الأب القائد رندة قسيس


ناصر علي – ميكروسيريا

السوريون الآن في عز مأساتهم وإحباطهم وخيبتهم، وبعد حلب يبدو الأمر مختلفاً عن كل ما حصل في سني الثورة الست التي دفعوا من أجلها بكل ما لديهم من مال ومأوى وأرواح…لكنهم اليوم يعودون إلى بعض روحهم المرحة في التعاطي مع مجريات الأحداث الطارئة…وربما من صدمة ما يقال عن أيامهم القادمة من أحلام وآمال لم تكن في حساباتهم على الإطلاق.

على السطح تطفو معارضة مصنعة في أقبية ودهاليز النظام وحلفائه، وهؤلاء يمدون رؤوسهم اليوم بشجاعة ميس كريدي التي تنشر صورها مع بوغدانوف وبعض قادة الأحزاب الروسية، وتنتقل بسلاسة المعارضة الداخلية من دمشق إلى موسكو فبيروت لتقدم صورة عن تعاطي النظام الأنيق والديمقراطي مع معارضته، وفي الجانب الآخر يصرح قدري جميل أن الانتصار في حلب سيكون بداية الحل السياسي في سورية.

هي هكذا أيام السوريين الآن…بكل ما فيها من زخم يثير الضحك قبل اليأس، ليس من أجل أن يمطتينا هؤلاء خرجنا…مع شعور بالخيبة من معارضة على غرار الائتلاف ومعارضة الخارج التائهة التي لا يكترث بها أحد حتى داعميها، وفقدت ثقتها في جسد الثورة (الشعب)، وليس لديها إلا اجتراح حلول الممولين، وتنفيذ مصالحهم أولاً.

أما ما كان عجيباً وكمستحيلات الكون أن تصبح رندا قسيس الأب القائد الجديد، ومرشحة لرئاسة الجمهورية العربية السورية أو ما بقي من مفرداتها…الصورة على ورقة الـ 1000 ليرة التي تربع على عرشها حافظ الأسد عقوداً بما لها من قيمة مادية معنوية ستحتلها رندة قسيس بعد أن قضت الحرب على قيمتها المادية المعنوية.

باختصار يسخر السوريون من واقعهم ومستقبلهم…بالروح بالدم نفديك يا رندا…قائدنا إلى الأبد الأمينة رندا قسيس…والخلود لرسالتنا.