أطفال الجنوب الدمشقي لا يعرفون “العلم نور”


جيرون

يُعاني الملف التعليمي في مناطق جنوب دمشق من صعوبات كثيرة، يقف خلفها النظام السوري، الذي يقصف المنطقة، ويفرض عليها حصارًا خانقًا، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بربطه مُجمل العملية التعليمية في حي العسالي والحجر الأسود ومخيم اليرموك بما يسميه “المناهج الشرعية”.

فرض هذا الواقع أعباءً إضافية على المؤسسات والهيئات التي تسعى إلى النهوض بالتعليم في أحياء جنوب العاصمة، في ظل الضغط المتواتر الذي تتعرض له مناطق (يلدا، ببيلا وبيت سحم) بسبب نزوح كثيرين من الطلبة إليها؛ هربًا من التنظيم.

وقال الناشط عبيدة الدمشقي لـ (جيرون): إن الملف التعليمي في مناطق جنوب دمشق “يعاني -بالأساس- من صعوبات كثيرة؛ بسبب دمار عدد كبير من المدارس في المنطقة، من جرّاء قصف النظام المتواتر عليها، ترافق مع ممارسات من (داعش) أجهزت على ما تبقى من العملية التعليمية في أحياء جنوب دمشق، وباتت أحياء الحجر الأسود ومخيم اليرموك، دون أي مدارس، سوى تلك التابعة لتنظيم الدولة، ولكم أن تتخيلوا الأجيال التي ستُخرّجها هذه المدارس”.

من جهته قال الناشط أبو جهاد الفلسطيني، من مخيم اليرموك، لـ (جيرون): إن المخيم، “ولأول مرة منذ تأسّس عام 1958، توقفت فيه العملية التعليمية، وهو المكان الذي كان يضم عددًا كبيرًا من الكفاءات العلمية، ويأتي إيقاف التعليم ضمن مخطط لإغراق أطفال المخيم بالجهل، واستنساخ تجربة تتشابه بطريقة أو بأخرى، مع تجربة مخيمات لبنان، ولكن بأدوات أكثر قذارةً”

لا تتوقف صعوبات الملف التعليمي داخل أحياء ومناطق الجنوب الدمشقي، على الجرائم المُرتكبة بحقه من النظام والتنظيم، بل تتعدّاها إلى قضايا لوجستية كثيرة، أهمها قلّة الدعم، وعدم اهتمام مؤسسات المعارضة، ولا يمكن النهوض بهذا القطاع في ظل الإمكانات المتواضعة للمؤسسات الأهلية.

حول أهمية دعم التعليم في أحياء جنوب العاصمة، قال إياد فحيلي، المُدرّس في إحدى المدارس البديلة، لـ (جيرون):” النهوض بالملف التعليمي داخل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام يحتاج إلى دعم حقيقي، ولذلك؛ لابد من إقناع المؤسسات الدولية ذات الصلة، بتحمل مسؤولياتها لدعم هذا الملف؛ حماية لأطفالنا وشبابنا من الجهل”. مؤكدًا على المُضيّ في “محاولات تخليص أطفالنا من معطيات هذا الواقع البائس”.

في حين رأت تسنيم، متطوعة في إحدى المدارس البديلة، أن “أهم ما يحتاجه الملف التعليمي، هو تأسيس مراكز تعليم حقيقية، تستند إلى مناهج عصرية، وفق معايير الزمن الذي نعيشه”.

لفتت تسنيم في حديثها لـ (جيرون)، إلى مجموعة من الضغوط المعاشية تمنع الأهالي من إرسال أطفالهم إلى المدارس، فـ “في حال توفرت المدارس البديلة، فثمة عشرات الأطفال واليافعين يعملون في مهن مختلفة لإعالة أسرهم”.

واقع التعليم الصعب يحتاج إلى “جهات داعمة تقف إلى جانبنا، ولا يعني ذلك التقليل من الجهد الفردي المبذول للمحافظة على سير العملية التعليمية في هذه المناطق، ولذلك؛ ستبقى المثابرة إلى أن يقتنع أحد ما في المعارضة أو في العالم بأسره بأن اللبنة الأولى لبناء سورية جديدة هي في تخريج جيل متعلّم”. وفق تسنيم.




المصدر