‘يونس السيد يكتب: بين جنيف والأستانة’

20 ديسمبر، 2016

يونس السيد

يبدو أن قطار الاتفاق الروسي- التركي حول إخراج مقاتلي المعارضة من حلب لن يتوقف عند هذه المحطة، بعد أن كشفت موسكو وأنقرة عن وجود خطط لديهما لعقد محادثات سلام سورية، قد تحتضنها العاصمة الكازاخستانية، الأستانة؛ للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار على كل الأراضي السورية، والانطلاق للبحث عن حل سياسي للأزمة، وفق تصريحات لكبار المسؤولين في البلدين، لكن لماذا الأستانة بالذات؟!، وماذا يعني نقل العملية السياسية من جنيف، بكل ما يحمله ذلك من دلالات تغيير المكان، وربما الأسس والمرجعيات، التي بنيت عليها المحادثات السابقة؟، وهل ستكون محادثات جديدة منفصلة عن سابقاتها أم مكملة لها؟، ثم هل ستدفع نتائج «معركة حلب» وما آلت إليه أطراف الصراع إلى الذهاب نحو طاولة المفاوضات كل طرف وفق حساباته وشروطه الخاصة؟ أسئلة كثيرة يمكن أن تثار في إطار هذه الحسابات المعقدة، وما يوصف بالخطوة التالية ل «ما بعد حلب».
من الواضح أن موسكو وأنقرة تحاولان الاستفادة من ضعف أو غياب الدور الأمريكي خلال المرحلة الانتقالية للإدارة الأمريكية الحالية، لتغيير المعادلات القائمة وفقاً لمصالحهما الخاصة. فموسكو تريد أن تتوج تدخلها العسكري في سوريا وما تعده «انتصاراً» في حلب، لتكريس دورها القيادي المنافس في الساحة الدولية، بتقمص دور «العرّاب»، وإثبات قدرتها على تحقيق ما فشلت واشنطن في تحقيقه، فيما تسعى تركيا إلى تعزيز دورها الإقليمي، اتكاء على تحسن علاقاتها مع روسيا، بعدما تدهورت علاقاتها مع واشنطن والغرب عموماً منذ الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز الماضي. وقد يكون استبدال أنقرة، واشنطن بموسكو، بعد تعليق تعاونها مع إدارة أوباما يحمل مدلولات كبيرة، لا تقل أهمية عن مدلولات نقل المحادثات السورية من جنيف إلى الأستانة، أي نقلها من الغرب إلى الشرق، ومن أوروبا إلى آسيا الوسطى، وهي تدرك أن اختيار هذا المكان سيلقى قبولاً من تركيا، باعتبار الأستانة كانت يوماً ما عاصمة للخلافة العثمانية، ومعظم سكان كازاخستان من أصول تركية، بينما هي حليفة لروسيا وجمهورية سوفييتية سابقة، وقد لا يستفز الأمر المعارضة السورية، التي سبق لجزء منها أن عقد لقاءات ومؤتمرات فيها، تمخضت عن تبني رؤية للحل السياسي، فيما أبدى منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب موافقته على المقترح الروسي- التركي، شريطة تبني المرحلة الانتقالية، لكن السؤال يبقى قائماً حول قدرة موسكو وأنقرة على جمع كل أطياف المعارضة إلى طاولة الحوار، بمعزل عن بقية الرعاة والداعمين واللاعبين الإقليميين والدوليين.
المصدر: الخليج

يونس السيد يكتب: بين جنيف والأستانة على ميكروسيريا.
ميكروسيريا –

أخبار سوريا 

ميكرو سيريا