جامعة (البعث) بحمص ترزح تحت سطوة (الشبيحة)
26 ديسمبر، 2016
المصدر: رصد
تحولت جامعة (البعث) في مدينة حمص من أكبر أحلام الشباب إلى أكبر كوابيسهم، بعدما أصبحت أهم مراكز التشبيح في المدينة، وتحول اتحاد الطلبة فيها إلى نواة لهذا المركز، والممسك بزمام الأمور فيها، ينشر الرعب والفوضى والفساد ليس فقط بين الطلاب، بل وحتى الكادر التدريسي الذي لم يسلم من تشبيح عناصر الاتحاد.
وأفاد موقع “عنب بلدي” بأنه أوكلت إلى اتحاد الطلبة في جامعة “البعث” مهمة تجنيد طلاب الجامعة ضمن صفوف ميليشيات “الدفاع الوطني”، ليترأسهم “وسام العبد الله”، المنحدر من قرية المزرعة بريف حمص، وعضو حزب البعث، والذي أصبح ذا نفوذ ضخم فاق نفوذ إدارة الجامعة وكوادرها التدريسية، والذي برز بعد عدة تدريبات عسكرية تلقاها برفقة زملائه المتطوعين، بعقود عمل مؤقتة ورواتب مالية ضخمة.
شبيحة وسلاح داخل حرم الجامعة
نفوذ “العبد الله” الكبير جعل طلاب الجامعة عرضة للسرقة والتشبيح ولحالات الاستغلال والضرب، إذ يعتبر الحاجز الرئيسي التابع له أمام بوابة الجامعة، المشهد الأكثر رعبًا بالنسبة لطلاب الجامعة.
ونقل “عنب بلدي” عن (أ. ر) أحد الطلاب في جامعة البعث قوله “كان أول أعمال اتحاد الطلبة إقامة حاجز أمني على بوابة الجامعة الرئيسية، الهدف منه تفتيش حقائب الطالبات والبطاقات الجامعية ومقارنتها بالبطاقات الشخصية التي يحملونها، تستهدف هذه العملية الطلاب ذوي الطائفة السنية بشكل أساسي وهذا ما جعلنا نعيش حالة من الرعب الحقيقي في كل مرة ندخل فيها إلى الجامعة، خاصةً أنهم يعمدون إلى إيجاد أي فرصة تمكنهم من اقتيادنا إلى الأفرع الأمنية”.
واستدل الطالب بحادثة “اقتياد أحد الطلاب إلى فرع الأمن الجوي، بعد إشباعه ضرباً بسبب نسيانه لبطاقته الجامعية”، مشيراً إلى “الاستعانة ببعض المجندات المخصصات لعمليات التفتيش بإهانة الطالبات وتهديدهن مراراً وتكراراً كلما سنحت لهم الفرصة”.
أسلحة كثيرة أصبحت تشاهد في الحرم الجامعي بشكل علني، ويرى الطالب أن اتحاد الطلبة لم يحترم قوانين الجامعة وحرمتها ولم يراعِ أيضاً أن الجامعة يجب أن تكون خارج الحرب مهما حصل، ويضيف “انتشر المسلحون في كافة أروقة الجامعة، منهم من يحمل مسدساً أو بندقيته ويرتدي بزة عسكرية، ولم تكفِ محاولات وقوانين إدارة الجامعة لتوقف هذه الظاهرة، خاصةً بعد اقتياد أحد المدرسين إلى مركز الاتحاد وضربه وشتمه لأنه رفض دخول أحد المسلحين إلى قاعة الامتحان”.
تحظر المظاهر المسلحة داخل الجامعات في القانون السوري، وتقول الجامعة، التي أحدثت عام 1979 بقرارٍ من رئيس النظام السابق حافظ الأسد، في رسالتها، إنها تلتزم في تحقيق “مبدأ تكافؤ الفرص للجميع من الذكور والإناث، والشباب والكبار والأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة، كما تلتزم بضمان الحرية العلمية للمدرسين والطلاب”، لكن عدداً من الطلاب الذين استطلع الموقع آراءهم ينقلون عن المسلحين داخل الجامعة عبارات على غرار “بلّوا هذه القوانين واشربوا ماءها”.
“ندخل سياراتنا فقط”
صلاحيات اتحاد الطلبة وصلت إلى منعه دخول السيارات غير المخصصة لأعضائه، أو أقربائهم، وأشار (أ. ر) إلى حادثة “اعتداء على فتيات داخل حرم الجامعة بتخويفهن بالدهس، ثم تهديدهن وشتمهن”.
وبرزت مؤخرًا ظاهرة ترغيب الطلاب بالانتماء إلى الاتحاد بشكل سري لمراقبة الجامعة بشكل أكبر، مقابل المال وضمان النجاح في المواد الجامعية، باستخدام القوة والمال وإجبار الأساتذة على تسريب أسئلة الامتحانات، وهو ما يجعل تقدير عدد المنتمين إلى اتحاد الطلاب، أو ما يعرف بـ “كتائب البعث”، غير دقيق.
“فساد الجامعات السورية ينم عن فساد منتشر في النظام، بكافة قطاعاته ومستوياته الإدارية والتنظيمية، وجامعة البعث هي نموذج عن الجامعات السورية في مناطق سيطرة النظام”، بحسب عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان في حي الوعر الحمصي، عبد العزيز الدالاتي.
مضيفًا “نتوقع أن تخرّج الجامعات السورية جيلاً فاسداً وفاشلاً، فالطلاب اليوم غير مؤهلين ويشغلون مقاعد دراسية في كليات مهمة ككليات الهندسة والطب”.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]