قوافل مهجري حلب إلى إدلب… ذل المآل

20 ديسمبر، 2016

آلاء عوض

يُواجه المدنيون والمرضى الذين أُخرجوا من أحياء حلب الشرقية إلى إدلب أوضاعًا سيئة، سببها عدم قدرة الجهات المُضيفة على توفير مستلزمات إقامة الوافدين الجدد في مدة زمنية قصيرة.

وعن هذا الوضع السيئ، قال الناشط لورنس الأسعد لـ (جيرون): “نزل المهجّرون الجُدد الواصلون إلى سرمدا وباب الهوى في مراكز إيواء، قامت بعض المنظمات بتجهيزها، محاولةً تغطية جميع نواقصهم المعيشية والصحية والنفسية، وهناك بعض المنظمات قامت بعمليات إحصاء لهم، وخصصت لهم فرق دعم نفسي وطبي، وجرى إرسال المرضى من ذوي الإصابات الخطِرة إلى مستشفيات تركيا في المدينتين الحدوديتين: أنطاكية والريحانية من معبر باب الهوى، أما الإصابات المتوسطة، فجرى استقبالها في مستشفى باب الهوى”، مشددًا على ضرورة تأمين المأوى كأولوية.

في سياق متصل، أشار الأسعد إلى “مأسوية أوضاع المُهجّرين الحلبيين النفسيّة، بسبب الحصار الخانق الذي تعرّضوا له في الآونة الأخيرة، وصعوبة الطريق التي سلكوها، وخصوصًا الدفعة التي جرى احتجازها في الباصات لمدة 7 ساعات، بعد حادثة حرق الباصات التي كانت متّجهة إلى مدينتي كفريا والفوعة، فهؤلاء بحاجة لدعم نفسيّ مكثّف، وبرامج رعاية وإعادة تأهيل، تستغرق وقتًا وهذا ما ينبغي على المنظمات القيام به”.

من جهة أخرى، أفاد الناشط الإعلامي المُهجّر من معضمية الشام إلى إدلب، وسيم صوان، بقوله لـ (جيرون): إن وصول “دفعات عديدة من المُهجريّن إلى إدلب يضع المدينة في مأزق، ويجعلها غير قادرة على استيعاب الأعداد الضخمة”.

ولفت إلى أنه “أصبح لزامًا على المهجرين، تأمين أجرة المنزل، وبالتالي؛ تأمين عمل، وهذه رحلة جديدة وشاقّة بالنسبة لربّ العائلة؛ لأن المساعدات ضعيفة جدًا، خاصة مع تزايد دفعات المهجّرين، وليس من السهولة إيجاد عمل بدخل يسد الحاجات في إدلب”.

وأضاف صوان: “يزيد فصل الشتاء من صعوبة الموقف، ويرفع من التكاليف والمُستلزمات الواجب توفيرها، كما خلق المهجّرون أزمة في قطاع التعليم، بسبب كثرة عدد الطلاب، وقلّة عدد المدارس” مشيرًا إلى بُطء وضعف عمل المنظمات وعدم قدرتها على تغطية مستلزمات الأعداد الكبيرة القابلة للزيادة”.

وصف ناشطون الحالة النفسية للواصلين، بـ “المدمّرة”، ويزيدها “سوءً صعوبة تأمين المأوى والمعاش، وهناك العديد من الأسر نزلت في بيوت أقارب لها في إدلب؛ فباتت أعدادهم في المنزل الواحد كبيرة جدًا، وغير ملائمة، وبعضهم الآخر اتجه إلى مخيمات موقتـة”، أقيمت على عجل، مع الإشارة إلى صعوبة العيش فيها؛ لافتقارها إلى مقومات الحياة الرئيسة.

جدير بالذكر أن مجلس محافظة إدلب أصدر بيانًا، أعرب فيه عن عدم قدرة المدينة على استقبال مهجّرين جدد، بسبب أزمة في السكن، وارتفاع أجرة المنازل، وكانت قد وصلت إلى إدلب، في الشهرين الماضيين، عدة دفعات من المقاتلين وأهاليهم من مناطق متعددة من ريف دمشق (معضمية الشام وداريا وقدسيا وخان الشيح)، والآن من حلب الشرقية، ويخشى مراقبون على إدلب التي باتت الحاضن الأكبر لقوات المعارضة، من عملية وحشيّة يقوم بها النظام وحلفاؤه؛ انتقامًا من الثورة وأهلها وتصفية لهم.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]