‘حجي مارع : قصة اغتياله لأول مرة’
25 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
رفعت أقلام اغتيال الأيقونة الثورية “عبد القادر الصالح” وجفت صحفه.. هكذا ظنّ أكثر السوريين، وهكذا كان حال “القضاء” المحسوب على الثورة وهو يحاول “لفلفة” قضية، ما تزال حتى الآن ورغم مضي أزيد من 3 سنوات عليها جرحا نازفا، وما يزال “دم الضحية” فيها “فماً يظل عن الثأر يستفهم”. “زمان الوصل” وضمن سعيها الدائم لاستجلاء الحقائق والبحث عن الأسباب والأشخاص، عثرت عبر مصادرها على محاضر تحقيق “رسمية” صادرة عن الجهات القضائية التابعة لـ”الجبهة الإسلامية”، وتحديدا لـ”لواء التوحيد” الذي صنع “الصالح” اسمه – أي اسم هذا اللواء- بجهده وإقدامه، وعمّده بدمه، ليكون لـ”قضاء” هذا اللواء كلمة أخرى في تضييع أو المساهمة بتضييع آثار جريمة اغتيال “حجي مارع”. تظهر محاضر التحقيق وجود خيط خفيّ لقصة مجموعة من ثمانية أشخاص بينهم واحد كان يعمل في مدرسة المشاة، وعلى تماس مع “حجي مارع”، فضلا عن قرابته للشخص الذي تمت تسميته قائدا عسكريا للواء التوحيد بعد اغتيال “حجي مارع”. المدعى عليهم في القضية مجموعة معظم أفرادها متورطون بالفساد والعمالة للنظام والتصرفات اللامشروعة، قانونيا وأخلاقيا. إفادات المجموعة وبينهم نساء تظهر اتصالات مع النظام وتورطاً في ما يشبه اختراقاً أمنياً لفصائل الثورة وبيئتها وحواضنها. لكن اللافت أن المحاضر تتعرض لقضية اغتيال “حجي مارع” لكن التحقيقات لا تغوص في العمق، ما يثير تساؤلات عن سبب التعامي عن وجود ارتباط بين المجموعة وقضية الاغتيال الكبيرة التي ضربت الثورة في حلب بمقتل. زمان الوصل تحاول فكّ اللغز، وتعرض للقضية بالبحث والاستقصاء وفق مستندات باتت بحوزتها.
التفاصيل البداية كانت عندما سمع أحد أبو محمود سكري – قتل بعد أن أبلغ المكتب الأمني عن ماشاهد وسمع – مشادة كلامية بين عمار عساف وهو قائد سابق للشرطة العسكرية التابعة للواء التوحيد – الفرع رقم 3 – مقر الفرع داخل مدرسة المشاة، وبين امرأة تدعى ملك أوزون، أمام منزل الأخيرة، حيث كانت ملك مرتبكة وسط اتهام عمار لها بأنها شبيحة وتعمل مع النظام، معللا بذلك استملاك منزليها لصالح لواء التوحيد.. وعندما احتد النقاش طلبت ملك من عمار الدخول للحديث داخل المنزل وطلبت من أبومحمود السكري مرافقتهما خوفا من عمار… وفي الداخل قال عمار “أنتم شبيحة ولكم علاقة مع (هلال هلال) أمين فرع الحزب” وهو ما أنكرته “ملك”.
يروي المصدر: بعد أن أنكرت “ملك” اتهامات عمار، قال لها بأن شقيقتها “وفاء أوزون” قامت بإقناعه بتشغيل زوجها “عبدالرحمن فاعل” بأعمال التحميل في مدرسة المشاة، بهدف تزويد زوجته “وفاء” عن أماكن الاجتماعات السرية، وهو ماحصل حيث أرسل لزوجته معلومات عن مدرسة المشاة بحلب، وفي اليوم الذي تواجد عبدالقادر صالح ومجموعة من الثوار في المدرسة قامت وفاء من خلال معلومات زوجها بإبلاغ مخابرات النظام، حيث نفذت طائراته غارت على المدرسة قتل على أثرها حجي مارع. وعندما رفضت “ملك أوزون” اتهامات عمار لها أخرج هاتفه المحمول ليريها صورة شقيقتها “وفاء” وهي بجانب (العقيد محمود شاهين) المقرب جدا من عائلة “اوزون”، وهو بحسب المصدر كان قائدا لقطاع (الإذاعة – سيف الدولة) التابع لقوات النظام، فما كان من ملك إلا أن غيرت الموضوع وقالت إنها أتت لتبيع منزليها. تابع المصدر: قال عمار لها أنه سيقوم بمسح ما هو موجود على هاتفه النقال ويعطيها المنزل مقابل أن يتزوج شقيقتها “وفاء”، بعد أن يطلقها من زوجها. فردت عليه بأن “وفاء” موجودة مع زوجها في تركيا التي سافر إليها بعد عملية اغتيال “عبدالقادر الصالح” فتعهد عمار بأن يطلقها من زوجها في تركيا ويعيدها إلى “تل رفعت” ليتزوج منها وهو ما وافقت عليه “ملك” ولكن بشرط ان تأخذ رأي اختها “وفاء”. وبحسب المصدر فإن عملية زواج “عمار عساف” من “وفاء أوزون” تمت رغم أن زوج الأخيرة “عبد الرحمن فاعل” الذي تم تعيينه من قبل في مدرسة المشاة بهدف تقديم المعلومات رفض تطليقها..!
بعد تبليغ الشاهد أبو محمود السكري المكتب الأمني بما سمع، تم اعتقال ملك من جانب أحرار الشام، وحقق معها شخص يدعى “عبدالكريم”، فتبين له بحسب المصدر أنه تم تكليف “ملك أوزون” بتاريخ 1-10-2014 وتحت رقم 277 بمهمة التواصل مع العصابات “الإرهابية المسلحة” لجمع المعلومات، من قبل أمين فرع الحزب احمد صالح ابراهيم، وأن لدى “ملك أوزون” مهمة من فرع الحزب وبطاقتها الحزبية رقمها “4184806”.
كما تبين أنه بتاريخ 4-6-2014 صدر أمر بعمل شقيقها “عماد اوزون” لصالح فرع الحزب من قبل أمين فرع حزب البعث احمد صالح ابراهيم، وقبلها، أما بتاريخ 17-2-2013 تقدمت ملك اوزون بطلب زيارة الى رئيس فرع الشرطة العسكرية بحلب لزيارة ابنها احمد مقرش بجرم اشتباه. ويتابع المصدر: بناء على البحث والتحقيق وجد “عبد الكريم” أدلة تدين “ملك” مع عدد من اﻷشخاص بالتورط بعملية اغتيال عبد القادر الصالح, فقام بإعطاء أمر بالقبض على “ابو وحيد إغاثات” و”ابو احمد البيبي” والقبض على “عمار عساف”، الذين هربوا إلى مناطق النظام… النهاية أهمل التحقيق ثم المحكمة خيط اغتيال حجي مارع، وركز على عمالة المتهمين للنظام، وتعاطي بعض المشروبات الكحولية حيث أصدرت المحكمه حكمها ببراءة عمار وسجن آخرين سجن مؤقت والبحث عن الفارين.. وحفظ التحقيق… لتحميل ملف الوثائق (اضغط هنا) أو تصفحها عبر الملف أدناه