زخم تدمر يُقوي مواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) شرقي القلمون

19 ديسمبر، 2016

خالد محمد

سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على نقاط عسكرية جديدة في منطقة القلمون الشرقي، مُقلصًا بذلك مساحات سيطرة قوات المعارضة في المنطقة الجبلية المطلة على طريق دمشق- بغداد الدولية، ويأتي التوسع بعد أيام من تقدم مفاجئ حققه التنظيم في مدينة تدمر، بريف حمص الشرقي.

وقال أبو الحارث، قائد ميداني في منطقة القلمون الشرقي، لـ (جيرون): إن التنظيم يحاول على الدوام “إحداث اختراقات نوعية في تحصينات قوات المعارضة، ولذلك بات يعتمد في معاركه على العمليات الخاطفة والسريعة، بسبب طول الجبهة التي تمتد على مسافة 15 كيلو متر، تضم تلالًا واسعة، بدءًا من سلسلة جبل الأفاعي، وصولًا إلى لسلسلة الشرقية المُطلة على طريق دمشق – بغداد.”

وأضاف: إن عناصر من التنظيم: “تمكنوا -خلال اليومين الماضيين- من التسلل إلى مقر الإشارة الرئيس التابع لـ (جيش الإسلام)، مُستغلين حالة الطقس السيئة في المنطقة؛ ما أدى إلى حدوث اشتباكات معهم، استمرت لعدة ساعات، انتهت بإفشال عملية التسلل وانسحاب عناصر التنظيم، دون وقوع أي خسائر بشرية في صفوف (جيش الإسلام)”.

يفرض التنظيم منذ نيسان/ إبريل 2015 حصارًا خانقًا، على قوات المعارضة العاملة في منطقة القلمون الشرقي، حرمها من طُرق الإمداد والتموين التي تصلها بالبادية السورية وبغيرها من المناطق الشمالية من سورية، إلا أن قوات المعارضة تمكنت -حتى الآن- من الاحتفاظ بمقراتها العسكرية في منطقة البترا وجبل أبو قوس.

تُرجع تحليلات كثيرة سعي التنظيم المتواصل؛ للسيطرة على مقرات فصائل المعارضة في القلمون الشرقي، إلى رغبته في اتخاذ هذه المنطقة الجبلية، مقراتٍ دائمة له، لوعورة تضاريسها، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي القريب من المثلث الحدودي الرابط بين سورية والأردن والعراق، ما يُسهل على التنظيم -مُستقبلًا- شنّ عملياتٍ عسكرية خاطفة داخل تلك الدول، ومن ثم الانسحاب والعودة للاحتماء في المناطق الجبلية.

من جهةٍ أخرى، ترى مصادر ميدانية، أن العمليات العسكرية الأخيرة، التي شنها عناصر التنظيم على مراكز النظام العسكرية في منطقة القلمون الشرقي، لم تكن “سوى مراوغة فاشلة، أراد من ورائها التنظيم حرف الأنظار عن المعارك التقليدية التي يخوضها دائما ضد قوات المعارضة”.

وتضيف المصادر أن التنظيم اعتاد على “قتال فصائل الجيش الحر، أو السيطرة على حقول نفط وغاز في ريف حمص، دون أن يلتفت الى قتال قوات النظام”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]