الحديث في السياسة يفتح الأبواب الموصدة


جيرون

ظل الاشتغال في السياسة حكرًا -لعقود ماضية- على النخبة، إلا أنه ومع اندلاع الثورة السورية، بدأ السوريون يتفاعلون مع السياسة يوميًا، حيث لا تخلو منها المناقشات اليومية، ولم تخرج الجزيرة السورية عن السياق، فقد تحوّلت السياسة فيها إلى خبٍز يوميّ، بعد سنوات عجاف من الحكم الأمني للنظام السوري.

وفي هذا الشأن، قال الصحافي كمال أوسكان لـــ (جيرون): “هناك أسباب عديدة أفقدت السياسة شعبيتها، فقد كانت حكرًا على النخب فحسب. اليوم وبفعل النزاعات والحروب التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها المباشرة على حياة المواطنين، باتت السياسة محط اهتمام الجميع وليس النخبة وحدها”.

وأضاف أوسكان أن السبب الثاني لـشيوع السياسة في الحياة اليومية “يعود للتقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم، حيث أتاحت التقانة للجميع، الاطلاع على المعلومات وتداولها، ومن ثمّ النقاش حولها وتحليل الأسباب، وأعتقد أن هذه النقطة بالذات على صلة وثيقة بالعملية الجنينيَّة لعمليَّة التحوّل الديمقراطي”.

من جهتها، ذكرت الصحافية سلوى دازوان لـ (جيرون) أن السياسة “على علاقة وثيقة بازدهار أو تراجع الأحوال المعيشية للمواطنين، بمعنى أن السياسة ذات تأثير كبير على حياة المواطنين، وخاصًة من الناحية الأمنية والاقتصادية، وفي باقي المجالات قطعًا، لذا؛ فإن المواطن دائم الحرص على متابعة أخبارها”، لافتةً إلى أن “شريحة واسعة من المواطنين يخوضون غمار السياسة بوصفها فعلًا يوميًا”.

لكن الصحافي آلان حسن يرى في حديثه لـ (جيرون) أن “الحرب الدائرة رحاها في سورية، هي أهم سبب دفع المواطنين للاهتمام بالسياسة، ففي الحروب تضعف المعايير أو تُلغى أحيانًا، الجميع يصبح مثقفًا، شاعرًا، عسكريًا وسياسيًا؛ حيث لا معايير علمية أو أكاديمية لرسم فروق بين المختصين والمهتمين والمتابعين”، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام “باتت في متناول الجميع، تطرح القضايا بلغة بسيطة، تخاطب الشرائح كافة، لذا؛ أصبحت السياسة في الدرجة الأولى من سُلم الأولويات اليومية، وأظن أن بعض من يتابع القنوات الإخبارية بات ضليعًا السياسة في وقت قياسي”.

الضغط يولّد الانفجار، والحرمان الطويل من ممارسة السياسة أو الخوض في تفاصيلها، على ما يرى الكاتب السياسي إبراهيم خليل، كان له أثر كبير في زيادة الإقبال عليها، وأضاف الخليل لـ (جيرون) أن الوقت “لم يزل مُبكرًا لتقييم هذه الحالة والحكم عليها”.




المصدر