الموالون يئسوا من نظامهم ويطالبون (روسيا) إنهاء (التعفيش) بحلب
27 ديسمبر، 2016
صفوان أحمد: المصدر
لم تسلم المنازل والمحلات والمنشآت الصناعية في أحياء حلب الشرقية التي سيطرت عليها قوات النظام وميليشياته من السرقة و(التعفيش)، وذلك بحسب مصادر إعلام موالية للنظام، وموالون يئسوا من نظامهم في إيجاد حلول لهذه الظاهر، وباتوا مستعدين لترجي روسي من أجل تخليصهم منها.
كمراتهم توثق التعفيش
تناقلت مواقع وصفحات موالية للنظام صوراً وتقارير مصورة وشهادات لأهالي حلب الشرقية، ممن تعرضت منازلهم للتعفيش على أيدي ميليشيات النظام، بعد خروج الثوار منها، فنشر موقع “أخبار منقولة عن مدينة حلب” تسجيلاً مصوراً عن تعفيش المنازل وشهادات الأهالي، والذين أكدوا أن قوات النظام وميليشياته من سرق منازلهم.
ونشر ناشطون تسجيلاً مصوراً لعناصر من قوات النظام برفقة صحفية أجنبية، داخل مدرسة في حلب، تقوم الصحفية بتصويرها على أنها مقر لجبهة النصرة، وطلب أحد العناصر من الصحفية عدم تصوير المسروقات قائلا: “هدول تعفيش لا تصوريهن”.
ومع ازدياد الظاهرة ومطالبات الموالين للنظام و”أجهزة المختصة” بالقضاء على هذه الظاهرة، توعدت العديد من المواقع والصفحات الموالية للنظام بكشف أسماء المعفشين، والذين لم يتركوا شيئاً خلفهم، ومالم يتمكوا من حمله كسروه، فامتلأت أسواق حلب الغربية بالأدوات الكهربائية وقطع الأثاث والبضائع المعفشة من حلب الشرقية، وأكد ناشطون أن سعر البراد أو الغسالة في حلب الغربية وصل إلى 5000 ليرة سورية فقط.
100 قتيلٍ فداءً للتعفيش
ولم يسلم عناصر التعفيش من الألغام التي زرعها الثوار قبل خروجهم من المدينة، فقد تحدث موالون عن مقتل قرابة 100 عنصر من قوات النظام وميليشياته خلال محاولاتهم سرقة المنازل وتعفيشهم للأدوات الكهربائية، بسبب الألغام المزروعة في الأدوات وفي المنازل، فبات المؤيدون بين مترحم على القتلى وبين لاعن.
وفي متابعة لردود أفعال الموالين على أفعال الشبيحة والميليشيات من سرقات وانتهاكات لحرمات المنازل في حلب الشرقية، كتب أحدهم مستهزئاً: “حاج إشاعات مغرضة، لا يحدث في منازل حلب الشرقية أي سرقات أو تعفيش، لكن كل القصة أن الإرهابيين قبل مغادرتهم قد تركوا مفخخاتهم وألغامهم في البرادات والغسالات وغرف النوم و… وتقوم الجهات المختصة بسحب هذه المكونات إلى أماكن خاصة لرفع المواد المتفجرة عنها بشكل آمن”.
“نحن السابقون وأنتم اللاحقون”
ومع انتشار الحديث عن التعفيش وسخط الموالين من عجز نظامهم على إيقافه، بل ووقوفه معها، استذكر موالون ما حدث في بلدة كسب بريف اللاذقية قبل أكثر من عامين ونصف، فكتب أحدهم: “نحن السابقون وأنتم اللاحقون، عند عودتنا إلى بلدة كسب بتاريخ 15/6/2014 عقب انسحاب المجموعات الإرهابية التي سيطرت عليها ونزح أهالي بلدة كسب عنها بتاريخ 21/3/2014 كان حجم المسروقات لا تتجاوز 15 من المئة من ملكيات المواطنين وأقل من 5 من المئة من الدوائر الرسمية والكل يعلم الضجة العالمية التي رافقت تلك الفترة والضغط الدولي على داعمي الإرهاب مما أجبرهم على الانسحاب، ولكن للأسف تم تعفيش كسب عن بكرة أبيها ولم نتمكن من منعهم ومرت المسروقات من الطريق الوحيد للبلدة ومن الحواجز الأمنية مع ضرب التحية للعفيشة”.
وأشار إلى أن التعفيش لحق حتى جرس كنيسة المشرفة، “كسب منطقة لا توجد فيها معارضين للدولة ولا إرهابيين، جرس كنيسة المشرفة لم يتم استرجاعه حتى اليوم ولم يتم تعويض المواطنين عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم التي بقيت على الهيكل العظمي خلال أيام معدودة، كون المنطقة لم تشملها المعارك ولم تطأها أقدام الإرهابيين ولسوء الحظ وقعت بأيدي العفيشة ونهبت ودمرت تحت تهديد سلاح الدولة والبدلة العسكرية”.
وأضاف “التعفيش للأسف عمليات ممنهجة وبرعاية جهات تنظمها، وهي أبعد من السرقة وأخطر، وتتدخل في سياق التكامل والشراكة مع الإرهاب في إنجاز ما خطط لسوريا من تدمير وللشعب السوري من تهجير، المشغل واحد ولكل دوره ينفذه و – بالصرماية – داعش بقطع الأعناق يقتلك مرة، عافش بقطع الأرزاق يقتلك ألف مرة، قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، وبعد أن يجهز عليك الحليفان ولا يبقى أمامك أي مصدر للمعيشة ما عليك إلا حمل حقيبتك والترحال أو حمل سلاحك والقتال، وهو المطلوب، ولاحقا سيتم تنظيم ضبط بالأضرار والجميع سيتهم الإرهابيين بالتدمير والسرقة وسيتهمهم بما ارتكبوه هم وبما ارتكبوه حلفاؤهم العفيشة، بانتظار التعويض”.
موالون: الحلول بين الإعدام وروسيا
وعن الحلول التي قدمها الموالون للخلاص من ظاهرة التعفيش، والتي لم تسلم منها حتى العائلات الموالية للنظام والتي يخدم أبناؤها في صفوف قواته، بحسب شهادة أدلى بها أحد عناصر قوات النظام لقناة الإخبارية السورية التابعة للنظام، اتفق الكثيرون منهم على إعدام من يثبت عليه تهمة التعفيش، واعتبروهم عالة على قوات النظام، حيث قال أحدهم: “الحل هو الإعدام لكل من يسرق، لأنه يجعل المدنيين يتحاملون على الدولة، وهذا أكبر سبب لكره المواطنين للدولة، لأن المواطن يرى الحكومة تسرق بيته ومعمله وكل شيء ولا يعلم أن من يسرق هم ليسوا من الجيش بل عالة على الجيش”.
ورأى آخرون أن الفساد استشرى في صفوف قوات النظام وميليشياته حتى بلغ القمة، وبات جميع ضباط ورؤوس النظام يُباعون ويُشترون، لذلك لم يعد أمامهم سوى أن يترجوا “يوتين” ليخلصهم من المعفشين، “أعتقد أن الحل الوحيد قوات تثبيت روسية في المناطق المحررة، لأن الروسي ما بينشرى”، وأضاف آخر: “عصابات التعفيش والسلب والنهب والخطف كتبنا عنها مية مرة، وراجعنا المسؤولين مية مرة، ومستعدين نترجى بوتن وغيره لإيقاف هذه الظاهرة القذرة، ومن يدعمها يجب أن يعلق على المشانق، ولكن يبدو أنهم تعاظموا ولم يستطع أحد وضع حد لهم لأن لهم شركاء ومشجعين في مفاصل الدولة، بل هناك قرار بذلك، لأنهم معروفين بالأسماء لدى الجهات الأمنية ولا أحد يحاسبهم بحجة يؤزرون الدولة، علما أنهم خربوا ولم يبقى موبقا إلا وارتكبوه، وكل سوريا تعرف ذلك”، وختم “حاجة نتخبى بخيال أصبعنا، ونقول لازم نخبر بوتن إذا ما معه خبر فتلك مصيبة، وإذا معه خبر وساكت فالمصيبة أكبر، الله يحمي سوريا من هذه الجراثيم”.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]