السوريون في الأردن يُبرعمون مقولات المجتمع المدني
18 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
عاصم الزعبي
يقيم نحو 1.4 مليون لاجئ سوري في الأردن، يتوزعون على المخيمات والمدن الأردنية، وأمام هذا العدد الكبير، برزت فكرة تشكيل فرق تطوعية، من متطوعين سوريين وأردنيين، لمساعدة اللاجئين داخل المملكة، في المخيمات والمدن والأرياف.
وقالت راوية الأسود، مديرة منظمة “سوريات للتعليم”، التي يتبع لها فريق “ورد الشام” التطوعي، لـ (جيرون): إن الحاجة” مُلحة لهذا النوع من العمل، فالوضع القاسي الذي نعيشه، يفرض علينا جميعًا التكاتف، وهو ما نفعله في دعم عملية التعليم بين الأطفال السوريين في الأردن، وخاصة في أوساط المتسربين”.
وأضافت الأسود أن منظمتها “تتواصل مع هيئات ومؤسسات تعليم عربية ودولية، لتأمين منح جامعية للطلبة”، يترافق ذلك مع “إقامة دورات تقوية لطلاب الثانوية العامة”.
من جهته، قال أحمد أبو الشعر، عضو في “فريق ملهم التطوعي”: إن الفريق “ينشط في أربعة مجالات: أولها الطبي، حيث يزور الفريق “المرضى المحتاجين للعلاج أو لعمليات جراحية، يتابع معهم إجراء العمليات، ويتكفل بكلفتها كاملة”، مُشيرًا إلى أن “كلفة العملية الواحدة تُراوح بين 100 إلى 10 آلاف دولار، ويساعد الفريق حاليًا نحو 100 حالة”.
يتضمن القسم الثاني، الحملات، وهي متنوعة، بعضها موسمي، مثل “خيرك دفا”، تهدف لتأمين مستلزمات فصل الشتاء للاجئين السوريين في المخيمات العشوائية، ومخيم الزعتري، وفي المدن الأردنية المختلفة، إضافة إلى حملة طبية، اسمها “صندوق رزان” لدعم مرضى السرطان، وهناك -أيضًا- صندوق مخصص لدعم مرضى الكِلى. وفق أبو الشعر.
ويتمثل القسم الثالث من نشاط الفريق بكفالة الأطفال السوريين الأيتام، وهناك “نحو 1000 طفل سوري، مُخصص لكل منهم 50 دولارًا شهريًا، إضافة إلى دعم عدة أسر بمبلغ 250 دولارًا لكل أسرة شهريًا”.
ويدعم “فريق ملهم التطوعي” الطلاب ومراكز تعليم السوريين في الأردن، عبر “حملة أجيال”، وهو المجال الرابع لعمله؛ إذ “تُوزّع الحقائب المدرسية والقرطاسية على الطلاب السوريين مطلع كل عام دراسي”، وقد تمكن من فتح مركزين تعليميين في لبنان، وآخر في الغوطة الشرقية.
وكشف أبو الشعر أن الفريق يسعى -حاليًا- للترخيص في الولايات المتحدة وكندا ومصر، بعد حصوله على ترخيص في الأردن، بوصفه شركة غير ربحية، وسبق للسلطات التركية أن منحته رخصة جمعية خيرية.
يتعرض العمل التطوعي، الذي يقوم به سوريون في الأردن، إلى النكسات في بعض الأحيان، فقد أجبرت أوضاع العمل الصعبة، فريق “بأيدينا التطوعي”، على التوقف، بعد عامين من العمل داخل الأردن.
وقال بسام الكرمي، مؤسس الفريق، لـ (جيرون): إن سبب توقف الفريق عن العمل يعود إلى “قلة الدعم، إضافة إلى عدم تفرغ أعضاء الفريق”، وكان آخر عمل للفريق، افتتاح أول معرض للكتاب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين عام 2015.
يرى المشاركون أن العمل التطوعي بات يُشكل جزءًا من مفهوم المجتمع المدني في سورية المستقبل، وأن النشاط التراكمي للفرق منحته هذه الدرجة من الحرفية.
[sociallocker] [/sociallocker]