بشار الأسد “التمسك بذيل الفأر الأخير لأنظمة عربية ساقطة”

د . عزة عبد القادر قالت لي أحد الصحفيات المدعيات للوطنية إن سقوط بشار الأسد سوف ينذر بكارثة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط بأكملها فإن هذا النظام السوري يعد الوحيد الذي يقف في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية ، فتعجبت بشدة من هذا المنطق الغريب في التفكير ولم أستطع حقا كيفية مواجهة هذا الشذوذ الفكري والمنطق العقيم ، كيف أصف نظام خائن يقتل شعبه بأنه يحارب العدو الأجنبي وكيف أصف جيش سوري مفتت يضحي بأرواح أبنائه لأجل حماية رئيس أنه جيش وطني ، فإن الجيش يحمي الشعب والأرض فتلك قاعدة ومبدأ أساسي لا يقبل التجزئة أو القسمة ، والمسألة لا تتعلق هنا بمعركة بين فصائل إسلامية تريد إقامة دولة الخلافة الإسلامية وبين دولة تدعي القومية كما يشيعوا إعلاميا ، فالديموقراطية الأمريكية وهذا السخف والثرثرة الفارغة ليست موضوعنا والكلام عن الملكية والجمهورية أيضا ليست الأساس وكذلك فإن المدنية والعسكرية ليست المعضلة ، بل إن المنطق السليم يقتضي ان نتحدث عن العدل والقانون ، فالشعوب العربية المقهورة في تلك اللحظات الحرجة تنتظر العدالة والسلام ، ولن تنظر في أيديلوجية صاحب تلك العدالة وخلفيته أكانت إسلامية أو عسكرية أو مدنية ، لن يفكر المقهورين في مملكة او جمهورية او ولايات ديموقراطية ، بل فقط الإنسانية ، وأين هي الإنسانية ؟. القضية تختلف جد الإختلاف عندما نتحدث عن سوريا ، فإن الحرب تدور رحاها بين رجل مجنون يريد الإستمرار في السلطة رغم رفض السوريين لحكمه وبين الشعب السوري بمعظم قطاعاته ، واذا كان بعض الصحفيين المصريين والعرب يرددون شعارات الماركسية والإنتماء القومي العروبي ويشيعون بوطنية هذا البشار الأسدي حامي الوحدة العربية وانه حان الوقت للنقاش وجلوس جميع الأطراف سويا لنبذ الخلافات ودحر الأيدلوجيات ، فإن هذا يعد هراءا وكذبا محضا ، ووصف المواقف بعكس حقيقتها ، بل ونعت الحكام الخونة بالشجاعة والوطنية ، فكيف يمكن قبول هذا الهراء وتزييف الحقائق من قبل فئة من الكتاب المصريين والعرب ، انها كارثة حقيقية ان يستخدم القلم في خداع الشعوب واستدراجها إلى حتفها ، إنهم يقتلون الناس قتلا ممنهجا مقابل ماذا؟ هل هو المال أم المنصب أم الشهرة وذيوع الصيت ، ربما لكل ماسبق تبيع فئة مجرمة ضميرها وإنسانيتها ، تبيع كتاباتها لكل من يدفع أكثر ، تفرط في الأرض والشرف لأجل شهوة زائلة . إذا ادعى كاتب مصري أو عربي كذبا بأنه يوافق على دعم الجيش السوري لقتل السوريين وان ذلك كما يتوهم يعد بدافع الانتماء العربي القومي فإننا نتوجه له بسؤال بسيط ، لماذا لم تستيقظ تلك النخوة العروبية القومية إبان الإحتلال الأمريكي للعراق ، ولماذا لم يشارك الجيش المصري والجيوش العربية في إنقاذ الشعب العراقي ، لماذا لم تتحرك الحكومات العربية لمساعدة العراقيين ، وما الذي يميز سوريا الآن عن العراق في التسعينات ، إذن المسألة ليست في حماية شعوب وقوميات انها حماية كراسي، انه التشبث والتمسك بذيل الفأر الأخير للأنظمة العربية الساقطة في المنطقة، إنها معركة حياة أو موت بالنسبة للطغاة البائدين ، فعقب الغزو الأمريكي للعراق وسقوط صدام حسين لم يؤثر ذلك على عروش الحكام العرب فلم يسقط الرئيس المصري في تلك الحين مثلما سقط الرئيس العراقي وكذلك لم يسقط كلا من رئيس ليبيا وسوريا ، ولو كانوا سقطوا لكان الوضع اختلف ولم يكن لتترك الجيوش الخائنة قائدها يموت ، لا تتحدثوا عن كلمات وشعارات كبيرة لا تعرفوا عنها شيئا ، فالصراع هو صراع على الكرسي وليس شيء غير كرسي الحكم ، فالقضية ليست وحدة ولا عروبة ولا وطنيىة بل هي لأجل العرش وإلا فلما تركتم الشعب العراقي يعاني ويلات الحروب وحده ولم تأخذكم تلك الرحمة والرأفة بالرئيس الراحل صدام حسين ؟إذن فالواقع بعيد تملما عن الانتماء ومساعدة الحكام الأشقاء انها مصالح للحفاظ على أنظمة الحكم المستبدة .ِ