القصف يهدد نبع (عين الفيجة) المغذي للعاصمة دمشق بالنضوب


وليد الأشقر: المصدر حذّرت فعاليات ومؤسسات مدنية وناشطو وادي بردى بريف دمشق، من استمرار الحملة الشرسة التي تشنها قوات النظام وميليشياته على القرى الثائرة والمحاصرة في المنطقة، والتي تؤدي إلى نضوب مياه نبع الفيجة المغذي لأحياء العاصمة دمشق، حيث تسبب القصف العنيف والمركز على منشأة النبع ومحيطها بعشرات البراميل المتفجرة ومئات القذائف، بضياع ثلث مياه النبع في باطن الأرض حتى الآن. وأشار ناشطون إلى أنه بعد القصف الكثيف والمباشر الذي تعرضت له منشأة نبع عين الفيجة بأكثر من 50 برميلاً متفجراً وأكثر من 200 قذيفة هاون ومدفعية ثقيلة ودبابة، والقصف الذي تعرضت له قرية عين الفيجة والقرى المجاورة لها، والتي تعد حوضاً مباشراً للنبع، تبين أن حوالي ثلث مياه النبع قد غارت وضاعت في باطن الأرض، مؤكدين أنه لو استمرت هذه الحملة على النبع وحوضه المباشر لعدة أيام أخرى فإن كارثة مائية تنتظر، وقد تتسبب هذه الحملة الشرسة بغوران مياه النبع بشكل كلي، وحينها سيكون مصير المياه الضياع في باطن الأرض. وأكدت “الهيئة الإعلامية في وادي بردى” أن القصف المركز على منشأة نبع عين الفيجة ومحيطها، أدى إلى تسرب كميات كبيرة من مياه النبع وغورها في باطن الأرض، مما يهدد المصدر المائي المغذي بشكل رئيسي لأحياء العاصمة دمشق، للخطر في حال استمرار النظام بقصفه المكثف، غير آبه بتصرفاته المجنونة والغير مسؤولة. وأصدرت الفعاليات والمؤسسات المدنية في وادي بردى بياناً اليوم الإثنين (26 كانون الأول/ديسمبر)، أكدوا فيه على ضرورة إيجاد اتفاق مناسب يضمن سلامة المدنيين في المنطقة والسماح للجبهات الدولية بإدخال ورشات صيانة وإصلاح النبع وإبقائه تحت الإدارة المفوضة من قبل أهالي المنطقة. كما أكد الموقعون على البيان على ضرورة الضغط على اقوى الداعمة للنظام المجرم والميليشيات الموالية له، لإيقاف الحملة الهمجية على الأرض والسكان في المنطقة، والتي تتسبب بمجزرة بحق أكثر من 110 آلاف مدني محاصر في المنطقة، وغور مياه عين الفيجة التي تمد سكان دمشق. وأضافت بأنها ترفض أي شكل من أشكال التهجير القسري لسكان المنطقة، والذي يأتي ضمن سياسة التغيير الديمغرافي التي تنتهجها العصابة الحاكمة في دمشق في سوريا عموماً ودمشق وما حولها خصوصا. وتعرضت قرى وادي بردى أمس الأحد، ولليوم الرابع على التوالي، لهجمة شرسة تعد هي الأعنف خلال حملة قوات النظام وميليشياته على المنطقة، فاستهدفت المنطقة بقصف بكل أنواع الطيران والمدفعية الثقيلة وصواريخ الفيل، حيث تتبع قوات النظام فيها سياسة الأرض المحروقة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على أغلب جبهات المنطقة، في محاولة من تلك القوات التقدم وتضييق الخناق على الأهالي والثوار. كما كثفت قوات النظام من قصفها لقرية عين الفيجة من خلال فتح نيران رشاشاتها الثقيلة وقناصاتها، بالإضافة لاستخدامها دحرجة الإطارات المشتعلة باتجاه القرية، مستغلة تمركزها في أعلى الجبال المحيطة بالمنطقة. وأدى القصف إلى مقتل الأم “سهام العواني” وولديها من قرية الحسينية، وطفلة بعمر “16 عاما” في قرية بسيمة من الوافدين للقرية، وسقوط عدد من الجرحى في قرية الحسينية وبسيمة ودير مقرن، بالإضافة لدمار في مسجدي قرية كفير الزيت وأضرار في منازل المدنيين. والجانب الأبرز في أحداث أمس، بحسب “الهيئة الإعلامية في وادي بردى”، هو تصدي كتائب الثوار لمحاولة تقدم قوات النظام من محور بسيمة وإرغامها على التراجع، حيث تمكن الثوار من تدمير دبابتين وعطب عربة btr، وقتل أكثر من (20) عنصراً وأسر آخرين بينهم ضابط، وأكدت الهيئة على عدم تقدم قوات النظام متراً واحداً في أراضي وادي بردى كما زعم النظام عبر مواقعه. وأطلق ناشطون وفعاليات ثورية مناشدات لمساندة ثوار وادي بردى وأهله المحاصرين، وطالبوا باستنفار كافة الوسائل المتاحة سياسياً وشعبياً وإعلامياً لنصرة الوادي وأهله، ولحشد الرأي العام في الداخل والخارج، كما طالبوا كافة الكتائب بالتوجه إلى الجبهات لتخفيف الضغط على المحاصرين في وادي بردى. unnamed



المصدر