اغتيال سفير موسكو في أنقرة… مُقاربات سوريّة
20 ديسمبر، 2016
باسم حسين
تنوعت ردود فعل السوريين على حادثة اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة، أمس (الإثنين)، برصاص “مولود ميرت ألطن طاش” أحد ضباط الشرطة التركية، إلا أن شعورًا عامًا بالارتياح عمّ السوريين المعارضين للنظام، متوقعين أن الحادثة ستكون بداية لسلسلة واسعة من العمليات الفدائية ضد مصالح روسيا في أنحاء العالم المختلفة. في المقابل؛ عدّ بعضهم أن حادثة الاغتيال هي إرهاب من نوع آخر، وسيعود بالضرر على القضية السورية، حيث لن تمر الحادثة دون انعكاسات سلبية على المستويين: السياسي والميداني، وفق آرائهم.
غصّت وسائل التواصل الاجتماعي بسيل واسع من الآراء المتناقضة حول الحدث، وفي هذا السياق، وصف عبد الرزاق كنجو، عبر صفحته الشخصية على “فسيبوك”، مُنفذ العملية بـ “سليمان الحلبي، ابن الأربعة والعشرين عامًا، حين نفذ عملية اغتيال قائد الحملة الفرنسية على مصر الجنرال كليبر”، واصفًا ما حدث بأنه لا يخرج عن “أن التاريخ يعيد نفسه”.
من جهتها، قالت الإعلامية غالية قباني: “من له مصلحة إلا إيران، التي لا تريد تسوية سياسية بعد حلب”، وعبّرت عن قناعتها بأنها لا ترى في محاولة الاغتيال “إلا بداية لصراع بين الأخوة الأعداء في سورية”، وأضافت أن “إيران تريد التشويش على الاجتماع الثلاثي الذي يُعقد اليوم في موسكو”.
وقال الإعلامي محمد منصور “ما يمكن أن يُصيب السوريين بعد مقتل السفير الروسي على يد تركي، ليس أسوأ مما أصابهم قبله”.
لكنّ للكاتب عبد الرحمن مطر رأي آخر فـ “جريمة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، ستنعكس سلبًا على القضية السورية، وتمنح المجرم بوتين دعمًا دوليًا جديدًا لمحاربة (الإرهاب) الذي يزعم محاربته في سورية”.
في حين قال فخر شلب الشام “قتل سفير دولة الإرهاب الدولي، عمل ثوري، وتأتي في سياق العمليات النوعية، هذا ليس إرهابًا. الإرهاب أن تقتل مدنيين وتذبحهم وترتكب بحقهم أفظع الانتهاكات لأنهم قالوا لا، وحسب، الإرهاب أن تعتقل شعبًا بكامله وتُنصّب نفسك حاكمًا عليه، وأن يسكت العالم عن مجرم يقتل شعبه بمساعدة دولية، ولا يحاول حتى لجمه”.
تداعيات سلبية
لم تقتصر المساحة التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي على تلك الآراء المُرتكزة -أساسًا- على العواطف، سواء تأييدًا أو رفضًا للحدث، بل كانت هناك مشاركات لم تخلُ من التحليل السياسي -إن صح التعبير- للوقوف على ما يُمكن أن ينتج عن مثل هذه العملية من تداعيات، فقد علّق المعارض وليد البني على حادثة الاغتيال بأن إطلاق الشاب الذي قتل السفير لشعارات دينية بعد قتله، لن تُوقف دعم بوتين للأسد، ولن تُوقف قصف الطائرات الروسية لمدننا وقرانا”. وشدد البني على أن حادثة الاغتيال سيكون لها تبعات، تتمثل في مزيد من التقارب الروسي – التركي على حساب الحق السوري، وستعطي للأتراك الراغبين بالتحالف مع روسيا وإيران ما يكفي من المبررات، وسيستخدمها أعضاء القيادة الروسية الراغبين باستمرار حربهم على شعبنا؛ لإسكات الأصوات الروسية التي بدأت تضغط لسحب قوات روسيا من سورية، ومن شأن عملية الاغتيال أن تجعل بعض الأصوات الأوروبية، المطالبة بالضغط على روسيا لوقف عدوانها، أضعف.
فيما رأى الكاتب وائل السواح أن “القاتل الذي قتل السفير الروسي في تركيا سيتحمل، هو والأيديولوجيا التي تُسيّره، الدماء السورية التي ستسيل في الأيام والشهور، وربما السنوات المقبلة. الإرهاب ليس حلًا”.
أما الإعلامي إبراهيم الجبين، فقال: “من يُزجي الجمر ويسكبه فوق المدنيين يحصد العاصفة النارية”، و “من الغباء الإشارة إلى أن حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة يمكن أن تؤثر في العلاقات بين روسيا وتركيا، الرسالة في غير هذا الاتجاه”.
وقال عمار قات: “هذه بواكير نتائج الإرهاب الذي يدعمه بوتين، سبق وحذرنا من أن الإرهاب لا بد من أن يُنتج الإرهاب المضاد، وأن تنامي الإرهاب في سورية على أيدي بوتين والأسد والملالي، في ظل صمت دولي، هو جريمة دولية لا تحمد عقباها، ولا يمكن ضبطها بعد أن تتجاوز حدودًا معينة”
نفى سامر أحمد أن يكون هذا الاغتيال جريمة، وقال: “السفير الروسي هو ممثل دولة الاحتلال في سورية، وليس مواطنًا روسيًا لا علاقة له بالجرائم الروسية في سورية”.
بحسب صحيفة (حرييت) التركية، فإن منفذ الاغتيال “ألطن طاش” مواليد 24 حزيران/ يونيو 1994 بمدينة أيدن جنوب غربي تركيا. تخرج من ثانوية (جمهورييت أناضولو)، وتلقى تكوينه الأمني بمدرسة (روست أونصال) العليا للشرطة في إزمير، ويعمل في سلك الشرطة منذ سنتين ونصف، وقد اعتُلقت أمه وأخته مباشرة بعد العملية.
[sociallocker] [/sociallocker]