(صقيعٌ وبردٌ خيرٌ من موتٍ ودمار)… رحمة الثلوج تمنع نقمة الطيران


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

(صقيع وبرد، خير من الموت والدّمار) هذا مقال وحال الأهالي الذين استفاقوا في ريف إدلب على بياض الطّبيعة من حولهم، والتي غطّتها الثّلوج، في صباح الأربعاء (21 كانون الأول/ديسمبر)، بعد أيامٍ سوداء، حولّت فيها الطائرات الحربية الروسية والسورية معظم المناطق في سوريا إلى دمار.

وتعيش المنطقة في حالة من الهدوء ممزوجة بالبرد، حيث غطّت الثلوج معظم محافظة إدلب، ويجد الأهالي سعة في هذا اليوم، حيث يتبادلون الزيارات على الرغم من انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، فهم يفضّلون الثلوج والصقيع على أصوات هدير الطائرات، والتي كانت عامل قتل وتدمير بشكل شبه يومي.

وانخفضت درجات الحرارة بشكل كبير في معظم المناطق، وانقطعت المواصلات، وشهدت المنطقة شللاً كبيراً، كما شهدت الطرق الرئيسية العديد من الحوادث، وتم تسجيل العديد من الإصابات، وعجزت سيارات الدفاع المدني عن الحركة، كما تساقطت الثلوج فوق المخيمات في الشّمال السّوري، والتي هي الأخرى وجدت في الثلوج فرصة لمتنفّسها، على الرغم من الأوضاع الصّعبة التي تعشيها.

وقال “أبو ناصر” رئيس فريق الدفاع المدني في بلدة حيش بريف إدلب، لـ “المصدر”: ” لقد تقطّعت أوصال المنطقة في ريف إدلب الجنوبي بسبب الثلوج، ولدينا العديد من السّيارات على الطرقات الرئيسية لا تستطيع العودة إلى المركز، بسبب تراكم الثلوج على الطرقات”.

وأضاف “أبو ناصر”: “لقد تلقينا العديد من البلاغات عن وقوع حوادث على الطرقات، وتم الاستعانة بمركز الدفاع المدني في خان شيخون ومعرة النعمان، لمساعدة المدنيين على الطرقات”.

ولعل الطّبيعة أرحم من بني البشر على السّوريين، حيث تجود عليهم أحياناً بخيراتها وتمنع خروج الطيران وتحجب الرؤية بغيومها الداكنة وثلوجها، بينما فشلت مؤتمرات البشر مرّات ومرّات في الأمم المتّحدة وفي أكثر من مكان.





المصدر