لمحة عن الوضع في وادي بردى
26 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
لمحة عن الوضع في وادي بردى
وادى بردى عبارة عن تجمع عدة قرى وبلدات على سرير نهر بردى يضم ( العين الخضراء- بسيمة- عين الفيجة- دير مقرن- كفير الزيت -دير قانون-الحسينية- كفر العواميد- برهليا- سوق وادي بردى) .
وتقع جميع هذه القرى بين سلسلتين جبليتين وتتوزع على سفح هذه الجبال
هذه المناطق محررة منذ مطلع عام ٢٠١٢ و قد اكتسبت أهمية استراتيجية لعدة اسباب منها وجود نبع عين الفيجة المصدر الأساسي للمياه في دمشق و موقعها الاستراتيجي كنقطة وصل بين الهامة وقدسيا شرقاً والزبداني ومضايا غرباً والقلمون ورنكوس شمالاً.
عسكريا
منطقة وادي بردى ساقطة عسكريا وذلك بسبب سيطرة النظام على الجبال المطلة عليها وأهمها جبل النبي هابيل و جبال الفرقة الرابعة و الحرس الجمهوري بالإضافة لذلك يحيط بوادي بردى عدة ثكنات عسكرية بدءا من ثكنة التكية (الفرقة الانتحارية )على طريق الزبداني مرورا بمنطقة جبال الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وهي أراضي شاسعة على امتداد قرى الوادي تعود ملكيتها لسكان هذه المنطقة استملكها النظام كقطع عسكرية ومساكن منها مساكن جديدة الشيباني ومساكن الديماس حيث تمتد هذه القطع من مطار الدريج حتى صحراء الديماس .
بالإضافة لسيطرة ميليشيا حزب الله مؤخرا على بلدتي هريرة وأفرة الجبليتين وتهجير سكانها لاستكمال الطوق على كل من وادى بردى من جهة ومضايا والزبداني من جهة أخرى.
الفصائل المعارضة في المنطقة هي فصائل محلية من أبناء المنطقة بالإضافة لبعض ابناء المناطق المجاورة كدمر وقدسيا والهامة والزبداني ولا يوجد أي تواجد لتنظيم داعش الذي تم القضاء على بعض خلاياه التي كانت متواجدة على يد الفصائل المحلية أما جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) فلا وجود لها أيضا حيث غادر عناصرها إلى التل سابقا وتوجهوا بعدها إلى إدلب.
تسليح هذه الفصائل المحلية بسيط جدا بين سلاح فردي خفيف ومتوسط ولا يوجد أي سلاح ثقيل في المنطقة ولا حتى مضاد للدروع حيث تعمدت دوما الجهات الداعمة للجيش الحر إهمال هذه المنطقة.
الوضع الإنساني
يبلغ تعداد سكان وادي بردى اليوم أكثر من مئة ألف مدني يتوزعون بين السكان الأصليين وعدد كبير من النازحين من أغلب مناطق ريف دمشق الساخنة كالغوطة وداريا والزبداني حيث كان وادي بردى ملاذاً شبه آمن بالنسبة لهم لهدوءه النسي .
يعيش المدنيين في وادي بردى حالة حصار شبه كامل منذ ثلاث سنوات حيث دائب النظام على منع دخول المواد الأساسية للمنطقة و تقييد حرية تنقل المدنيين فكان يلجأ إلى اعتقال النساء على حواجزه للضغط على المقاتلين والقيام بعملية مبادلة في كل مرة يتوتر فيها الوضع في وادي بردى .
اليوم يعيش ١٠٠ ألف مدني خطر الإبادة الجماعية ومن ثم لاحقا ربما خطرالتهجير القسري فمنذ انتهاء عملية إفراغ حلب بدأ النظام وحلفاؤه عملية عسكرية مستمرة على المنطقة حيث لليوم الخامس هناك محاولات اقتحام من عدة محاور ترافقت مع قصف عنيف مستمر بالبراميل المتفجرة من قبل طيران النظام وصواريخ الفيل من قبل ميليشيا حزب الله وصولا إلى القذائف المدفعية والهاون والرشاشات التي تستهدف كل ما يتحرك في هذه المنطقة
مما أدى لخروج جميع المنشآت الخدمية في المنطقة خارج الخدمة فلا امكانية لتحرك فرق الدفاع المدني وتم استهداف الهيئة الطبية والمقسم المركزي وقطع الاتصالات عن المنطقة والأهم تم تركيز القصف على حرم نبع عين الفيجة مما أدى لتضرره وخروجه من الخدمة (صورة ملحقة) ولا صحة للإشاعات التي يروجها النظام عن تسميم المياه أو خلطها بالديزل فالمياه مقطوعة أصلاً حتى عن سكان وادي بردى. ولكن هي إشاعة يروجها النظام لتحريض الحاضنة في دمشق وشرعنة عملية الإبادة الجماعية لمنطقة وادي بردى.