذي كان موجوداً قبل الثورة سيتضاعف. عندما بدأت الثورة تمكنا من التعبير عن آرائنا والعيش بحرية أكبر. حتى وإن لم نُعتقل لا يمكننا العودة ونحن نعرف أن الأمور ستعود لسابق عهدها.”

وتريد هالة وأبو ركان وزغبي العودة لوطنهم. فحتى بالنسبة لهم- وهم من الفئات الأيسر حالاً بين اللاجئين- الحياة في المنفى بدأت تصبح غير محتملة.

وقالت هالة: “لا مستقبل لي في لبنان. أعمل بصورة غير قانونية لأن من الصعب الحصول على إقامة (..) ولا أستطيع الحصول على تأمين طبي لأنني غير مسجلة لدى الأمم المتحدة.”

وقررت هي عدم السفر إلى أوروبا قبل أن تشدد دول الاتحاد الأوروبي الرقابة على حدودها لأنه كان لا يزال لديها أمل في ذلك الوقت في العودة لسوريا.

ويعيش الكثير من اللاجئين السوريين بصورة غير قانونية في لبنان لأنهم لا يمكنهم تحمل نفقات تجديد إقامتهم. وتقول الأمم المتحدة إن 70 بالمئة يعيشون تحت خط الفقر.

وفي تركيا يستعد زغبي لقضاء بقية حياته في المنفى لكنه يقول إن الأوضاع ليست أفضل كثيراً وهو يكافح لكسب قوته وهو يعمل كمسعف.

وقال: “طموحي الآن أن أخرج من تركيا (..) ربما أحاول الذهاب لأوروبا أو أمريكا (…) هذا خياري الوحيد”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]