آدم ميرا : خفايا حضور اللاجئين السوريين إلى مونتريال الكندية

خفايا حضور اللاجئين السوريين إلى مونتريال الكندية قبل أيام احتفلت كندا بوصول أول دفعة من اللاجئين السوريين إلى أراضيها، و ها آنا أعود بذاكرتي لأكتب عن ملابسات هذا الوصول قبل عام. مونتريال: آدم ميرا * وصلت مساء 12 ديسمبر/ كانون الأول 2015 الدفعة الثانية من اللاجئين السوريين إلى مطار مونتريال، مكونة من 170 لاجئ نصفهم من الأطفال، و لكن رغم التغطية الإعلامية الواسعة والدعم الحكومي لحضور اللاجئين، نشاهد شبه غياب للجمعيات السورية الإنسانية، وقد تواصلت مع أحد الفاعلين على المستوى الإنساني السوري، و كشف لنا خفايا الوجه الحقيقي لاستقبال اللاجئين السوريين، و في سياق آخر لا زالت التبرعات الكندية تتواصل إلى اللاجئين لدرجة أن المستودعات لم تعد قادرة على استيعابها. رفض الناشط الإنساني الكندي ذو الأصول السورية الكشف عن هويته، وصرح أن العديد من الجمعيات السورية وجهت رسائل للحكومة الكندية من أجل المشاركة في مساعدة اللاجئين السوريين، ولكن الحكومة الكندية ردت بالشكر، ولم تكن متحمسة لقبول مشاركتهم في ترتيب أوضاع اللاجئين السوريين. ويرجع السبب لعدم ترحيب الحكومة الكندية بالتواصل مع الجمعيات السورية، لوجود خلافات عميقة بين الجالية السورية، حيث أن غالبيتها مؤيدة لـ"بشار الأسد"، و أنه تمّ اختراق المعارضة السورية من طرف أشخاص مؤيدين لحكومة نظام البعث السوري، وقد اكتشف المعارضون في وقت لاحق هؤلاء المندسين، مما أدى إلى انشقاقات جديدة بين أعضاء الجالية السورية. وتُقدم الحكومة الكندية للاجئين السوريين كل الإمكانيات اللازمة لمواجهة الشتاء القارص في كندا، حيث أن اللاجئين قبل خروجهم من المطار، سيتم تصويرهم و أخذ بصماتهم قبل أن يتم تزويدهم بملابس و باحتياجات ضرورية أولية تساعدهم على مواجهة أيامهم الأولى في كندا. و في سياق متصل، يصرح محدثنا أن التساؤل الكبير حول طبيعة حضور اللاجئين، هل هم من المخيمات، أم هم من الأقليات الإثنية و الدينية، ففي حال أن اختيار اللاجئين على أسس دينية و عرقية فإنه عمليا لم يتم حل المشكلة لأنه بكل بساطة فإن الأقليات ليسوا من سكان المخيمات. وأضاف إن ما زاد الأمور تعقيدا هو أن الأردن وتركيا توقفتا عن السماح للجمعيات السورية التي ترسل الألبسة المستعملة للاجئين السوريين من الدخول إلى أراضيها، و كانت آخر دفعت تم إرسالها للاجئين في تركيا وسوريا كانت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2014. في ظل الانقسام بين السوريين، تمضي الحكومة الكندية باتمام مشروعها، حيث سيتم اليوم مساء استقبال الدفعة الثانية الذين سيتم نقلهم إلى أماكن تم ترتيبها من طرف الحكومة بالتعاون مع الجيش، حيث أن رئيس حكومة مقاطعة الكيبيك/الكندية سيكون باستقبال المهاجرين السوريين في مطارمونتريال. و في حديث آخر مع أحد الناشطين الإنسانيين الكنديين من أصل سوري، رغب بعدم الإفصاح عن اسمه، أن الحكومة الأردنية تقتطع 30 بالمائة من المساعدات التي تصل إلى اللاجئين السوريين، وأن غالبية المساعدات يتم توجيهها إلى لبنان بسبب المعاناة الهائلة للسوريين حيث أن المعونات تكاد تكون غائبة تماما. من ناحية أخرى.. يبدو أن الإعلام الكندي يلعب دورا في إبراز حقائق معينة، حيث أن نسبة عالية من اللاجئين القادمين هم من الأرمن، وهؤلاء لهم دعم مميز من طرف الكنائس وجمعيات خاصة بهم، وقد اعتبرت الحكومة الكندية الأرمن من الجالية السورية. تاريخيا، الأرمن جاؤوا إلى سوريا في الربع الأول من القرن الماضي بعد صراعهم الدموي مع العثمانيين الأتراك، و شكلوا أحياء خاصة بهم في سوريا خاصة في حلب، حيث يوجد الحي الأرمني و هم يعملون في مهن معينة كالميكانيك، و صناعة الذهب وغيرها. في سياق متصل قال: أن هناك بعض المساجد التي تنشط من أجل مساعدة اللاجئين السوريين، وفي مقدمتهم مسجد الروضة الذي يجمع المساعدات، في حين هناك مساجد أخرى التي تقف ضد الثورة السورية على اعتبارها فتنة و في مقدمتهم مسجد الأتراك الموجود في دورفال في ضواحي مونتريال. و على رغم الانشقاقات العميقة بين أعضاء الجالية، تستمر التبرعات القادمة من الكنديين بكثافة، حيث أنه المستودعات لم تعد تتسع لاستقبال الكم الهائل من المساعدات. للإشارة فإنه اللاجئين سيقومون لعدة أيام في مونتريال، قبل نقلهم إلى أماكن استقرار على المدى القصير ستكون في مونتريال،لافال و مدينة كيبيك، و قد تم اتخاذ موقف بتحديد الاتصال بهم لأسباب أمنية. ا.م صحفي وكاتب عربي مقيم في كندا