الحياة: مفاوضات روسيا مع "الفصائل الإسلامية" أزعجت إيران والنظام السوري


رأت صحيفة الحياة اللندنية في تقرير لها أن جلوس موسكو على طاولة المفاوضات مع "الفصائل الإسلامية" في العاصمة التركية أنقرة لنقاش أوضاع الأحياء الشرقية في مدينة حلب سبَّب انزعاجًا لدى إيران والنظام السوري من الموقف الروسي.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها معلومات تدل على امتعاض إيران والنظام بسبب ما اعتبروه "تراجعًا بموقف موسكو" حيث كانت تصنف هذه الفصائل وعلى رأسها "حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام" أنها إرهابية ولا تختلف عن تنظيم الدولة وفتح الشام، واعتبرت الصحيفة أن ذلك يشكل نجاحًا للدبلوماسية التركية التي جمعت تلك الأطراف في المفاوضات.

وأضاف التقرير: "إيران والنظام السوري يتبنّيان إستراتيجية الحسم العسكري الكامل ويعتبران جميعَ فصائل المعارضة إرهابيةً، إلا أن موسكو بموقفها أعطت مؤشرات أنها لا تتبنى نفس الفكرة وأنها تراجعت عن تصنيف جميع الفصائل الإسلامية أنها إرهابية".

وحول مؤتمر الأستانة المطروح عقده في منتصف الشهر الأول من العام القادم نقلت الصحيفة عن مصادرها أنه لا تزال هناك خلافات بين تركيا وموسكو حيث ترغب روسيا بمشاركة النظام والاتحاد الديمقراطي الكردي وفصائل المعارضة مع استثناء الهيئة العليا للمفاوضات في حين تصرّ أنقرة على مشاركة الهيئة وتطالب بأن يكون حضور حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ضِمن وفد النظام في حال وُجِّهت إليه الدعوة، في حين تتمسك طهران والنظام بعدم حضور قادة الفصائل الإسلامية مطلقًا.

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول تركي لم تسمه، فإن تركيا تضع أربعة أهداف للحوار في الأستانة وهي وقف إطلاق نار شامل، وإنقاذ المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية والبدء بعملية تحوُّل سياسي كما أن أنقرة أبلغت موسكو أنها لم تغير موقفها من رأس النظام "بشار الأسد" وتصرّ على أنه لا يمكن له الاستمرار بالحكم بعد الفترة الانتقالية، في حين تعتبر روسيا أنه لا يجب نقاش مستقبل الأسد وترك الأمر للمفاوضات لكن طهران تصرّ على أن مستقبل الأسد يعتبر خطًّا أحمر.

وكان وزير الخارجية التركي أفاد في وقت سابق في تصريحات له أن القبول بالمفاوضات في الأستانة لا يعني القبول ببقاء الأسد في السلطة مبينًا أنه مسؤول عن قتل أكثر من 600 ألف سوري، ولا يمكنه الاستمرار في الحكم.

يُذكر أن قيادات بارزة في الفصائل العسكرية السورية وعلى رأسهم قائد جيش العزة، والقيادي في جيش الإسلام "أبو عمار حوى" أكدوا في وقت سابق أن الفصائل السورية رفضت مقترحًا لوقف إطلاق النار يستثني الغوطة الشرقية وجبهة فتح الشام مؤكدين أن تركيا دعمتهم في هذا القرار أيضًا.