اجتماع موسكو الثلاثي .. ما أحلى اللعب على المكشوف


سعد أبو هائل – ميكروسيريا

أهم ما في اجتماع موسكو الثلاثي  لوزراء الخارجية “لافروف –  جاويش – صالحي”، انه أتاح لعباد الله فهم ما يجري. وما يجري يمكن تلخيصه بكلمتين اثنتين مفادهما: أن آخر الحل في سوريا هو “حكومة وحدة وطنية”، يرأسها السيد الرئيس ابن السيد الرئيس وربما أبو السيد الرئيس القادم “حافظ ابن بشار” حامي “السيادة الوطنية”،  بدليل أن “الثلاثي” الذي  يقرر مصير سوريا ومستقبلها في موسكو هو خلطة  “روسي على إيراني على تركي” والدعوة عامة “أون لاين”، تماماً مثلما حدث مع كيري، الذي تكرم لافروف بالرد على اتصاله الهاتفي ليأخذ علماً بما قرره ا”لأقوياء” بشأن سوريا.

ما علينا خلينا بالمهم،.. وهذا المهم . سربه ديمستورا بتفاصيله إلى صحيفة الحياة التي نشرته أمس ، وهي ليست المرة الأولى التي يُسرب فيها المبعوث الدولي “الثرثار” لحسن الحظ معلومات خطيرة، كلما أراد الانتقام لتجاهله.

نشرت جريدة الحياة منذ الأمس تفاصيل ما أسمته “خريطة بوتين”، وما تم بالفعل  إقراره في الاجتماع  الثلاثي اليوم وأكثر مما تم الإفصاح عنه بكثير. وتبدأ من خطوة وقف إطلاق نار في سوريا يستثني جبهة فتح الشام “النصرة” وداعش، بالتزامن مع استئناف الإجلاء الطائفي المتبادل  في حلب وإدلب وريف دمشق “مضايا وبقين”. وصولاً إلى اجتماع كازاخستان، للبصم  على تفاصيل  خريطة بوتين حصراً.

 هكذا ببساطة، كل ما ارتكب من مجازر في حلب. كان من أجل دفن هيئة الحكم، أو فكرة الحكومة بصلاحيات كاملة ، واستبدالها بحكومة “وحدة وطنية بـبعض الصلاحيات”. وحتى هذه ما كانت لتقبل بها إيران، لولا “ضمانات وتفاهمات”، بأن تكون مفصلة على “مقاس” طفل الولي الفقيه المدلل و”انتصاره” على أهالي حلب .

الحقيقة، أن المشكلة ليست في الحكومة إنما في توصيفها بـ”الوحدة الوطنية”، وكأنه يكفي أن تشارك كل من  تركيا وإيران في عقد الصفقة كمرشدين روحيين عن السنة والشيعة، وأن يُعلن عنها من كازاخستان “السنية – الشيعية – الأرثوذكسية”، برعاية روسيا حامية الأقليات من طوائف ومذاهب واثنيات ، حتى تعود “اللحمة” الوطنية أطيب مما كانت، وعفا الله عم مضى، وإنما “المؤمنون إخوة” .. والأخ لا يُعوض بمدن مدمرة ، وملايين مشردة ومهجرة، ومثلها ما بين قتيل ومعاق ومجروح جسدياً ونفسياً ومعنوياً.

هؤلاء عوضهم على الله طبعاً .. لكنهم “أوادم” صبروا وصمدوا خلف الجيش الباسل، والشبيحة، والأشقاء في الوطن، ومجاهدي، الولي الفقيه، ودعم الأصدقاء الروس، وتصفيق اليسار، في تصديهم مجتمعين للمؤامرة الكونية.