الغوطة تنتصر لحلب… البوصلة حيث الناس
20 ديسمبر، 2016
جيرون
تشهد مدن وبلدات الغوطة الشرفية في ريف دمشق، منذ الأسبوع الماضي، مظاهرات متواصلة نصرة لمدينة حلب التي تتعرض لعملية تهجير قسري، بعد أشهر من العمليات العسكرية التي شنتها قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة لها، مدعومة بغطاء جوي روسي؛ ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات الآلاف، إضافةً إلى دمار هائل في البنية التحتية، خاصة في الأحياء الشرقية من المدينة.
تأتي المظاهرات في مدن الغوطة في سياق التأكيد على أن الثورة مستمرة، وأن وحدة الهدف والمصير مازالت عصية على وحشية النظام وحلفائه، وهي، بحسب ناشطين، تعبير عن حالة من الغضب الشعبي على ما وصلت إليه الأمور من تراجع للثورة، وخسارة عدد من المناطق في وقت زمني قصير، على الرغم من كثرة الفصائل العسكرية ووفرة السلاح لديها.
وقال الناشط أبو محمد الدمشقي لـ (جيرون): إن هذه “المظاهرات هي التعبير الأوضح عن أن الشعب هو صاحب الكلمة، وهو البوصلة، فالمظاهرات تعم الغوطة منذ أشهر؛ لإيصال رسالة لكل القادة العسكريين، بأن لا خلاص من المأزق الذي وصلت إليه الثورة إلا بالوحدة، أما صراع المناصب والمكاسب والأسماء، فلن يمنحنا سوى الهزائم، ونحن لن نعود إلى البيوت حتى تتحقق المطالب: جيش موحد وإدارة مدنية واحدة، تكون مظلة للجميع، دون ارتجال أو مبادرات فردية من أحد”.
وأوضح الشامي أن المظاهرات -الآن- دليل دامغ على أن الشعب سئم كل المبررات والحجج القديمة، مضيفًا: “كيف يمكن أن نفهم بأن عشرات الجيوش والفصائل والألوية ومستودعات السلاح الثقيل والخفيف ونحن من إخفاق إلى آخر، الثورة لم تخرج لنستبدل ظالم بآخر، الثورة كانت وستبقى للخلاص من هذا الطغيان الذي دمر سورية وشرّد أهلها ودمّر مُدنها وجلب كل مرتزقة العالم لإسكات صوت الحرية، صوت الحرية باق ولن يموت”.
تصاعدت المظاهرات، التي تعم معظم المدن السورية، تصاعدًا لافتًا في إثر الشروع بتهجير المدنيين وقوات المعارضة من أحياء حلب الشرقية، شمالي البلاد، ومن أبرز مطالب المتظاهرين، توحيد الفصائل العسكرية في جسم واحد، له قيادة واحدة وراية واحدة، هي راية الثورة السورية المعروفة، ويؤكد الناشطون في الداخل السوري أن الحراك لن يتوقف، وسيتصاعد في حال عدم الاستجابة، وقد يصل إلى حد المطالبة بإسقاط القادة ومحاكمتهم.
[sociallocker] [/sociallocker]