هل بيعَت حلب أم فعلت المعارضة ما عليها؟.. مسؤول التفاوض وناشطون يشرحون لـالسورية نت أسباب خسارة المدينة

25 ديسمبر، 2016

براء الحسن – خاص السورية نت

باتت مدينة حلب خالية من أي تواجد للمعارضة السورية، مع خروج آخر دفعة من المقاتلين والمدنيين من الأحياء المحاصرة الخميس الفائت، ومن بينهم “الفاروق أبو بكر”، مسؤول ملف مفاوضات مدينة حلب، ومجموعة من القادة العسكريين بينهم “أبو العبد أشداء” قائد حلب المدينة، و”أبو بشير معارة” وغيرهم.

وكان للانهيار المفاجئ لأحياء حلب المحاصرة خلال أيام قليلة أسباب عدة، فوجهات النظر كثيرة حولها، فهل حقاً بيعت كما روّج، أم أنّ مقاتلي المعارضة أدوا ما عليهم حتى خرجوا مرفوعي الرأس من مدينتهم؟.

“السورية نت” التقت بـ”الفاروق أبو بكر” مسؤول ملف التفاوض عن مدينة حلب، الذي شرح لنا أسباب سقوط المدينة بالقول: “هناك عدة أسباب أدت في النهاية إلى سقوط الأحياء المحاصرة، فالسبب الرئيسي هو الحملة الشرسة التي شنها الطيران الروسي مدعوماً بالطيران الحربي والمروحي السوري، إضافة إلى العشرات من راجمات الصواريخ التي لم تكد تهدأ عن القصف خلال الحملة الأخيرة”.

وأشار “الفاروق” إلى  أن متوسط الغارات يومياً وصل إلى 250، “ناهيك عن مئات الصواريخ التي كانت تتساقط يومياً، حيث أنّ أكثر من ألف صاروخ وقذيفة استهدفت بها المساحة الصغيرة الخاضعة لسيطرة الثوار خلال ساعة واحدة فقط وهي الفترة بين ساعة إعلان الهدنة 11 ليلاً، وبدء تنفيذ الهدنة الساعة 12 ليلاً”.

ويضيف “الفاروق” بأنّ السبب الآخر الذي عجّل بسقوط الأحياء هو “تواجد المدنيين في مناطق سيطرة الثوار بأعداد كبيرة، ما أثر سلباً على معنويات الثوار حيث شكل وجود المدنيين ورقة ضغط، من خلال استهداف الأحياء المكتظة بالسكان، الأمر الذي جعل الثوار والدفاع المدني في عجز عن تقديم أي شيء اتجاههم، بعد الاستهداف الممنهج للمشافي ومراكز الدفاع المدنيّ وسياراتهم”.

ولفت القيادي العسكري إلى أنه “وصلنا إلى مرحلة باتت فيها القذيفة الواحدة من الممكن أن تحصد عشرة أشخاص بين شهيد وجريح، فقد تجمع نحو مئة ألف شخص في اثنين من الأحياء التي باتت أبنيتها مصدّعة لكثرة القصف، فمن لم يمت بالقصف من المحتمل موته خلال انهيار مبنىً عليه، الأمر الذي دفع مدنيين إلى الذهاب لمناطق سيطرة قوات الأسد في الأحياء المحتلة رغم عدم قناعتهم”.

تنازع الفصائل

ومن جانبه يذكر “أحمد معن” الناشط الإعلامي في حلب بعضاً من الأسباب التي ساهمت في سقوط المدينة بالقول: “الثوار تعرضوا للضغط كثيراً بسبب القصف حيث أنّ بعض المجموعات كانت تذهب لنقطة الرباط، لم يعد منها أحد سالماً، جميعهم سقطوا بين شهيد وجريح، حيث أنّ الجريح في الفترة الأخيرة كان بمثابة الشهيد الذي ينتظر الموت لعدم إمكانية العلاج”.

وأضاف: “تنازع الفصائل داخل المدينة خلال الحملة نفسها كان لها الأثر الأبرز في نفوس المقاتلين على الجبهات، ناهيك عن الظلم الذي مارسته بعض الفصائل بحق المدنيين في ظل عدم وجود قضاء موحد”.

وتابع: “بعض الفصائل – لم يسمها – سمحت بدخول السلاح لمناطق سيطرة وحدات الحماية الكردية في الأحياء الخاضعة لسيطرتها، وهو ما ساعد بتقوية نفوذهم ضد الثوار، من خلال مساعدتهم قوات الأسد في حصار مدينة حلب من خلال قطع طريق الكاستيلّو، بالإضافة إلى تقدمها وسيطرتها على عدة أحياء محاصرة تزامناً مع تقدم قوات الأسد في أحياء أخرى”.

رسالة للفصائل

في سياق غير بعيد، وجه مسؤول ملف المفاوضات رسالة إلى قادة الفصائل العسكرية في الشمال السوريّ المحرر بالقول: “أقل ما يجب عليكم فعله هو توحيد الجهود العسكرية في حال تعثر إمكانية حدوث اندماجات حقيقية بين الفصائل، وتحصين الجبهات، إلى بناء خطوط دفاعية خلفية جديدة في المناطق التي يتوقع تقدم قوات الأسد نحوها، وعدم إعطاء هذه القوات الراحة لشن هجماتها، بل القيام بأعمال عسكرية هجومية، فخير وسيلة للدفاع هي الهجوم”.

وحذّر “الفاروق” في حديثه لـ”السورية نت” فصائل المعارضة من استمرار الهجمة التي تشنها قوات الأسد والميليشيات الإرهابية الداعمة له على المناطق المحيطة بمدينة حلب شمالاً وغرباً وجنوباً، وهو ما ظهر جلياً من خلال محاولتها التقدم على منطقة سوق الجبس قرب الراشدين الرابعة فجر أمس الجمعة، حيث أحبط مقاتلو المعارضة الهجوم وكبدوهم خسائر في الجنود.

كما أجاب على سؤال لـ”السورية نت” حول وضع آلاف المهجرين من مدينة حلب إلى مناطق محافظة إدلب وأرياف حلب بالقول: “رأينا الكثير من أهل الخير الذين بادروا لتأمين السكن لآلاف العوائل حسب الاستطاعة، ناهيك عن المنظمات التي ساهمت أيضاً بإعانة المهجرين وأخص بالذكر منظمة “IHH” التركية، ولكن الأعداد الكبيرة ربما كان لها دور في عدم وصول الإعانات لكافة الأسر التي خرجت من مدينة حلب”.

وذكر أحد سكان مخيمات الكرامة الواقعة قرب منطقة باب الهوى الحدودية مع تركيا بأنّ المنظمات سارعت لنقل عشرات العوائل من أحياء حلب المحاصرة إلى المخيمات.

وأضاف: “سارعت المنظمات إلى تقديم المساعدات بكثرة إلى أول دفعة خرجت من المدينة حيث سارعت إلى تصويرهم، ولكن الدفعات الأخرى التي وصلت إلى المخيمات لم تنل نصيبها من الاهتمام والمساعدة، وهؤلاء يفتقرون إلى كافة مقومات الحياة من أغطية ومدافئ ناهيك عن الطعام في ظل موجة البرد التي تشهدها البلاد”.

ومن جانبه وجه ماجد عبد النور الناشط الإعلامي في حلب رسالة إلى قادة حلب الخارجين من الحصار بالقول: “إلى كل القادة الخارجين من حلب الحمد لله على سلامتكم، ولكن أنصحكم أن تبتعدوا عن الإعلام وعن التحدث حول بطولاتكم، وتصورون حالتكم نصراً وقوة وعزيمة، وبأنكم خرجتم مرفوعي الرأس، لا أيها السادة إن الله قد أذلكم، وكشف زيف قوتكم، وهشاشة كانتوناتكم التي شكلتموها في شوارع حلب وسقطت بيد المحتل أسرع من سقوط الحجر المرتفع، إن الله أذلكم وأذل جبروتكم وجعل منكم درساً قاسياً وجعلكم عبرة للثورة كلها، فتوبوا إلى الله وراجعوا أنفسكم، واجلسوا فترات طويلة بين حالكم وقولوا يارب اغفر لنا مافعلناه”. حسب قوله.

وأضاف: “بالنهاية تساوى من صمد مع من استهتر وخذل، و كلهم خروجوا من حلب تحت مسمى صمود، ولكن أجر من صمد على الله، وحساب من استهتر وتخاذل عند أحكم الحاكمين”.

وكان يوم الثاني والعشرين من شهر ديسمبر/ كانون الأول شهد إتمام خروج آخر دفعة من المحاصرين الذين بلغ عددهم نحو ثلاثين ألف شخص، مقابل خروج 2500 شخص من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين بريف إدلب على عدة دفعات استمرت عدة أيام.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]