ما حقيقة ترحيل تركيا للسوريين الموالين للأسد؟‎

20 ديسمبر، 2016

انشغلت وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بخبر عن نية تركيا ترحيل الموالين لنظام الأسد.

وجاء في الخبر الذي تم تداوله على نطاقٍ واسع أن “المادة 104 ووفقًا للقانون التركي الصادر عن المكتب الرئاسي تنص على ترحيل كل شخص يثبت عليه دعم أو تأييد نظام بشار الأسد والمنظمات الإرهابية”.

واختفلت المواقع حول آلية تنفيذ هذا القانون الذي نُسب إلى وكالة الأناضول التركية، فمنهم من قال إن التبليغ يحتاج لشهادة مواطن تركي، وآخرون قالوا إنه يُكتفى بتبليغ السوري على السوري.

ونفى المحامي غزوان قرنفل رئيس “تجمّع المحاميين الأحرار” هذه الأنباء بشكلٍ قاطع، وقال قرنفل لـ “صدى الشام”: “إن الأخبار تحدّثت عن قانونٍ صادرٍ عن المكتب الرئاسي، لكن المكتب الرئاسي لا يصدر قوانينًا”، وأضاف: “كل دولة في العالم بما فيها تركيا تقوم بترحيل أي شخص يثبت أنه يهدّد أمنها سواء كان مواليًا لنظام الأسد أو معارضًا له”.

وبيّن قرنفل أن الرئيس التركي أو المكتب الرئاسي يصدر مرسوماً تشريعياً خارج أوقات انعقاد البرلمان، وذلك عندما يكون البرلمان بحالة إجازة، وبعد العودة لانعقاده يتم عرضه على البرلمان وإقراره، لافتاً إلى أنه لا يوجد مرسوم أو قانون يصل إلى 104 أرقام، كون لا يوجد قوانين بهذا الكم من المواد!.

وأكد أنه لا يوجد أي قانون في العالم يتم تخصيصه لفئة معينة، لأنها تؤيد طرفًا وتعارض آخر، مشدّدًا على أن القوانين في كل أنحاء العالم تعالج حالة عامة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الأمن التركي لا يقوم بتخصيص عنوان بريد إلكتروني للكشف عن المؤيدين، كون هذا العمل ينحصر بأجهزة المخابرات وليس عبر المواقع الإكترونية، وذلك في رد على ما تناقلته بعض المواقع التي نشرت عنوان بريد للإبلاغ على مؤيدي النظام، حيث أشار قرنفل إلى أن “الأجهزة الأمنية التركية تبحث بنفسها عمّن يشكلون خطراً عليها ولا تطلب ذلك من أحد”. متسائلًا “بما أن القانون رقم 104 صحيح فلماذا لم يتم نشر نص للمادة؟”.

واعتبر قرنفل أن هذه الأخبار تندرج في إطار بث الفتن التي تنشرها أجهزة المخابرات المعادية للشعب السوري كمخابرات الأسد، لتثير تفسّخًا بين السوريين خارج وطنهم بعد أن تشتّتوا داخله، وقال: “هذا أمرٌ معيبٌ جدًا بأن نعمل مخبرين ضد بعضنا البعض لصالح أجهزة مخابرات الدول الأخرى”.

ووصف قرنفل المواقع والصفحات التي تتداول هذا الخبر دون التحقّق منه بالـ “القطيع” الذين ينقلون معلومات لا يعرفون مصدرها ومدى صحتها. حسب تعبيره

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]