on
تمخض إعلان موسكو فولد فأرًا
عبد الحفيظ الحافظ
انتهى اجتماع موسكو بين روسيا وإيران وتركيا بمؤتمر صحافي أُعلن فيه: إحياء العملية السياسية ووحدة الأراضي السورية، واستعداد الدول الثلاث لوضع اتفاق بين النظام وقوى المعارضة، يُنهي الأزمة، ويقود إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتعاون في مجال الإغاثة، والدعوة إلى مفاوضات سياسية، ووقف موسع لإطلاق النار في سائر سورية. غابت عن هذا الاجتماع المملكة العربية السعودية وقطر ودول الاتحاد الأوروبي، الدول الصديقة، والجامعة العربية والولايات المتحدة. وجرى هذا الاجتماع خارج الشرعية الدولية مُمثلة بمجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة، وتجاهلت موسكو الدول المشاركة في مؤتمر جنيف 1 ومؤتمر فيينا والقرارات الأخرى.
لا يُغطّي اجتماع موسكو وبيانه الصحافي غياب الشعب السوري، مُمثلاً بمعارضته والهيئة العليا للتفاوض عنه، وأسوأ ما وصل إليه، هو تجاهله القضية الأساس بعد ستة أعوام، وهي قضية شعبٍ ثار على نظام استبدادي شمولي؛ ليبني دولته المدنية الديمقراطية الحديثة لمواطنيه كافة، وبعد تدمير مدنه وبلداته ومنشآته الحيوية وتهجير ونزوح نصف سكانه، مع مليون ونصف مليون إنسان، بين شهيد ومُعتقل ومفقود، وضِعفهم من المعاقين والجرحى… كما تجاهل، بل أصرّ لقاء موسكو، على بقاء النظام الذي اختار الحل العسكري الأمني وفرّط بالسيادة الوطنية، واستدعى قوى العدوان والاحتلال الروسي والإيراني الشيعي؛ ليواجه ثورة شعب مشروعة، ما أوصل الحال إلى أزمة.
الغريب أن تجتمع دولتا عدوان واحتلال ودولة مجاورة وصديقة بعيدًا عن العالم الحر وهيئاته، لتُقرّر في غياب ممثلي الشعب مصيره، وما زالت الأيدي الروسية والإيرانية تسيل دمًا من الشعب السوري في حلب، وعلى الساحة السورية عامةً.
لابد من التأكيد -هنا- على أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ليس هو الوحيد الإرهابي، فمن يقتل الشعب، ويغزو، ويحتل أراضي شعب آخر، ليس إرهابيًا وحسب، بل ومُفرّخًا للإرهاب. نعم. تمخض اجتماع موسكو فولد فأرًا.
المصدر