إعلام النظام يُحوّل “طفلة الميدان” إلى دعاية
24 ديسمبر، 2016
آلاء عوض
أثار فيديو الطفلة فاطمة التي فجّرت نفسها في مقر قسم شرطة الميدان، في العاصمة دمشق، عددًا من التساؤلات حول الفاعل والمستفيد، ولا سيما أن جهات موالية للنظام، حمّلت المعارضة، بشقيها السياسي والعسكري، مسؤولية “تربية جيل من الوحوش”. بحسب وصف إعلام النظام.
تبلغ الطفلة من العمر تسع سنوات، وتوجهت، وهي تحمل عبوة ناسفة إلى داخل مخفر الشرطة بذريعة أنها ضائعة، وفعلًا دخلت وهي تبكي، وبعد أن دخلت جرى تفجير العبوة عن بعد، ما أدى إلى مقتلها وجرح عدد من عناصر الشرطة”.
حول هذه الحادثة وتحليل تداعياتها، قال المُحلّل السياسي والعسكري محمود إبراهيم لـ (جيرون) إن “ما ظهر في مقطع الفيديو يُوحي بأن الحادثة صحيحة، وبأن هناك انفجار حقيقي حصل في فرع شرطة الميدان، وجثة الفتاة تؤكّد أنها هي مُنفّذة العملية، عبر حملها المتفجرات، ولكن ليس بالضرورة أنها نفّذت العملية بإرادتها”.
تُشير المعطيات على الأرض إلى أن الطفلة، ومن دفعها إلى القيام بهذا العمل هما المتضرران، وبالمجمل فإن الحادثة تُبرهن على خلفية بشرية مُشوّهة أخلاقيًا، إذ من المُشين استخدام فتاة بهذا العمر لتحقيق هدف سياسي أو عقائدي، ومن الطبيعي أن يؤثّر الحادث سلبًا على الحراك الشعبي الثوري، الذي أظهرته وسائل الإعلام القريبة من النظام، بمظهر المُشارك في الإجرام والمؤيّد لقتل الناس”.
هناك ضير أخلاقي كبير “يقع على عاتق الجهة المُنفّذة التي تتبنى العملية، ونظام الأسد استفاد من الحادثة وقدّمها من زاوية أن مخافر الشرطة في مناطق سيطرته، مفتوحة للأطفال الضالّين، وأن عناصر الأمن أشخاص مُفعمون بالإنسانية وعطوفون ولا يُفتشون الأطفال وهم يدخلون المراكز الأمنية”.
أشار إبراهيم إلى “أن غموض الفيديو، ومحدودية الإصابات ضمن عناصر الشرطة، واقتصار الأضرار على الماديات، يُثير لبسًا ويطرح تساؤلًا، أين كان هؤلاء عندما فجّرت فاطمة نفسها؟”.
يعتقد إبراهيم أن النظام “هو المُدان بهذا النوع من العمليات؛ لأنه أوصل الحالة السورية إلى هذا المستوى، ولم يُقدّم تبريرات أمنية واضحة عمّا حدث، ولم يعطِ روابط أمنية تشير إلى الجهة التي تقف وراء العملية”.
وكانت مواقع سورية نسبت إلى ناشطين أن والد الطفلة فاطمة (أبو نمر) يقيم في حي القابون، وأنه مُصاب بأمراض نفسية شتى”.
[sociallocker] [/sociallocker]