ماذا قالت دراسة إيرانيّة عن لواء "فاطميون" اﻷفغاني؟


نشر مركز الدراسات الإيرانية IRAM (غير حكومي) مقره اسطنبول، دراسة حديثة بعنوان "لواء فاطميون: فيالق إيران الأفغانية"، اعتبر فيها أن ميليشيات فاطميون اﻷفغانية التي تقاتل في سوريا إلى جانب قوات اﻷسد تمثل حاليًّا خطرًا كبيرًا على الوضع الأمني في أفغانستان.

وأرجعت الدراسة ذلك إلى اكتساب الميليشيا خبرة ميدانية خلال السنوات القليلة الماضية في المدن السورية، ومتانة أواصرها بالنظام الحاكم في طهران بشكل عام، وقوات الحرس الثوري بشكل خاص.

وأشارت الدراسة إلى أن النظام الإيراني سعى بعد مرحلة احتلال الولايات المتحدة للعراق في 2003 إلى تجنيد مجموعات مسلحة في دول المنطقة، تنوعت أنشطتها خلال السنوات الماضية، وأضافت أن السياسة الإيرانية نجحت في الواقع من خلال هذه المجموعات، وتبنيها لأيديولوجية مذهبية، في زيادة نفوذها بالمنطقة، وتمكنت من تثبيت أقدام نظام الأسد في سوريا.

وأصبح الآن لواء فاطميون ثاني أكبر مجموعة مسلحة موجودة في سوريا بعد "حزب الله" اللبناني، وينحدر مقاتلوه الأفغان في سوريا من قومية الهزارة، بعضهم كان موجودًا بالفعل في البلاد قبل اندلاع الثورة وآخرون كانوا لاجئين في إيران منذ سنوات، بسبب تردي الوضع الأمني في أفغانستان.

واستغلت إيران متمثلة في الحرس الثوري، حالة الفقر والجهل في صفوف اللاجئين الأفغان واحتياجهم إلى المال، لتقوم بتجنيدهم في سوريا مقابل مبالغ مادية، وإعطائهم أوراق إقامة قانونية لهم ولعائلاتهم في إيران.

وتُشير تقارير حقوقية أن قرابة 4 ملايين أفغاني يعيشون في إيران في بيئة تتسم بالفقر والجهل، ويعتنقون المذهب الشيعي.

وتقول الدراسة إن إيران عازمة على استخدام أعضاء هذه الميليشيات في فرض نفوذها وسياستها في دولهم، عند انتهاء الحرب في سوريا، ما يعني أن آلاف الأفغان الموجودين في سوريا، سيشكلون تهديدات كبيرة على الدولة الأفغانية حال عودتهم إليها.

كذلك توجد احتمالات بنسب متفاوتة حول إمكانية نقل هذه الميليشيات إلى أماكن نزاعات أخرى، أو منحهم الجنسية الإيرانية وتوطينهم هناك.

ويقدّر تعداد مقاتلي الميليشيات اﻷجنبية في سوريا بنحو 18 ألفًا، جلبتهم إيران لدعم نظام اﻷسد وقمع الثورة السورية، منهم 2000 مسلح أفغاني ضمن لواء فاطميون في مدينة حلب وحدها.